األمني العام لألمم املتحدة يزور اململكة.. اليوم
ال يختلف اثنان على الوجود الفعال للدبلوماسية السعودية في الخريطة السياسية الخليجية والعربية واإلقليمية الدولية، لدورها الفاعل واملحوري والحاسم واملؤثر في مواجهة أي تحديات أو أخطار سواء كانت إرهابًا أم تطرفًا أم غير ذلك من العواصف التي تهدد استقرار املنطقة والعالم. وألن السعودية بهذه القوة السياسية املؤثرة كان من الطبيعي أن يــزورهــا األمــن الـعـام لـأمـم املـتـحـدة أنطونيو غوتيريش اليوم (السبت) في إطار جولة في عدد من دول املنطقة، إنها زيارة تــؤكــد الـــــدور املـــحـــوري لـلـمـمـلـكـة فـــي مــواجــهــة اإلرهــــاب وتدخالت إيران وتعزيز االستقرار في املنطقة والعالم، واالستفادة من الدبلوماسية السعودية في تنشيط العملية السياسية في اليمن، ووضـــــــــع حـــــد لــــلــــدعــــم اإليـــــرانـــــي لــــلــــحــــوثــــيــــن وتــــــدخــــــالت طهران في الشأن اليمني ودول أخــــــرى، خصوصًا أن اململكة - كما أكـد وزير الـخـارجـيـة عـــادل الجبير فــــي تـــصـــريـــح ســـابـــق - حريصة على «العمل مــــع األمــــــم املتحدة للتغلب على التحديات التي تواجه املنطقة والعالم، خصوصًا في ما يتعلق بعملية الــســالم فــي منطقة الــشــرق األوســــط»، وحـتـمـًا يتطلع األمـــن العام الستمرار العمل مـع السعودية كونها دولــة محورية فـي املنطقة ملواجهة كثير من التحديات واألخطار، ومن بينها إنهاء الحرب في سورية، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، واملساعدة في تحقيق عملية انتقالية ناجحة في اليمن، ومكافحة اإلرهاب ومنع انتشار األسلحة النووية في املنطقة. وكــانــت الــســعــوديــة قــد طـالـبـت بــإصــالح مـجـلـس األمــــن الـــدولـــي، وتمكن املنظمة الدولية وأجهزتها املختلفة من الوفاء بالتزاماتها واألهداف السامية التي قامت من أجلها، وذلـك تحقيقًا للعدالة وحفظًا لــأمــن والـسـلـم الــدولــيــن، وكــانــت قــد تــجــددت مـطـالـبـات من عـدد من الــدول األعـضـاء في األمــم املتحدة بــإجــراء حـلـول جــذريــة لتطوير أداء وعمل املنظمة الدولية لتحويلها إلــــى مـنـظـمـة قـــــادرة عــلــى مواجهة أي تـــحـــديـــات ومـــخـــاطـــر وتحسن حياة الشعوب ودعم السالم في املنطقة ووضع حد لالعتداء ات املستمرة من قبل نظام بشار األسد ضد السورين وإحراقهم بـالـبـرامـيـل املـتـفـجـرة عـلـى مـــرأى ومـسـمـع من العالم دون مواجهة أي عقوبات دولية رادعة. تــؤكــد هــــذه الــــزيــــارة الــــــدور املــهــم للدبلوماسية السعودية في معالجة قضايا املنطقة والعالم، وبدا هذا جليا في الدور الفاعل للمملكة في التصدي بقوة لعدد من امللفات األسـاسـيـة فـي املنطقة ودعــم التضامن الـعـربـي واإلســالمــي واملحافظة عـلـى االســتــقــرار والــســالم فــي املـنـطـقـة. والــســؤال املــطــروح هــل يستطيع غوتيريش أن يوفي بتعهداته بأن يجعل من 2017 «عامًا للسالم»، وهل تــتــحــقــق مــطــالــبــاتــه للجميع بـــــــااللـــــــتـــــــزام بـــــ «جــــعــــل الــســالم أولويتنا املطلقة»؟.