Okaz

ومن عاتبت يفديه الصحاب

-

عـــــــــ­ــــــلـــ­ــــــــــ­ــى قـــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­در الــــــــ­ــــــــــ­ــــهـــــ­ــــــــــ­ـــــــوى يـــــــــ­ـــــــــأ­تـــــــــ­ـــــــــي الــــــــ­ــــعـــــ­ـــــــتــ­ــــــــــ­اب ومــــــــ­ــــــــــ­ــــــــــ­ــــــن عـــــــــ­ــــــــات­ــــــــــ­ـــــــبــ­ــــــــــ­ـــــت يـــــــــ­ــــــــفـ­ــــــــــ­ــــــديــ­ــــــــــ­ـــــه الــــــــ­ــــــصـــ­ــــــــــ­ـحــــــــ­ــــــاب على قدر الهوى يأتي العتاب!! كأني بأحمد شوقي (رحمه الله)، يدل على الحبيب بعتابه، مؤكدا أنـه ما فعل ذلـك إال لفرط ما يحمله في قلبه من الحب، فما كبر مقدار العتاب إال لكبر قدر الحب! إذن، نحن ال نعاتب سوى من نحب، ليس هذا فحسب، وإنما كلما ارتقت درجة الحب، زادت رغبتنا في العتاب، فالذين ال نحبهم وال تربطنا بهم وشيجة قلبية، ال نعتب عليهم متى آملنا سلوكهم معنا، كما لو أننا نرى ذلك أمرا متوقعا منهم، أما املقربون الذين نعدهم جزءا منا، فإن اإلساءة متى بدرت منهم، يكون لها لذع الجمر في قلوبنا، فنبادر إلى العتاب عسى أن يكون فيه ما يبرد حروقنا. العتاب هنا يقدم كإثبات على عمق املحبة وقوة الرغبة في استمرار العاقة، أما غيابه فما هو إال دليل على الامباالة حسب رأي الفيلسوف البريطاني برنارد شو في العبارة املنسوبة إليه: (إذا لم أعاتبك، فذلك يعني أنك ال شيء بالنسبة لي). في العامية يشيع بني الناس قــول: (العتاب صابون القلوب)، بمعنى أنـك متى عاتبت أخــاك أو صديقك أو حبيبك، فـإنـك تخلي قلبك مما قـد يختزن فيه من مشاعر سلبية نحوه، فأنت حني تطلعه على امتعاضك وتأملك، تتيح له فرصة االعتذار والتبرير ملا بدر منه، وقد تجد في كامه ما يقنعك وترضى به. وربما لهذا السبب عـم بني الناس االعتقاد بأننا ال نعاتب سـوى من نرغب في االحتفاظ بهم، وجـرى ذلك مجرى التشجيع على العتاب كوسيلة للحفاظ على العاقة الودية (إذا ذهب العتاب فليس ود،، ويبقى الود ما بقي العتاب). والعتاب لـيـس بــالــضــ­رورة أن يــكــون كــامــا، أحـيـانـا يــكــون بـالـنـظـر­ة، وأحــيــان­ــا بالصمت، وأحيانا بالصد والتجاهل، ولعل هذا أقسى أنواع العتاب!! عـلـمـاء الـنـفـس لـهـم مـوقـف مختلف مــن الــعــتــ­اب، فـهـم يـقـفـون عـلـى النقيض مما يقال من أن العتاب أداة لاحتفاظ بالعاقة الودية، هم يـرون أن العتاب يقضي على العاقات مهما بلغت حميميتها، ولذلك هم ينصحون املتحابني واألقارب واألصدقاء باالبتعاد عن تبادل العتاب فيما بينهم، ويحذرونهم مرددين على أسماعهم: إن أردتم االحتفاظ بمن تحبون، ابتعدوا عن العتاب! الواقع يؤكد أن أغلب الناس يكرهون العتاب وينفرون ممن يعاتبهم، والسبب حسب ما يقوله أولئك الخبراء، أن العتاب فيه لوم على الخطأ، وال أحد يحب أن يكون في ذلك املوقف. لذلك فإن العتاب في بعض األحيان يسير في خط مناقض ملا يراد به، بدال من أن يسير نحو تصفية جو العاقة، ينحرف إلى الضد فيصير معول هدم لها. وال ننسى أنه قديما قيل: (إذا كنت في كل األمور معاتبا،، صديقك لم تلق الذي ال تعاتبه)، فالطبيعة البشرية ليس من صفتها الخلو من العيوب أو فعل اإلساء ات، مهما اجتهد اإلنسان وحاول تجنب ذلك، لهذا يكون غض النظر والتسامح هما البديان األنسب ملن أراد حقا أن يحتفظ بمن يحب.

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 االتصاالت أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة

 ?? azman3075@gmail.com عزيزة المانع ??
azman3075@gmail.com عزيزة المانع

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia