ترهل النصر.. مسؤولية من؟
كـثـيـر مـــن األنـــديـــة ذات اإلمـــكـــانـــات املــتــواضــعــة عــلــى مستوى الــالعــبــني أو األجـــهـــزة الـفـنـيـة تـحـقـق نــتــائــج مــمــيــزة وأحيانا تـتـفـوق عـلـى ذاتــهــا فــي إحــــراز بـطـولـة عـلـى الــرغــم مــن دخلها املــحــدود وافـتـقـادهـا للحضور اإلعــالمــي والـجـمـاهـيـري، وهذا يعود بفضل الله ثم بفضل حسن العمل اإلداري داخل النادي بالتوظيف السليم املبني على معرفة اإلمـكـانـات جـيـدا الذي يصنع النجاح. فـــاإلدارة الجيدة هـي مـن تقرب املسافات فـي اإلمـكـانـات بينها وبـــني األنــديــة األخــــرى لتحقيق مــا تــريــد، والــعــكــس صحيح.. فهناك أندية ذات إمكانات كبيرة ومدججة بالنجوم والقدرات الـبـشـريـة واملـــاديـــة واإلعــالمــيــة ومـــع ذلـــك تـجـدهـا تـتـقـوقـع في مكانها ليست مع هــؤالء وال مع هــؤالء، وال تستطيع املنافسة حتى وإن ظهرت في مباراة أو اثنتني إال أن مصيرها السقوط في مستنقع أخطائها اإلدارية. كما هو الحال في نادي النصر الذي ال ينقصه شيئ ولكنه ال يحقق شيئا برغم اإلمـكـانـات املتوفرة لـه التي لـو تـوفـرت ألي ناد آخر ألهلته لتحقيق جميع البطوالت التي ينافس عليها، ومع ذلك يظهر الفريق النصراوي مترهال ومحبطا تشعر في غالبية مبارياته بأنه يؤديها «دون نفس» بل أحيانا تتحسر على تاريخ هذا النادي والنجوم الذين لعبوا له. وهذا ال يمكن تفسيره إال أن هناك خلال إداريا كبيرا ساهم في خلق فجوة لم تستطع إدارة األمير فيصل بن تركي معالجتها رغم خبرتها املكتسبة من عملها في السنوات املاضية وتحقيقها للعديد من اإلنجازات، إال أنها إدارة ال تستفيد من أخطائها. فاملتابع ألوضاع النادي العاصمي سيدرك تماما بأن ثمة أمورا تحتاج إلـى قــرارات إداريــة قوية لم تتخذ، تحفظ لهذا النادي كـبـريـاءه، وهـنـاك جـوانـب لوجستية لـم تتعامل معها اإلدارة بالصورة الصحيحة، فال يمكن لناد بقيمة النصر أن يتوقف على سبيل املثال على العب أو مدرب أو رئيس أو حتى يسمح ألي منهم أن يـمـارس دورا أكـبـر مـن حجمه، إال أن الــواقــع في النصر يقول عكس ذلك. فمن املمكن أن تقيل إداريا وتطفش نائب رئيس وتسهل خروج مــدرب مـن أجــل عيون العــب بــات هـو اآلمــر الناهي فـي النادي مـهـمـا كــانــت إمــكــانــات هـــذا الــالعــب، إال أن األنــديــة الـكـبـيـرة ال تقبل، فما بالك بالعب لم يقدم ربـع ما قدمه ماجد والهريفي والجمعان. بالتالي على النصراويني أن يكونوا حريصني على مستقبل ناديهم إذا أرادوا له الحضور واملنافسة كحال األندية الكبيرة في الدوري، فالنهج اإلداري امللموس ال يوحي بالرغبة في املنافسة
بقدر ما يوحي بوجود أهداف أخرى ال نعلم مداها.