Okaz

عاما سلمان.. ماذا قالت الصحافة الغربية؟

- * صحفية مقيمة في باريس

عامان يمران على تولي امللك سلمان بن عبدالعزيز قيادة اململكة العربية السعودية، بعد وفاة امللك عبدالله رحمه الله، توجهت أنظار العالم للملك الجديد الذي يتولى قيادة بلده وشعبه ملرحلة جديدة وسمت من قبل اإلعالم والصحافة الغربية باملفصلية للمملكة العربية السعودية والثقيلة على شرق أوسط مهزوز، يعرف تغيرات جذرية. فرسمت صـورة امللك سلمان على الصفحات األولــى للجرائد الغربية، الفرنسية منها والسويسرية والبلجيكية التي كانت تترصد وتتابع مسيرة الرجل بمجهر املمحص. وشحذت الصحافة الفرنسية على غرار لوفيغارو، التريبون وآنفو سوار وليزيكو وماريان مشرط االنتقاد. لم تترك املقاالت صغيرة وال كبيرة لتخوض فيها، ولتؤكد عن نمطية التعامل األولــي في الصحافة الغربية سـواء في مقال الرأي أو في التقارير االستشارية على أن كل حاكم عربي جديد سيخضع بالضرورة لألحكام املسبقة والقراءات «املهترئة» التي غالبا ما توظف فيها كواليس السياسة واالنتماءا­ت اليمينية أو اليسارية. هذه القراء ات الصحفية ذهبت حد القول إن الرأي الداخلي السعودي والخارجي العربي وكذا الدولي كان ينظر للملك سلمان على أنه املحافظ املتشدد الذي سيغلق كل آفاق االنفتاح عن اململكة وشعبه. ومرت أشهر معدودات، وبدأت آلة اإلعالم الغربي تحوم حول جديد اقتصاد اململكة، ووجهها الجديد الـذي يمنح صـورة شابة عن مملكة سلمان. فدخلت «رؤيــة اململكة ،»2030 مخابر التشريح وبدأت بورصة التوقعات في اإلعالم إلى أن سال عرقها بعد أن أكدت مخابر االقتصاد والتقارير االقتصادية أن الصندوق السيادي السعودي أصبح من بني أقوى الصناديق السيادية االستثماري­ة بالعالم. تـحـول االنـتـقـا­د إلــى إعـجـاب لقائد محنك سياسي وازن مـجـريـات أحـــداث املنطقة وأدار كفة العالم اإلسالمي ببوصلة األولويات واألمن القومي العربي؛ درءا ملخاطر اإلرهاب والعنف الذي لبس عباءة الشرعية تحت قبعة هـالل شيعي تربص باململكة في أحـد أيـام يناير ،2015 حني اقتحمت جماعة الحوثي قصر الشرعية باليمن، فتوسعت املخاطر على اململكة مـن طـرف جـار يبحث عـن «دركنة» منطقة الشرق األوسط بتحالف روسي - صيني وأسدي. ولم يختلف املختصون في كواليس السياسة عن رأي اإلعالم والصحافة، إذ لم يكن مشرط االنتقاد لديهم منصفا في بداية تولي امللك قيادة بالده، فرفع اإلستراتيج­يون والخبراء منسوب «االنغالق» الذي ستواجهه اململكة وتنبؤوا بأن السياسة الجديدة ستكبح توجهات انفتاح اململكة على العالم وعلى املقتضيات الراهنة وأنه لن يزيد اململكة إال انغالقا على نفسها وعلى حدودها. وتمر سنتان وتظهر اململكة بوجه متجدد وبصورة مغايرة لتلك التي توقعها املختصون واإلعالم. وتعود صورة امللك سلمان للواجهة في اإلعالم األوروبي، وعلى صحفات الجرائد وبالتوهات القنوات التي راحــت تقدم قـراءاتـهـ­ا حـول مملكة سلمان بـن عبدالعزيزـ قائدها الــذي فتح بلده على صفحة جديدة برؤية متجددة وبقرارات جديدة، أصبحت تجدد أنفاس اململكة أمام العالم، فتقول كالرونس رودريغاز، في مقال نشر بباري ماتش «هو امللك سلمان بن عبدالعزيز، حاكم الرياض سابقا والذي جعل من هذه املدينة، املترامية على أطراف الصحراء، بوصلة للعالم. هاهو اليوم وفي عهده، تقول الصحفية املختصة في الشؤون السعودية، أنه يفتح اآلفاق أمام مملكة واعــدة وبـرؤيـة عصرية تنظر ملستقبل السعوديني من خـالل خلق مناصب عملية في تحول 2020 وتفتح آفاق الثقافة واالقتصاد وتؤسس لدولة متحضرة». لم تكن رودريغاز وحدها في االعتراف بمسيرة قائد فذ، يقود شعبه نحو مستقبل جديد ويجدد عروقه االقتصادية بحنكة وتريث، فقد اعتبر املختصون في شؤون الشرق األوسط على غرار انطوان سفير، أن توجهات امللك أسست لألولويات التي من شأنها أن تحفظ أمن اململكة الداخلي وتراعي مكانتها دوليا وذلك في حربه على جبهات عدة من أجل الحفاظ على استقرار بلده الداخلي والحفاظ على حدوده. امللك سلمان أصبح بعيون الصحافة رجل اإلجماع بامتياز، امللك الذي أنصف املرأة السعودية وفسح لها املجال في املشاركة السياسية واالجتماعي­ة، ويساند حقوقها. هكذا تحولت صورة امللك سلمان بن عبدالعزيز في اإلعالم والصحافة الغربية. فمن جبهة االنتقاد والهجوم إلى جبهة اإلعجاب واإلشــادة بإنجازات رجل يحقق لبلده في غضون عامني ما لم يحقق في سنوات ماضية.

 ??  ?? أسماء بوزيان *
أسماء بوزيان *

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia