جدة تفتح ذراعيها لعشاقها

يأتي هذا الربيع وجدة في أبهى حللها متخطية تاريخها.. قفزات مدروسة ومقننة مستفيدة من أخطاء املاضي.. لتوفر كافة القطاعات واملجاالت لنجاح الفعاليات التي أعدت بخبرة ومهنية فائقة.. كل ذلك يأتي في مجال التنافس على جذب السياح.. من داخل املحافظة ومن شتى بقاع اململكة بل حتى من الخارج من أولئك املعتمرين والزائرين الذين تأسرهم جدة بشواطئها وأسواقها ومتنزهاتها، ولعل ما قامت به الصحف األسبوع املاضي خاصة «عكاظ» من متابعة واقعية لجوالت محافظ جدة مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز للوقوف على االستعدادات التي يحرص سموه على أن تـرقـى إلــى املـسـتـوى الــذي يـؤهـل جــدة ألن تـكـون مدينة سياحية ترفيهية مــن خالل توفر مجاالت شتى لجذب السياح كيما يفرغوا جيوبهم في جدة بدال من الخارج ليس اعتباطا، إنما ذلك ثمن اللحظات بل الساعات الجميلة التي يقضيها هؤالء وهم يغسلون همومهم في حركة تنشيطية وإحياء ملقومات الحياة في دواخلهم ليعودوا من جديد.. ملمارسة حياتهم في منتهى النشاط والقابلية. ولعل ما ذهبت إليه وسائط املعلومات من أن جـدة أصبحت مؤهلة اليوم ألن تدخل قريبا موسوعة غينس لـأرقـام القياسية كـأول مدينة مهرجانات على مستوى املنطقة والعالم في عدد الفعاليات واملهرجانات واملناسبات واملؤتمرات واملعارض املحلية والدولية، مؤكدين أن عدد زوار مهرجانات جدة في السنوات العشر األخيرة بلغ أكثر من 150 مليون زائر شاهدوا فيها نحو 3000 فعالية متنوعة ترفيهية وثقافية ومجتمعية. وفي ربيع كل عام تفاجئ جدة زوارها بألوان شتى من وسائل الترفيه وإتاحة الفرصة لالنطالق نحو إقامة ترويحية جديدة، ولعل مدينة األلعاب التي نصبت في طريق امللك من أجل أن ترضي تطلعات أطفالنا والتي بنيت فقط لتبقى مدة هذا الربيع وكذلك حديقة الحيوانات، فضال عن أن جدة قطعت شوطا بعيدا امتازت به كثيرا عن املـدن من حيث الفنادق الراقية والوحدات السكنية واملطاعم وقصور األفـراح واملتنزهات على شواطئ البحر األحمر واملتنزهات البرية واملطاعم التي تغطي كل هذه املناطق في جودة ورقي حضاري؛ فضال عن تميز جدة باهتمام املسؤولني بجدة التاريخية التي تعكس جوانب ناطقة عن كيفية الحياة وأسلوبها في زمن مضى، وهي بذلك تشعل األذهان لتربط ثقافة املاضي بالحاضر وتطعمها بأجمل ما في تلك األيام. أسواق جدة العتيقة ولعل شبق الزائرين وخاصة من الخارج، بزيارة األسـواق القديمة، يأتي ذلك استجابة ملا قرأواعنها وسمعوه، وزيارة واقعية ألسواق البلد تكشف عن تلك اللمسات اإلنسانية والفنية الرائعة التي بدلت حــال الـسـوق مـن الكم املهمل إلــى درجــة عالية مـن االهتمام بحيث أصبح بحق من أبــرز مقومات الجذب السياحي وأملــع محطات املهرجان الدائم صيفا وشتاء.. ولعل تزايد نسبة السياح من عام إلى عام يبرز مدى نجاح السياحة في جدة، ويؤكد دور املحافظ ومن معه من الغرفة التجارية ومن كل الجهات ذات العالقة.. كل ذلـك يأتي من خـالل دعـم مطلق لخالد الفيصل أمير املنطقة.. ولعل كل هـذا التناغم والتجانس ولد هذا التفوق والرقي الذي اجتذب شهية اآلالف من شتى املدن واملناطق في مهرجان يحق لهم أن يطلقوا عليه مهرجان الربيع وقد أصبح عالمة فارقة على جبني جدة (أم الرخا والشدة).. وحسبي الله ونعم الوكيل.