Okaz

‪°dOž UJ¹d‬ ‪√ qF−¹‬ U

- ﻋﺰﻳﺰة اﻟﻤﺎﻧﻊ azman3075@gmail.com

هل يمكن ملن لم يعش الديموقراط­ية واقعا حيا يتقلب فيه كل يوم، أن يفهم املعنى الحق للديموقراط­ية؟ مـن ال يعرف معنى الديموقراط­ية الحقيقي، يصعب عليه للغاية فهم ما يــجــري فــي الــواليــ­ات املـتـحـدة األمـريـكـ­يـة هــذه األيــــام فــي أعــقــاب مــا أصدره رئيسها الـجـديـد مـن أوامـــر تنفيذية تتعلق بـإيـقـاف مـؤقـت لبرنامج قبول الاجئني، وفرض حظر على الجئي سوريا وتعليق مؤقت لدخول رعايا سبع دول إسامية (العراق واليمن وسورية والصومال وإيران والسودان وليبيا). رغــم أن تـلـك األوامــــ­ر الـرئـاسـي­ـة واجــهــت كـثـيـرا مــن االنــتــق­ــادات مــن مختلف الجهات، سواء من األمم املتحدة وبعض دول أوروبا كأملانيا وفرنسا، أو من بعض الكتاب ورؤساء املنظمات الحقوقية والناشطني في أنحاء متفرقة من العالم. إال أن ذلك لم يحل دون مضي الرئيس األمريكي في تنفيذها. ما إن وقع الرئيس ترمب أوامره تلك، حتى باتت قابلة للتنفيذ، وفي ﻇرف ساعات احتجزت املطارات األمريكية كل القادمني إليها الذين حظر عليهم دخول أمريكا، وفي مطارات دول أخرى منع رعايا الدول املدرجة في الحظر من إتمام إجراءات سفرهم إلى أمريكا، فبقوا محجوزين في املطار وتعطلت مصالح كثير منهم، ووقعوا في مﺂزق. هذا االحتجاز االرتجالي، كانت له ردة فعل قوية لدى بعض الجهات ذات العاقة وجمعيات املجتمع املدني، فقد ﻇهرت أوامر الحظر تعسفية ومنافية ملا يقره الدستور األمريكي املؤسس على القيم الديموقراط­ية التي من بينها حماية الحريات والحقوق وحماية الفارين من االضطهاد والعنف بصرف النظر عن عرقهم أو جنسيتهم أو دينهم. لـهـذا بـــادرت إدارة حـقـوق املهاجرين إلــى مقابلة املحتجزين فـي املطارات متعهدة بتقديم املشورة القانونية لهم والعمل على إخراجهم من الحجز. وانضمت إليها جمعيات حقوقية متطوعة بالدفاع عن حقوقهم، ورفعت بــاســم املـحـتـجـ­زيـن شــكــوى للمحكمة الــفــيــ­درالــيــة تـطـعـن فــي شـرعـيـة أوامر الرئيس ووزارة الداخلية القاضية باحتجاز القادمني إلى أمريكا، فمتى كان القادمون يحملون طلبات لجوء مقبولة، أو كانوا يحملون بطاقات خضراء أو تصاريح قانونية تخولهم الدخول الى أمريكا، فإن احتجازهم يكون أمرا غير دستوري، وكسب املحتجزون الدعوى بأن أصدرت املحكمة حكما يقضي بإطاق املحتجزين وعدم ترحيلهم. هذا املوقف األمريكي الفريد، الذي تمثلت فيه قيم الحرية والديموقرا­طية بجاء، حيث يتاح لجمعية مدنية أن تشتكي الرئيس ووزارة داخليته إلى القضاء، فينصفها القضاء بالحكم بإيقاف تنفيذ أمر رئاسي. إن هــذه املــبــاد­رة والـتـفـاع­ـل اإليـجـابـ­ي مــع القضايا الـتـي تتعلق بالحقوق اإلنسانية، حرصا على عدم التفريط بما تؤمن به أمريكا من القيم واملبادئ، هو ما يجعل أمريكا (غير)!.

للتواﺻل أرسل رسالة نصية sms إلﻰ 88548 اﻻتصاﻻت أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثﻢ الرسالة

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia