Okaz

السعودية أوالً

-

لقد انتقدنا الرئيس دونالد ترمب كثيرًا على قراراته املتسارعة واملتسرعة في مواضيع وقضايا هامة وحساسة، لكن في النهاية ال يهمنا منها إال ما يتعلق بنا، وصيغة الجمع هنا تعني اململكة في املقام األول، ثم ما له عالقة بنا في جوارنا الذي تعتمل فيه أزمـات ومشاكل معقدة، أما ما يخص قراراته بشأن الداخل األمريكي فذلك شأن األمريكيني وأجهزتهم ومؤسساتهم الحكومية واملدنية. نعم يهمنا بالدرجة األولى كمواطنني سعوديني كيف ستكون عالقتنا بأمريكا في املرحلة القادمة بعد البداية املقلقة للرئيس تـرمـب، لكن الـجـواب جـاء سريعًا وواضـحـًا فـي االتصال االستثنائي الذي أجراه مع امللك سلمان قبل ثالثة أيام. مكاملة الستني دقيقة كانت مع أول زعيم عربي وشرق أوسطي، وحتى قبل أن يتصل ببعض زعماء الدول الكبرى، وداللة ذلك هو تقدير ترمب ملكانة اململكة وأهمية دورها السياسي واالقتصادي في محيطها وعلى املستوى العاملي. واملواضيع التي تم نقاشها مع امللك سلمان واتفق الطرفان عليها هي مواضيع هامة لنا، ومن أولويات األمور املنشغلني بها اآلن. مواجهة تدخالت إيـران في املنطقة وبحث امللف النووي، تطوير التعاون األمني والعسكري، بحث الشراكة االستراتيج­ية للقرن الـ ١٢، محاربة اإلرهاب والتطرف، تعزيز رؤية اململكة ٠٣٠٢، إضافة الى دعم إقامة مناطق آمنة في سورية. وتأكيدًا لعمق وأهمية عالقة البلدين فقد تم توجيه دعوات لزيارات متبادلة ستتم جدولتها خالل وقت ليس ببعيد. نــعــرف جــيــدًا أن أصــــوات األمــمــي­ــني واإلســالم­ــويــني الـحـركـيـ­ني املسيسني سترتفع بالتنديد بهذا التواصل املهم بني ترمب وامللك سلمان، متذرعني بمنع ترمب دخول الالجئني ومواطني سبع دول إسالمية، ال سيما بعد توجه إدارة ترمب إلى تصنيف املفرخة الرئيسية لكل ماركات اإلرهاب، جــمــاعــ­ة اإلخــــــ­وان، كمنظمة إرهــابــي­ــة مــحــظــو­رة، سـيـتـهـمـ­ون السعودية بالعمالة والتبعية ألمريكا كما كــان يفعل القوميون والـيـسـار­يـون في املاضي، لكن هؤالء أخبث ألنهم يعزفون على أوتار الدين ويتالعبون بها على كل املقامات التي تخدم مشروعهم السياسي. ال يهمنا أمرهم وال أمر غيرهم، ليقولوا ما يشاؤون، ألن الحقيقة املؤكدة أن اململكة بسياساتها املتزنة وموقعها املهم في منظومة االقتصاد العاملي وريادتها العربية واإلســـال­مـــيـــة تــفــرض أهـمـيـتـه­ـا وتــقــديـ­ـرهــا واحــتــرا­مــهــا لــــدى اآلخرين، وتجعلهم يــبــادرو­ن إلــى تكوين عــالقــات متميزة معها، وهـــذا مــا فعله الرئيس ترمب. في هذه املرحلة ربما يكون منطقيا وعقالنيا أن نقول: السعودية أوال، فكم تبنينا قضايا آخرين تآمروا علينا أو خذلونا.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia