عقارب ساعة دونالد ال تعود للوراء
لن يتراجع الرئيس دونالد ترمب عن قراراته، وكل املعطيات الواردة من أروقة البيت األبيض تشير إلى أن ترمب سيمضي قدما بقرارات صادمة على صعيد املهاجرين إلى بالد العم سـام، وحتى على صعيد الزائرين من كل الجنسيات كطلب تقرير عن نشاطهم على مواقع التواصل االجتماعي. ترمب لن يتراجع، هذا أمر محسوم وبالتالي فإن املحكوم بالتراجع هي كل الحكومات التي أبدت اعتراضا على القرارات الصادرة. نعم العالم محكوم بالتراجع عن اعتراضه على قرارات ترمب؛ ألن العالم ال يملك القدرة على الضغط على اإلدارة األمريكية الجديدة لتغيير القرارات. النحيب لن ينفع هذا أمر أيضا محسوم، فما استطاع النحيب يوما أن يعيد عقارب الساعة إلى الوراء. وال استطاع أن يعيد مفقودا أو حتى ثروة ضائعة. النحيب تعبير ساذج ملجموعة يائسة عاجزة. وبــالــتــالــي مــاهــو املــطــلــوب؟ مــن املــؤكــد أن اإلجـــابـــة عــن هذا الـسـؤال ليست بالسهلة، ولكن أيضا ليست باملستحيلة، إن كان هناك رغبة وقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة. العالقات الدولية هي حركية مصالح متبادلة، مصالح من كل األلوان منها االقتصادي ومنها األمني، وإن تفوق االقتصادي على باقي األنواع في أكثر األحيان, وهنا يبدأ البحث عن اإلجابة املطلوبة عن التساؤل املطروح. تــرمــب الــقــادم مــن عــالــم املـــال واألعـــمـــال هــو الــقــادر والراغب بعقد الصفقات عبر إيجاد املساحات املشتركة التي تحقق املـصـالـح املـتـبـادلـة، الـسـيـاسـة ليست عـمـال خـيـريـا وتحديدا الــســيــاســة الــدولــيــة، هــي عــمــل مــتــواصــل فــي تــدويــر الزوايا والبحث عن الحلول في األوقات العصيبة، هي فن التواصل مع املستحيالت في الزمن املستحيل. ومن املؤكد أن الوضع العاملي بعد وصول ترمب إلى البيت األبـــيـــض لــيــس مـسـتـحـيـال مــهــمــا كـــان صــعــبــا. املــطــلــوب هو صـفـقـة، نـعـم صـفـقـة يـشـعـر فـيـهـا تــرمــب أنـــه يـحـقـق مصالح الـواليـات املتحدة األمريكية. ونشعر نحن فيها أننا نحقق مـصـالـح دولــنــا ومجتمعاتنا.. صـفـقـة تـجـعـل الـجـمـيـع يسيرون عـــلـــى األرض.. صــفــقــة تحاكي املـــــصـــــالـــــح األمـــــريـــــكـــــيـــــة كما تحاكي مصالحنا، الصفقة مفتاحها كلمة وسرها أن نؤمن أننا قادرون على صــــيــــاغــــتــــهــــا، ومــــن املؤكد أننا قادرون.. أخــــــيــــــرا تـــــرمـــــب لن يتراجع.