«ابن جريس» يستدرك على «أبو عراد» ويشكك في دقة معلوماته!
اســـتـــدرك أســـتـــاذ الــتــاريــخ فـــي جــامــعــة امللك خــالــد والـــبـــاحـــث فـــي تـــاريـــخ مـنـطـقـة عسير وجنوبي الـجـزيـرة العربية الـدكـتـور غيثان بـــن عــلــي بـــن جــريــس عــلــى املــعــلــومــات التي جمعها الدكتور صالح أبــو عــراد فـي كتابه «املـجـالـس واملـنـتـديـات الثقافية فــي منطقة عــســيــر» بــنــقــدات ســريــعــة لـــم تــضــف جديدًا للمتابع، بقدر مـا فتحت نـوافـذ كثيرة على العمل األكاديمي، وكيف يمكنه السقوط في فخ القوالب املعلبة وربما املنحازة. الـــدكـــتـــور «ابــــــن جــــريــــس» أشــــــار فــــي كتابه «الـقـول املكتوب فـي تـاريـخ الـجـنـوب» الجزء العاشر الصادر أواخــر عـام 7341هـــ إلـى أنه «مــا زال هــنــاك لــقــاءات واجــتــمــاعــات خاصة تعقد فــي عـمـوم منطقة عسير خــالل الوقت الـــحـــالـــي ولــــــم تـــتـــم دراســــتــــهــــا أو ذكــــرهــــا»، وأضــــاف أن «املــعــلــومــات الــتــي جـمـعـهـا أبو عــــراد ال تـكـفـي إلعــطــاء صــــورة واضــحــة عن هـــذه املـنـتـديـات مــن حـيـث الــنــشــأة واألعمال الــــتــــي طـــرحـــهـــا خــــــالل تاريخ كـــل مــجــلــس، والــعــقــبــات التي واجهها كل منتدى، والفوائد الــــــتــــــي حــــقــــقــــهــــا، والـــــــــــــدروس والـــعـــبـــر الــــتــــي نستخلصها مـــــن مـــســـيـــرة كـــــل مـــجـــلـــس أو منتدى، وتمنى «ابن جريس» أن يـــــــرى فــــــي املـــســـتـــقـــبـــل من يـــدرس هــذه املـنـتـديـات دراسة عــلــمــيــة أكـــاديـــمـــيـــة «ويتخذ هــذا املـوضـوع عنوانًا لرسالة ماجستير أو دكتوراه». وكــــــان كـــتـــاب «الــــقــــول املـــكـــتـــوب فــــي تاريخ الــجــنــوب» قــد وجـــه نــقــده لـلـمـعـلـومـات التي وردت فـي االسـتـمـارات الخاصة بديوانيات ومجالس األدب والثقافة في منطقة عسير، الــتــي تــمــت تعبئتها مــن قـبـل أصــحــاب هذه املنتديات بقوله: إنها معلومات عامة وتكاد تــكــون مــوجــودة فــي أي مـجـلـس أو منتدى، وطالب بأهمية معرفة التاريخ الــثــقــافــي واألدبــــــــي واملعرفي الــذي حققته هــذه الديوانيات الثقافية طــوال تاريخها الذي يمتد بعضه إلى عشرين عامًا، كـــاملـــوضـــوعـــات الـــتـــي طرحت واألعــــالم الــذيــن تـحـدثـوا فيها والــــفــــائــــدة املـــــرجـــــوة مــــن هذه اللقاءات، أو األوراق والبحوث املــــــطــــــروحــــــة، وهــــــــل حــــفــــظــــت ودرست ثم نشرت. كما انتقد «ابن جريس» التشابه الــكــبــيــر بــــني أهـــــــداف الـــديـــوانـــيـــات املحلية فــي منطقة عـسـيـر، إذ ال يـــرى عـيـبـًا فــي هذا الـتـشـابـه، لـكـنـه يــرجــو تفعيل هـــذه األهداف وامتداد أثرها حتى يشمل أكبر شريحة من أبناء املنطقة الجنوبية العسيرية. وكـــــــان ابــــــن جــــريــــس قــــد خــــــص فــــي كتابه «ديوانية تنومة» بقوله: يا دكتور صالح، أرجـــــو الـــتـــأكـــد عــلــمــيــًا وتــوثــيــقــيــًا مـــن هذه الـــريـــادة عــلــى مــســتــوى املــمــلــكــة، فــقــد يكون هــنــاك تــســرع فــي هـــذا الــحــكــم، ولــيــس عيبًا أن تــــدرس وتــتــأكــد، ثــم تــــدون هـــذه األقوال وأرجـــــو أن تــكــون ديــوانــيــتــكــم مــتــمــيــزة في أدائــهــا وواجــبــاتــهــا، لـكـن كـونـهـا األولــــى أو الوحيدة فهذا أمر يحتاج إلىّتأٍن
في القول والحكم بهذه الصورة. كما شكك ابن جريس في صحة بعض املعلومات التي وردت في كــتــاب أبـــو عــــراد كـــريـــادة ديــوانــيــة النعمي وفرادة ما ورد ذكره في الكتاب عنها، وعلل ابـــن جــريــس شـكـوكـه هـــذه بــقــولــه: إن هناك لقاءات ومجالس ومنتديات عائلية عديدة فــي املـمـلـكـة الـعـربـيـة الــســعــوديــة، وتواريخ بعضها يعود إلى الوراء عشرات السنني، ثم إن البعض منها يبدأ بقراءة القرآن الكريم وأحيانًا تفسير ما تم قراء ته!.