سر قصة جناح «أرامكو»
أنــا لست ضـد الـعـامـل األجـنـبـي أو الخبير األجـنـبـي أو املستشار األجـنـبـي فربما دعــت الــضــرورة لذلك ومن يعتقد بأنه يمكن أن يستغني عن اآلخرين فقد جانبه الصواب ولكن يجب أن نستثمر في أبنائنا ونشجعهم ونعطيهم الفرصة الكتساب الخبرة واملعرفة التراكمية التي تأتي عن طريق التجربة العملية وتصقل عن طريق العمل الدؤوب والتطبيق والتحسني املستمر. وهنا تحضرني تجربة نجاح سعودية خالصة أال وهي تجربة «أرامكو» شركة الطاقة األكبر في العالم. عندما بدأت أرامكو كانت تدار من قبل األمريكيني من أعلى السلم اإلداري في الشركة إلى مشغل السنترال، واليوم ولله الحمد تتولى إدارة الشركة سواعد وعقول وطنية خالصة من رئيس مجلس اإلدارة إلى أصغر مهندس في حقول البترول. كيف تمت هذه التجربة التي من األحرى بنا استنساخها؟ نجاح هذه التجربة يعود بعد الله عزوجل إلى القيادات الوطنية املخلصة الـتـي آمـنـت بالشباب الـسـعـودي وأدركـــت ببعد نظرها أن مستقبل هذه البالد يعتمد بعد الله عزوجل على سواعد وعقول أبنائها. الله عـزوجـل قيض لشركة أرامـكـو ولـــوزارة الـبـتـرول قـيـادات وطنية من الطراز الفريد، رجال يجب االحتفاء بهم وسوف يخلد التاريخ أسماءهم. فمن الـبـدايـات استثمرت أرامــكــو فـي الشباب الـسـعـودي وأعـدتـهـم لتولي العمل في مفاصل الشركة من أعلى املناصب القيادية إلى أصغر موظف، إذ كانوا يعملون جنبا إلى جنب مع زمالئهم األمريكيني ويتعلمون منهم ويكتسبون الخبرة واملعرفة وتحت إشراف مباشر من وزير البترول في ذلك الوقت عبدالله الطريقي رحمه الله ومــن بـعـده الــدكــتــور أحـمـد زكــي يـمـانـي متعه الله بالصحة والعافية وطول العمر وبتوجيه ورعاية من والة األمر رحمة الله عليهم جميعا. فال بأس من االستعانة بالعامل األجنبي والخبير األجـنـبـي واملـسـتـشـار األجـنـبـي إذا دعــت الضرورة ولــكــن أبــنــاءنــا يــجــب أن يــكــونــوا الـــقـــادة والعقول واملـخـطـطـني واملــنــفــذيــن والــشــركــاء الحقيقيني في أي مــشــروع تـنـمـوي ولــيــس مــجــرد ديــكــور إلعطاء املـشـاريـع املـلـيـاريـة ملسة محلية عــبــارة عــن إضافة ثــالثــة أو أربـــعـــة مـــن حــديــثــي الــتــخــرج أوموظفي الصف األخير من أجـل «الغترة والعقال والعباءة والــطــرحــة» بينما الــقــادة واملــفــكــرون واملخططون واآلمــر والناهي بيد الفريق األجنبي. يفترض في مـسـؤولـيـنـا أن يــكــونــوا أكــثــر فـطـنـة وأن ال تنطلي عليهم هذه اإلضافات الصورية.