Okaz

فوضى التجنيس تصيب أدب الشوارع على اجلدران

- أروى المهنا (الرياض)

يعرف األدب بشكله العام بأنه أحد أشكال التعبير اإلنساني ومــن خــاللــه تنطلق الـفـكـرة فــي اخــتــزال الـشـعـور ســـواء كان النص شعرًا أم سـردًا وحتى جميع األجناس األدبية كمبدأ تنظيمي ومحكم فــي تصنيف الـنـتـاج الـفـكـري هــذا النتاج الذي شاع في اآلونة األخيرة كفكرة تعبيرية على الجداريات متمثلة بجمل أدبـيـة مقتضبة ومصاغة تحت مظلة «أدب الشوارع» سبب هذا املصطلح إشكالية في الوسط األدبي، إذ هل يمكن اعتبار هذا النوع من التعبير «أدبًا». يـشـيـر الـــروائـ­ــي الــعــراق­ــي عــلــي الــحــديـ­ـثــي إلـــى كـــون أنـــه إذا أردنـــا أن نطلق مصطلح (أدب) عـلـى كــل شــيء يكتب فهذا يعني أن البشرية كلها أدبــاء «ال مشكلة أن تكون البشرية كلها (أدباء)، ولكن املشكلة في الفوضى األدبية التي تترتب على ذلك، وما هو تجنيسها األدبـي؟ فضال عن أن ما يكتب يـــــــــ­ــــــــــ­ــــــا يـــــــــ­ــــــــــ­ـــا ال كـــــــــ­ــــــــــ­ــــم ال لـــــــــ­ــــــــــ­ــــــم ال أنــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ـــــس كـــــــــ­ـــــــوكـ­ــــــــــ­ـــــبــــ­ــــــــــ­ــًا إنــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ـــــي أمــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــا وعــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ـن أمــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــا هـــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــــذا كـــــــــ­ـــــتــــ­ــــــــــ­بـــــــــ­ـــــت وألنــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــهـــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ـا فـــــــــ­ــــــــــ­تـــــــــ­ــــــــــ­بـــــــــ­ــــــــــ­ارك فـــــــــ­ــــــــــ­ـــــلــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ذات قـــــــــ­ــــــــــ­ــــد لـــــــــ­ـــــســــ­ــــــــــ­ت يـــــــــ­ــــــــبـ­ــــــــــ­ــــــق وإن تـــــــــ­ــــجـــــ­ــــــــزع­ــــــــــ­ـــي ال تـــــــــ­ــــســـــ­ــــــــأل­ــــــــــ­ـــيــــــ­ـــــــنــ­ــــــــــ­ـي ومــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــؤمــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــــــال ران على الجدران من جمل أدبية تعبيرية له ملسة أدبية، أي هو أديب في ذاته يهمل قلمه، وكثيرا ما نرى أناسا لهم تعابير أدبية، ولم يكونوا أدباء»، وأما عن حاجة الكتابة الشوارعية في ظل وجـود مواقع التواصل االجتماعي فيقول «الكتابة الشوارعية لها تأثير نفسي على املارة، فلو كتبت أنت جملة عــلــى الــفــيــ­س فــلــن يــقــرأهـ­ـا إال أصـــدقـــ­اؤك فــي الــصــفــ­حــة، أما فـي الـشـارع فيقرأها كـل مــار فيه وغالبا مـا تكون مثل هذه الكتابات ذات طابع سياسي فهي رسالة موجهة إلى الساسة في ذلك البلد فضال عن كتابات رومانسية أو ساخرة». فيما تــرى الـروائـيـ­ة الكويتية ميس العثمان أن ظـاهـرة التدوين الحروفي العباراتي على جدران األزقة واألحياء هي ظاهرة لــيــســت جـــديـــد­ة وهــــي كـــذلـــك لــيــســت مــقــتــص­ــرة عــلــى دولنا العربية «في زيـارات متكررة لعدد من الدول األوروبية أجد الكثير من تلك الكتابات والرسومات إذ تتفاوت بحرفيتها وإتقانها، واملتروكة كما هي على جـدران األحياء الداخلية بـــــــــ­ــــــــــ­ــــــــني الــــــــ­ـــحــــــ­ـــــاضـــ­ــــــــر مـــــــــ­ـــشــــــ­ــــــاعــ­ــــــــــ­ري عـــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ـــــــدو نـــــــــ­ــــــــــ­ـــــــوح الــــــــ­ــــــــــ­ـنــــــــ­ــــــــــ­ـادر الــــــــ­ــــــــطـ­ــــــــــ­ـــــاهـــ­ــــــــــ­ـــر الــــــــ­ــــــــــ­ـــوافــــ­ــــــــــ­ـــــــر الــــــــ­ــــــــــ­قـــــــــ­ـــــــــا­در غـــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــــادر الــــــــ­ـــــجــــ­ـــــــــا­ئـــــــــ­ــــر الــــــــ­ــــنـــــ­ـــــــاضـ­ــــــــــ­ـر املـــــــ­ــــــــــ­اكــــــــ­ـــــــــر كـــــــــ­ــــــطـــ­ــــــــــ­ــيـــــــ­ــــــــف عـــــــــ­ـــــابـــ­ــــــــــ­ـر الــــــــ­ــــــقـــ­ــــــــــ­ـاهـــــــ­ـــــــر الــــــــ­ـــــــســ­ــــــــــ­ـــامـــــ­ــــــــــ­ر الــــــــ­ـــطــــــ­ـــــائـــ­ــــــــر لـــــــــ­ــــــــــ­ــــــــقـ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــــاء آخــــــــ­ــــــــــ­ـــر دفــــــــ­ــــــــــ­ــــاتــــ­ــــــــــ­ــــــــري خـــــــــ­ــــــاطــ­ــــــــــ­ـــري –في الغالب– دون أن يتم مسحها من قبل البلديات»، الفتة إلى كونها ظاهرة انعكاس للحاجة للقول وإلبــداء الصوت والــــرأي والــفــكـ­ـرة، وتــرجــع الـعـثـمـا­ن هــذه الــظــاهـ­ـرة إلــى زمن الــسـبـعـ­ـيـنـات والــثــمـ­ـانــيــنـ­ـات، الفــتــة إلـــى أن الـــجـــد­ران كانت تحتوي عبارات أشبه ما تكون بـ «نفثات قلوب» املراهقني من الشباب والصبية وحتى زمـن التسعينات صــارت الجدران مكانا أصيال للتعبير عن املقاومة، مبينة أن هناك عبارات كتبت لجنود االحــتــا­لل وإعــالمــ­ه تعبيرا عــن رفــض املحتل والطاغية! وتضيف كونها هـي الـجـدران ذاتـهـا التي زينت بعبارات الحب للكويت يوم التحرير، أما إذا كانت تصنف أدبًا فتقول «بالتأكيد تلك العبارات أقل من أن يطلق عليها «أدب»، خصوصا أنها منقولة في الغالب من أصحابها غير املعروفني، وتظل هذه الصرعات متناقلة من جيل آلخر مهما تقدمت باإلنسان التكنولوجي­ا، فاإلنسان هو ذاته واملراهقة السلوكية ال تنضب على أية حال!».

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia