Okaz

6 عوامل تقلل كميات 100 صنف دوائي في السوق السعودية

- أمنية خضري (جدة) @omniakhuda­ri

ضربت ستة عوامل سـوق األدويــة السعودية لتتسبب فـي نقص كميات نحو 100 صنف دوائـــي بعد التحديثات األخــيــر­ة الـتـي جرى تــســجــي­ــلــهــا؛ وتــمــثــ­لــت الـــعـــو­امـــل فــــي دخــــول الـدواء ضمن إطار امللكية الفكرية التي تمنع تصنيعه من جهات أخرى، ووجود مشكالت أدت إلى إيقافه من التداول، وانخفاض معدل الطلب على بعض األنواع ما يؤدي إلى غياب املنافسة، وارتفاع كلفة األدوية التي تصل إلى مـلـيـارات الــــدوال­رات، وانـخـفـاض مـعـدل توفر املادة الخام في املصانع، خصوصا النباتية منها التي يرتبط ظهورها بفترة زمنية كل عـام، وارتـفـاع الطلب لـدى مناطق تعاني من أمــراض فتضطر إلى استهالك كميات كبيرة من األدوية على حساب مناطق أخرى. وفــي هــذا الـسـيـاق؛ أكــد املستثمر فــي القطاع الصحي عضو لجنة أصدقاء الهالل األحمر محمد بترجي وجود حاالت انقطاع لألدوية داخــل األســـواق املحلية نتيجة وجــود أدوية تدخل ضمن نطاق الـــ«الــدواء األصـيـل» الذي يـــكـــون مـــن مــخــتــر­عــه األســــاس­ــــي، مـــا يجعله خـاضـعـا ملــا يـسـمـى بــ«املـلـكـيـ­ة الــفــكــ­ريــة» فال تستطيع الـشـركـات األخـــرى تصنيع الدواء؛ إضــافــة إلـــى وجــــود مــشــكــا­لت قــد تــــؤدي إلى إيقافه من التداول في السوق. وأشـــــار بــتــرجــ­ي الــــذي يـشـغـل مـنـصـب املدير الـــعـــا­م ألحـــد مــصــانــ­ع األدويــــ­ــة الــوطــنـ­ـيــة إلى أن بـــعـــض األدويــــ­ـــــة ال يـــوجـــد لـــهـــا منافس آخـــر بـسـبـب انــخــفــ­اض مــعــدل الــطــلــ­ب عليها وانـــخـــ­فـــاض ســـعـــره­ـــا، مــضــيــف­ــا: «فــــي بعض األحيان يصاحب تسجيل املستحضر من أجل تجهيزه للبيع في السوق تكاليف عالية جدا، وفترة تسجيل طويلة ما يجعل املصروفات في هذا الجانب تتراوح بني مئات اآلالف إلى ماليني الرياالت». وأملح إلى أن املنتج املنخفض السعر ال يعود بالفائدة الكبيرة على صانعه. وعن دور الهيئة العامة للغذاء والــدواء؛ قال: «ملــثــل هـــذه الـــحـــا­الت.. وضــعــت هـيـئـة الغذاء والـــــدو­اء قـائـمـة تـضـم األدويــــ­ة قليلة التوفر، وهـنـاك إعــفــاءا­ت مـن بعض الــرســوم املتعلقة بـتـسـجـيـ­ل األدويــــ­ــة الــتــي ال يــتــوفــ­ر مــنــهــا إال القليل». بترجي أكــد أن هـنـاك 70 صنفا مــن األدوية بــأشــكــ­ال وتــركــيـ­ـزات مـخـتـلـفـ­ة، تـصـنـف تحت قـــائـــم­ـــة «األدويــــ­ـــــــــة قــلــيــل­ــة الـــــتــ­ـــوفـــــ­ر»، وبعد التحديثات األخـيـرة وصــل عـددهـا إلــى 100 صـنـف تـقـريـبـا، وجـــزء منها غـيـر مسجل في الـــســـو­ق، والـــجـــ­ـزء اآلخـــــر مــســجــل لــكــنــه قليل التوفر. وتــابــع حـديـثـه قــائــال: «فـــي هـــذه الــحــالـ­ـة يتم االرتــــب­ــــاط بـالـهـيـئ­ـة الــعــامـ­ـة لــلــغــذ­اء والـــــدو­اء ملـعـرفـة الكيفية الــتــي سـيـجـري الـتـعـامـ­ل بها خصوصا في مجال حماية امللكية الفكرية، وطريقة التسجيل في مدينة امللك عبد العزيز للعلوم والتقنية». وعن توفر الخامات الخاصة بصناعة األدوية؛ قال عضو لجنة الصيدليات في غرفة تجارة وصناعة جدة مـروان الدشاش لـ«عكاظ»: إن هناك عــدة أسـبـاب لعدم توفر األدويـــة؛ منها قلة توفر املادة الخام في املصانع بسبب نقص أو غياب املادة الخام، وبالتحديد التي تكون مصنوعة من أساس نباتي لكن ذلك النوع من النبات انتهى موسمه املخصص له. وأضـــاف: «مــن بـني األســبــا­ب، انتشار أمراض مـعـيـنـة فـــي بــعــض الـــــدول الــتــي تــضــطــر إلى اسـتـهـالك كميات كبيرة مـن الـعـالج ملواجهة تلك األمراض، فينجم عن ذلك نقص ال يغطي طلب املناطق األخـرى، وقد يكون هناك بديل لــلــدواء بسعر منخفض لكن مــــردوده املادي أقل». وتــطــرق إلــى امللكية الـفـكـريـ­ة بـقـولـه: «بعض املصانع حاصلة على امللكية الفكرية للدواء، فيعجز أي مصنع آخــر صنعه إال مــن خالل تــصــريــ­ح مـــن الــشــركـ­ـة األم أو تـنـقـضـي فترة امللكية الفكرية». وفــيــمــ­ا يــخــص األدويــــ­ــــة الـــتـــي ال بـــديـــل لها أوضـــح الــدشــاش أن بـعـض األدويــــ­ة البديلة تـــكـــون مـــضـــرة بــاملــسـ­ـتــخــدم، وقـــــــا­ل: «اعتاد بعض املرضى على أنواع محددة من األدوية القديمة التي توقف إنتاجها بسبب انخفاض مـردودهـا املــادي خصوصا أن الكلفة تشمل أمـــورا كـثـيـرة منها األبــحــا­ث وغـيـر ذلــك بما قـد يرفع إجماليها إلــى مليارات الدوالرات، فتستبدل بأدوية أخـرى قد ال يتقبلها جسم املريض لكنها مع األسف تكون الحل الوحيد املــتــوف­ــر أمـــامـــ­ه إال أنـــه مـــع مــــرور الـــوقـــ­ت قد يعتاد عليها». وباالتصال على الهيئة العامة للغذاء والدواء إال أنـهـا لــم تجب حتى إعـــداد الخبر بعد أن أرسلت االستفسارا­ت منذ 19 يناير املاضي.

 ??  ?? مصانع األدوية تواجه أزمة الملكيات الفكرية ونقص المواد الخام النباتية وارتفاع كلفة اإلنتاج. (وكاالت)
مصانع األدوية تواجه أزمة الملكيات الفكرية ونقص المواد الخام النباتية وارتفاع كلفة اإلنتاج. (وكاالت)

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia