ندوة في لندن تبحث انعكاسات «التنميط» السلبي على تنفيذ «رؤية »2030
باحثة بريطانية: هيئة الترفيه أقامت مناسبات أثبتت انفتاح املجتمع السعودي جناح العصيمي: سوء الفهم مشكلة اتصال وضعف «القوة الناعمة» يزعجنا
استضافت مـدرسـة الــدراســات األفريقية والشرقية )SOAS( بــجــامــعــة لـــنـــدن أخــــيــــرا نـــــــدوة بعنوان «السعودية في طور التحول: رؤية ..2030 املجتمع والــســيــاســة». وتـــحـــدث طــالــب الـــدكـــتـــوراه بجامعة أكــســفــورد عـــادل حـمـيـزة الـــذي يـتـولـى نـائـب رئيس منبر أكــســفــورد لــدراســات الخليج وشـبـه الجزيرة العربية، والصحفية السعودية نجاح العصيمي، ومسؤولة األبحاث في البرنامج الكويتي بمدرسة لــنــدن لــاقــتــصــاد كــورتــنــي فــريــار الــتــي عـمـلـت في السابق مساعدة باحث بمجلس األعمال األمريكي – السعودي. وتــمــارس مــدرســة الـــدراســـات األفــريــقــيــة والشرقية نـــفـــوذا كــبــيــرا عــلــى تــشــكــيــل الـــخـــطـــاب العمومي، خـــصـــوصـــا فـــــي مـــــا يــتــعــلــق بالعاقات الخارجية لبريطانيا، بحكم كونها الـجـامـعـة الــوحــيــدة املتخصصة فـــــي شــــــــؤون الــــعــــالــــم العربي. وقــــــد اخــــتــــارهــــا زعــــيــــم حزب الـــعـــمـــال املــــعــــارض جيريمي كــوربــن الــعــام املــاضــي منصة إلعـــــان إعــــــادة تــرشــيــح نفسه لــزعــامــة الــعــمــال. كـمـا اختارها وزيـر خزانة الظل جون مكدونيل إللــــقــــاء مــــحــــاضــــرة. وكــــانــــت جامعة SOAS الـــعـــام املـــاضـــي مــســرحــا ملناسبات عدة موالية إليران، خصوصا بعد التوصل لاتفاق حول البرنامج النووي اإليراني مع القوى الغربية الكبرى، وهي املناسبة التي شهدت دفاعا مستميتا عــن الـسـعـوديـة قــدمــه وزيـــر الـخـارجـيـة البريطاني السابق سير مالكولم ريفكيند، ونشرته «عكاظ» في حينه. وتحولت نـــدوات أخــرى عـن سـوريـة واليمن إلى ندوات لـ«الردح» ضد السعودية. واملعروف في بريطانيا أن جامعة SOAS يسارية، ولذلك يواجه الـــطـــاب املــــوالــــون لــلــســعــوديــة مـــعـــارك ضـــاريـــة في التصدي لخصوم اململكة. وتولى تنظيم الندوة األخيرة عن «رؤية السعودية »2030 رئيسا الجمعية الخليجية بجامعة SOAS وهــمــا طــالــب الــقــانــون حــاتــم عــبــدالــغــفــار، وطالبة العاقات الدولية هيا سعود، وكاهما من جدة. وقال عبدالغفار إن الجمعية واجهت صعوبات جـــمـــة فــــي الـــعـــثـــور عـــلـــى متحدثني موالني للمملكة، مستعدين للذود عــنــهــا. ولـــذلـــك تـــداولـــت طويا بشأن من تدعوه للحديث في الندوة لكسر الدائرة الشريرة لـلـتـنـمـيـط اإلعـــامـــي الغربي للسعودية. وشدد على ضرورة تجسير الـهـوة في التفاهم بني الــســعــوديــة والــــغــــرب، خصوصا مــعــالــجــة املــــآخــــذ عـــلـــى االنتقادات الـــتـــي تــتــضــمــنــهــا الــتــغــطــيــات الصحفية الغربية بشأن اململكة، التي تصنع الخطاب السلبي عــــن الـــســـعـــوديـــة لـــــدى املجتمع الغربي. وزاد أن جامعة SOAS واملـؤسـسـات التعليمية األخرى التي يرتاد األكاديميون وأفراد الـجـمـهـور نــدواتــهــا تـلـعـب دورا حاسما في معالجة ذلك التحدي. وأكد أهمية استخدام هذه املنابر لــــعــــرض مـــصـــالـــح السعودية. وأعـــــــرب عــــن أســـفـــه ألن جامعة ،SOSA املــعــروفــة بنهجها بعد الكولونيالي، عاجزة عن إدراك أن انتقاد السعودية وتنميطها نـاجـمـان عـن كـتـابـات االستعماريني واملستشرقني. وشدد على العزم على محاربة ذلك، من أجل توصيل أفضل لوجهات النظر السعودية. وقالت هيا سعود إنه يجب على الشباب فهم املناخ الجيوبوليتيكي اإلقليمي بشكل أفضل، من خال استيعاب وجـهـات النظر السعودية واالبـتـعـاد عن التنميط الشائع. وزادت: نريد مـن خـال الجمعية الخليجية أن نسلط الضوء على التطور اإليجابي، ولــفــتــت الــنــظــر إلــــى الـــتـــقـــدم الـــــذي تـــم إحـــــــرازه في السعودية، في وقت تتشبع فيه الصحافة الغربية بتغطيات سالبة عن اململكة. وقـــــدم حــمــيــزة (وهـــــو مـــن أصــــل جــــزائــــري) عرضا مرئيا موسعا لـــ«رؤيــة السعودية ،»2030 بتركيز خـــاص عــن الــجــوانــب االقــتــصــاديــة، وبــوجــه أخص على جهود الـقـيـادة السعودية الـــرامـــيـــة لــتــحــقــيــق اإلمكانات الــــقــــصــــوى لـــــلـــــمـــــوارد املتاحة للمملكة، كاملعادن، والسياحة، وغير ذلك، بغية تنويع مصادر الـــــدخـــــل االقــــــتــــــصــــــادي. وشـــــدد عـــلـــى الــــــــدور الــــــذي يــنــبــغــي أن يـــقـــوم بـــه الـــشـــبـــاب، خصوصا أن نــحــو %70 مـــن السعوديني هـم دون سـن الــــ03 عـامـا. ولفت إلــى أهـمـيـة تـطـويـر الصناعات املحلية في املجاالت العسكرية، والـطـاقـة املــتــجــددة، والـسـيـاحـة الـديـنـيـة، فضا عن فـــــرص الــســيــاحــة غــيــر الـــديـــنـــيـــة. وانتقد الــزعــم بـــأن ســـوق الــعــمــل السعودية ستفقد قدرتها التنافسية بسبب الــرســوم والـتـكـالـيـف، مــؤكــدا أن سوق العمل ستبقى تنافسية، مقارنة باألسواق العاملية. ورجح أن طرح نسبة من أسهم شركة أرامكو لاكتتاب العاملي قـــد يــتــكــرر بــالــنــســبــة لشركات سعودية أخرى، ما سيحقق أقصى قدر من الكفاء ة االقتصادية. أما الباحثة كورتني فريار فبدأت مداخلتها بالرأي التاريخي الذي يزعم أن املجتمع السعودي «محافظ»، ما سيعيق تنفيذ «رؤية ،»2030 على حد تلك املزاعم. وقالت إن الهيئة العامة للترفيه بادرت أصـــا ألخـــذ زمــــام املـــبـــادرة، مــن خـــال تـنـظـيـم عدد مـن املناسبات العمومية، على رغــم التوقعات بأن الجمهور لن يتجاوب معها. وأشـارت أيضا إلى أن شبكات التواصل االجتماعي أوجدت حيزا عموميا افــتــراضــيــا. وأوردت نــمــاذج السـتـجـابـة املسؤولني لتغريدات على موقع «تويتر». ولــفــت حــمــيــزة إلـــى أن املـجـتـمـع الــســعــودي تجاوز بالفعل مـرحـلـة «املــجــلــس» (الــديــوانــيــة) ليستخدم الــتــواصــل فــي ضـبـط املــمــارســات اإلداريـــــة، والحكم الراشد. وأشار حاتم عبدالغفار إلى فرص السياحة غير الدينية في السعودية، إذ توجد مواقع حضارية أثــريــة مهمة كـمـدائـن صــالــح، بما يتيح االستغال األمثل لإلمكانات السياحية السعودية. وقالت فريار إن التعليم سيكون حاسما في التحول السعودي. وتـــطـــرقـــت الــــنــــدوة ملـــا ســـمـــاه مـــتـــداخـــلـــون «العجز السعودي في القوة الناعمة»، إشارة لغياب اإلعام السعودي في الغرب. ورأى متحدثون أن االنتقادات املـكـثـفـة لـلـسـعـوديـة فــي الــغــرب لـيـسـت ســـوى رهاب لإلسام (إساموفوبيا) مغطاة بوشاح شفاف، تبدر عــن الـيـمـني والــيــســار عـلـى حــد ســـواء. وســـأل سائل: هل سيكون ذلـك التضليل اإلعـامـي بحق املجتمع السعودي أحد معيقات تنفيذ «رؤيــة ؟»2030 رأى حميزة أن البحث عن املال سيقود الباحثني عنه إلى املعرفة. وقال إن ذلك يعني ببساطة أن رجال األعمال الغربيني الجادين يعرفون السعودية جيدا. وقـــالـــت الـصـحـفـيـة نــجــاح الـعـصـيـمـي إن سوء الفهم مـرده إلى قضايا تتعلق باالتصال، والسبيل ملعالجة ذلك يتمثل فـي وضــع إستراتيجية واضـــحـــة لـــاتـــصـــال، «فنحن نـــفـــتـــقـــر إلـــــــــى دبلوماسية عـمـومـيـة إسـتـراتـيـجـيـة كتلك الــتــي لـــدى الـــواليـــات املتحدة واملــمــلــكــة املـــتـــحـــدة». وشرحت كـــيـــف يــســتــخــدم هـــــــذان البلدان اإلعام لترويج ثقافتيهما، ولضمان أن يراهما اآلخــرون واجهة للعالم. وأكدت ثقتها التامة بأن «رؤية السعودية »2030 ستعنى بــمــعــالــجــة قــضــيــة االتــــصــــال. وأوصـــــت بمحاوالت خاقة ملعالجة الجانب املتعلق باإلعام. وقالت إن اآلخــريــن ينظرون للسعودية باعتبارها مجتمعا منغلقا ومنعزال. ورأت أنه يتعني القيام بجهد أكبر لــيــدرك اآلخــــرون أنـنـا لسنا مجتمعا محافظا كما يصوره اإلعام الغربي. وذكرت أن وضع املرأة يسهم فــي الـنـظـرة األجنبية الكلية للمجتمع السعودي. وتـمـسـكـت بـــأن بــرنــامــج االبــتــعــاث الــســعــودي أتاح للمملكة تعزيز نفوذها وقوتها الناعمة في الغرب. وشددت على أن املبتعثني سفراء لبادهم، ويقومون بــدور رئيسي فـي كسر التنميط واألفـكـار الخاطئة عن السعوديني.