نحو ميثاق شرف حلماية العالقات السعودية املصرية
طالبوا مبشروع قومي تقوده الرياض والقاهرة
لم يجد مشاركون في ندوتي الجنادرية مساء أمس األول بـدًا من االتـفـاق على إبــرام ميثاق شـرف إعالمي ومــهــنــي يــغــلــب الــعــقــل ولــغــة اإلخـــــاء لـلـحـد مـــن تطاول بعض اإلعالميني العابثني، وحماية العالقات السعودية املصرية من أي تطاول. وتحفظ املحلل السياسي الدكتور عبدالله مناع على مصطلح العالقات بني اململكة ومصر، كــون البلدين لحمة واحـــدة والـبـحـر األحــمــر هــو نيل آخر يسيل فــي املـشـاعـر واألبــــدان بـالـحـب وصـــدق االنــتــمــاء بني شـعـب عـربـي واحـــد لــم تنجح فــي دق اإلســفــني فــي وجدانه أقسى الظروف وأتعس املراحل لألمة العربية. وعد اختالف وجــهــات الـنـظـر ظــاهــرة صحية والــقــضــاء الــدولــي مرجعية فيما أشـكـل مــن قـضـايـا. وتــســاءل مـنـذ مـتـى لــم تـعـد األرض العربية واحدة؟ وما سبب هذه التوترات التي أحدثها جهالء بالتاريخ وأغبياء بالجغرافيا. وانطلقت الندوة األولى بورقة قدمها أستاذ أصول الفقه في جامعة أم القرى الدكتور محمد السعيدي تناول فيها تاريخ الـعـلـمـاء املــؤســســني للمنهج الـسـلـفـي مـمـن قــضــوا جـــزءا من حياتهم في مصر بدءا من الليث بن سعد والشافعي مرورًا بأحمد شاكر والبهوتي وابن النجار. فيما نجح رئيس قطاع الوثائق واملطبوعات في مكتبة اإلسكندرية الدكتور خالد عـــزب فــي عـــرض وثــائــق وصـــور فـوتـوغـرافـيـة وسينمائية للزيارات املتبادلة بني القيادات السعودية واملصرية منذ عهد امللك عبدالعزيز حتى عهد خـادم الحرمني الشريفني املـلـك سلمان بـن عبدالعزيز منها وثـائـق وصــور تعرض ألول مرة. وكشف أستاذ العلوم السياسية معتز عبدالفتاح عــن حـاجـة األمـــة الـعـربـيـة ملــشــروع عــروبــي قـومـي تقوده اململكة ومصر عوضا عن انقسام العرب بني مشروعني أحـدهـمـا تـركـي واآلخـــر إيــرانــي. وعــد مــهــددات اململكة القريبة من حدودها مهددات ملصر وإن بعدت عنها. فيما تعي الـقـيـادات أن مـصـادر التهديد واحدة. ومنها محاوالت (أخونة) مصر لتطوى أرض الكنانة تحت عباءة ماللي إيـــران. وأكــد على أنـه ال يكفي أن نكون أصـدقـاء بـل حلفاء الستمرار العرب وقوة العروبة. واستعرض الدكتور جمال شقرة تاريخ املشتركات املصرية السعودية من عهد نبي الله إبراهيم عليه الــســالم. ولــم ينف مـشـروع مــؤامــرة لتقسيم املقسم وتجزئة املجزأ إال أن حكمة القيادة في البلدين أكبر وأحكم من كل النوايا السيئة. فيما توقف الدكتور صالح الخثالن وقفات حول العالقات السعودية املصرية، ووصفها بالركن الذي يقوم عليه ما تبقى من نظام عربي هـش، إذ إن تاريخ األمـة العربية يؤكد ثقل الدولتني عند أي تحد يــواجــه املنطقة الـعـربـيـة. وعــزا تـوتـر الـعـالقـات إلى تخمة إعالمية قادها من ال يقدر أهمية العمل اإلعالمي، في ظل االضطراب والتبعات الناجمة عن ما سمي بالربيع العربي، إضافة إلى أن العالقات العربية تأثرت بحالة من الشعوبية، وليس هناك إدراك من الطرفني لحجم الظروف التي يعاني منها الطرف اآلخر. وأوضـح اإلعالمي الدكتور سليمان أبو جودة أن من يقرأ املشهد املــصــري الــســعــودي يستشعر تــوفــر حـسـن الـنـيـة مـنـذ عـهـد امللك عبدالعزيز الــذي اختار مصر لتكون البلد العربي الوحيد الذي قـام بزيارته. ورأى أبـو جـودة أنـه لكي تعود العالقات السعودية املصرية إلى سابق عهدها البد أن تتحرر من فكرة تطرف املواقف في الرؤى بني البلدين. فيما بعث اإلعالمي الدكتور خالد أبو بكر، رسالتني األولى: ملن يحملون هموم أمتهم العربية ويذودون عنها ليقول لهم اطمئنوا فنحن بخير ومصر والسعودية هـم الكبار وأنـتـم الـصـغـار، والثانية للصغار بــأن عليهم أال يـهـدأ لهم بال، ونبشرهم بــأن أحالمهم ستتحول إلـى كوابيس، كـون الكبار في البلدين يعلمون ماذا يعملون، مستعيدًا مشاركة خادم الحرمني الشريفني امللك سلمان بن عبدالعزيز وتطوعه مع الجيش املصري في حرب السويس. وأجمعت تعليقات الحضور ومنهم الدكتور محمد بن صنيتان، وعوض القرني، وعلي الغامدي. وسعود البلوي على ضرورة إبرام ميثاق شرف إعالمي للحد من تطاول بعض العاطفيني وضعاف النفوس؛ ليعلن املشاركون موافقتهم على ميثاق الشرف من خالل منتدى إعالمي مشترك تتبناه وزارتا الثقافة في البلدين.