حادثة كيبيك.. وظاهرة الكراهية.. اإلرهاب ال جنس له
بــن الــعــمــل اإلرهـــابـــي الــــذي اســتــهــدف أمس مسجدا في مقاطعة كيبيك الكندية واألجواء الـسـائـدة فــي الـعـالـم بفعل الــقــرارات األخيرة للرئيس األمريكي ترمب، التي على أساسها منع جنسيات عدة من الدخول إلى الواليات املـتـحـده األمـريـكـيـة، خيط واضــح يـربـط بن هــذيــن الــحــدثــن. إن مـــا يــشــهــده الــعــالــم في هـــذه الـلـحـظـة هــي مـرحـلـة الــــردة مــن العوملة واالنــفــتــاح إلـــى الـقـوقـعـة وهـــو سـعـي إلنهاء مقولة إن العالم بــات قرية صغيرة وإحياء للمعادلة املـضـادة وهـي أن العالم بـات قرى وقـبـائـل مـتـنـاحـرة. الـضـحـايـا الــذيــن سقطوا في مسجد كيبك في كندا وهم يؤدون صاة العشاء يشبهون الضحايا الذين سقطوا منذ فــتــرة فــي مــطــار بــروكــســل وأيــضــا الضحايا الـذيـن سقطوا فـي املـسـرح الـبـاريـسـي وكذلك فـــإن الــقــتــلــة فـــي كـــل تــلــك الـــحـــوادث وغيرها متشابهون ويعملون تحت اســم واحــد هو اإلرهاب. لــيــســت أمــريــكــا وحـــدهـــا ضـــد اإلرهـــــاب وال أوروبــا وحدها وال روسيا وحدها بــــل الـــعـــالـــم كـــلـــه ضــــد اإلرهـــــــــاب فمن قتل املصلن فـي كيبيك ليس قاتا مسيحيا ومــن قتل األبرياء فــي بروكسل ليس قاتا مــــــســــــلــــــمــــــا و با لتا لي فاملسألة ليست باملسلم وال باملسيحي، ليس هناك من قاتل مسلم أو مسيحي وال إرهابي مسلم أو مسيحي هناك قاتل ال هوية دينية له. املسألة أبعد من ذلك وأخطر، املسألة هي اإلنسان في صراعه بن الحضارة واالنفتاح من جهة والتقوقع والعزلة من جهة أخرى، هــي الـــــردة كــمــا قـلـنـا إلـــى الــعــصــور البائدة حيث الصراع على العيش وللعيش البد من الـقـضـاء عـلـى اآلخـــر كــي يبقى املـــاء واملرعى والـسـلـطـة للقبيلة والــعــشــيــرة. الــعــالــم بهذه املواجهة بحاجة إلى حلف عريض، حلف يضم األخيار ملواجهة األشــرار، حلف ال يقتصر على الــدول والحكومات هـو حلف بـن الشعوب من أجــــل اســـتـــقـــرار مــجــتــمــعــات تــلــك الـــشـــعـــوب، هو حـلـف بــن املــؤســســات األهـلـيـة والـحـكـومـيـة من أجل التمسك باالنفتاح والتقدم نحو املستقبل وليس العودة إلى الــوراء. على العالم أن يتحد كــي ال نــعــود إلـــى الــعــصــور الــبــائــدة الــيــوم في كيبيك وغــدا من املمكن أن يضرب اإلرهــاب في أي مـــكـــان، لــيــس مــلــيــار ونصف املــلــيــار مـسـلـم بــإرهــابــي وليس مـثـل عــددهــم مــن املسيحين بإرهابين. من املؤكد أن بن صفوفنا جميعا في الشرق وفـــــي الــــغــــرب مــــن اإلرهابين الخطرين، فليتحد العالم القــــــتــــــاعــــــهــــــم قــــــبــــــل أن يقتلعوا قيمنا وأمننا وأحـــامـــنـــا الصغيرة منها والكبيرة.