أنّى لك هذا؟
بلغت إيرادات حساب إبراء الذمة الذي أنشئ في العام 1427 وبــــإدارة بنك التنمية االجتماعية أكـثـر من 300 مـلـيـون فــي 11 سـنـة بمتوسط إيـــداع سنوي يتجاوز 27 مليون ريال، وهذا يعتير رقما هزيا في ظل القضايا املنظورة في هيئة الرقابة، ومكافحة الفساد، وديــوان املراقبة، لن نلقي اللوم على أي جهة هذا املرة؛ ألننا في األخير سنكتشف أن الكل يتنصل من مهامه ويلقي بها على جهة أخــرى، وأيضا لن نلقي اللوم على أشخاص مهما بلغ تدينهم؛ ألننا لم نعد نثق في أحـد حتى بعض القضاة الذين نظن فيهم الصاح ال يستثنون، فمنهم الفاسد واملرتشي واملختلس واملزور وكثيرون مخلصون أنقياء يخشون الله. بسبب تفشي مـرض الفساد والتطاول على املــال العام وأيضا جــديــة الــدولــة فــي اجــتــثــاث هـــذا املـــرض يــقــوم مـجـلـس الشورى بـــدراســـة مــقــتــرح إقــــــرار إبــــــراء الـــذمـــة املــالــيــة ويــشــمــل الـــــــوزراء، ونـوابـهـم، وشـاغـلـي املـرتـبـة املـمـتـازة، والـقـضـاة، وكـتـاب العدل، وأمناء املناطق، ورؤساء البلديات، والسفراء، ورؤساء املؤسسات الرسمية العامة املدنية، والعسكرية، ومديريها، وموظفي الدولة مـن شاغلي املرتبة الثالثة عشرة فما فــوق وشاغلي الوظائف العسكرية من رتبة مقدم فما فوق وهي إحدى الطرق التي تحاول الدولة انتهاجها ملكافحة الفساد أسوة بالكثير من دول العالم. الــســؤال املـهـم هــو كـيـف سـتـكـون آلـيـه التطبيق بشكل صـحـيـح وســـد الــثــغــرات، فـالـتـحـايـل عــلــى األنظمة أصــبــح قــاعــدة فــي مـعـظـم الــتــعــامــات الحياتية، حـتـى الــنــاس أصــبــحــوا يـتـفـاخـرون فــي املجالس دون حياء، بالتحايل على األنظمة، ويرونه نوعا من أنواع الفهلوة، والجميع يصفق معجبا بهم، فمن املمكن أن يبالغ املقر فـي إقــرار ذمته املالية بوجود ثروة كبيرة نتيجة ميراث أو أراض ارتفعت أسعارها، وغالبا ال يقوم الفاسد بـإيـداع األمـــوال املنهوبة في حساباته الشخصية، فكيف سيتم التأكد من هذا األمر؟! أخشى أن يحدث ما حـدث في فلم معالي الـوزيـر عندما سجل فــي إقـــرار ذمـتـه املـالـيـة أنــه يملك 5 مــايــني، وهــو فــي الــواقــع ال يملك شيئا، قال: بعد خروجي من الحكومة سأقدم بــراءة ذمة مالية من وظيفتي، وسأثبت لهم أني دخلت برصيد 5 مايني وخرجت برصيد 4 مايني.