Okaz

اجلاد والساخر وما بينهما فاتر

- حاشية:

لي فترة ليست بالطويلة عندما بدأت أكون كاتبا راتبا، وأرجو أال يتسرع القارئ فيظن أني أتحصل من كتاباتي ماال، وإن كان ذلك مستحبا، ولكني هاو ولست محترفًا، وخــال هــذه الفترة قـد يكون أصبح لــدي عــدد مـن القراء ال بأس بهم، وأتوقع أنهم ال يزيدون بالتأكيد عن اثنني، ولكن دون مـزح وبجد فلو كـان هناك قـارئ واحـد فا بد أن تعمل حسابه وتحترم رأيه، املهم أني أقابل في بعض املناسبات بعض من يحسنون الظن بي فينتقدون برقي أو يــمــتــد­حــون بــتــدبــ­ر، وبـعـضـهـم يــقــول إن الــنــقــ­د الجاد أفضل، ويحثون عليه، ومن وجهة نظري وإجابتي لهم أن الجاد له كتابه وهم كثر ولله الحمد، وأنا لم أضع خطة ملا أكتب وما الذي ال أكتبه، إنها مقاالت تكتب نفسها، وأنا ثقافة طرحي ونقاشاتي ساخرة، سخرية ال تسمن الذئب وال تفني الغنم. الكتاب الـسـاخـرو­ن قلة، وأتـحـدث هنا بالعموم، وأعتقد أنهم ال يشكلون إال نسبة ال تكاد تذكر، من كتاب األنماط األخرى، فالكتابة إما جادة أو ساخرة، وما بينهما فاتر، فهي إلــى حــد مــا رمــاديــة، وأجـــد نفسي أكـثـر فــي الكتابة الــســاخـ­ـرة، وأرى وفــق رأيـــي املــتــوا­ضــع أن أقـــوى عبارات النقد هــي املسبكة على نــار الـسـخـريـ­ة، فـالـنـاس تـريـد أن تضحك، «باش» يا سيدي ال داعي أن نكون كراما معهم «وانبعزق» ليس بالضرورة يضحكون يا أخي يحمدون الله أنهم يبتسمون. ملت القلوب من حرب وعليها تعليق يفلق القلب «مو اللي فينا مكفينا»، أرجع وأقول إن النقد الجاد نحتاجه كثيرا ولـه كتابه وفيهم ثلة «يـخـزي» الـعـني، قـوة كلمة وجمال أسلوب وأفكار رائعة، وآراء ونقد ال أقوى وال أروع، أثروا الساحة بــالــروح النقدية، وكــانــوا صــوت املــواطــ­ن النبيل الـوفــي الــذي يـطـرح القضايا بــروح املـسـؤولـ­يـة الوطنية، ويعبر في الوقت ذاتـه عن طموح املواطن وأمانيه، ربما حـديـثـي هـــذا ال يـعـنـي إال الـشـخـصـن­ي الــلــذيـ­ـن يــقــرآن لي، أحدهما يريدها ساخرة، واآلخـر يريدها جـادة، لذا أقول لهما ابشرا مرة «هيك» ومرتني «هيكني» حسب ما قسم، املــهــم أن يــكــون فــي مــا أكــتــب فــائــدة وأن أســلــوبـ­ـي كـــذا أم (كذاك) يوصل الفكرة. وأقول إن األحداث املتسارعة والباوي «املتلتلة» على دماغ معظم الــبــاد الـعـربـيـ­ة واإلســامـ­ـيــة مــع األســـف حكمت أن أكون «حمش حبتني» حبة فوق وحبة تحت، ولكن دعوني أسخر مرارا وأجد مرة، فليس بالجد تسلم كل جرة. يقول الشاعر ناصر سالم الكلدي: تصدق بابتسامتك الجميلة على مستعفف طال اغتمامه. تــــداويـ­ـــه ابــتــســ­امــتــك الـــعـــر­يـــضـــة. وتـــنـــز­ع عــنــه ديجور القتامة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia