املسعى املشعر والسوق 2-1

.. عالم من كبار العلماء، فقيه حسب علمي ال نديد له بحكم دراسته جميع املذاهب ولكل ما هو متفرع عنها، اجتماعي ملم بكافة املدلوالت للشؤون االجتماعية، أما الحضارة فهو املدرك ملعطياتها ومقاماتها والشاهد على كل ذلك ما أصدره من مؤلفات منها: كتاب بعنوان (املسجد الحرام الجامع - الجامعة: الفقه والفقهاء في مكة املشرفة في القرن الرابع عشر الهجري) الطبعة الثانية، وقد صدر والحمد لله، ومن قبل سبق له تأليف كتاب (باب السالم، عنوان أمة ورمز حضارة) استكماال لهذه الحلقة. وبذا أصبح علمًا من كبار أعالم أهل العلم والثقافة، والعطاء الذي لم يقف إلى جانبه أحد من معاصريه.. إنه صاحب الفضيلة األستاذ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان والــذي تفضل أخـي معالي الدكتور سهيل حسن قاضي بإهدائي نسخة من املؤلف الجديد لفضيلة الدكتور أبـو سليمان والــذي يقول في مقدمة الكتاب عنه: «القصد من هذا العمل (املسعى املشعر، والسوق) أن تتعرف األجيال الحاضرة التي لم تشهد مكة املكرمة، واملستقبلة في ثوبها القديم الوقور، خصوصا ما يتصل منها باملشاعر املقدسة، وآثارها املباركة توثيقًا تاريخيًا، حتى ال يفقد املكيون ذاكرتهم. يؤكد هذا التوجه لهذا النوع من التدوين التاريخي أن جيل املخضرمني الذين عاشوا القديم من هذه األماكن وتسنموا عبق ماضيها معايشة زمنية، ومكانية أن يشاهدوا أيضًا الجديد، الحادث. هذا الجيل املخضرم في طريقه إلى االنقراض، وهم شهود العصر على ما يحدث على أرض الواقع، وما يطرأ على مكة املكرمة من تغيير، وتحديث، وما ينال ذاكرة هؤالء من النسيان مع تقادم الزمن». ثم يضيف موضحًا أن من أهداف إصدار هذا الكتاب: «ربط الحاضر باملاضي خاصة فيما يتصل بمكة املشرفة». ينقسم البحث إلى أربعة أقسام رئيسة، أصبح ثالثها يتحدث عن مشعر املسعى حتى العصر الحاضر، النصف األول من القرن الخامس عشر الهجري، تحت عنوان (مشعر املسعى في العهد السعودي). يظهر هذا من قائمة محتويات الكتاب، حيث قسم إلى مباحث، وفـصـول، وأقــســام، وضــع للمباحث عـنـوان مستقل يتناسب مـع مـا يعرض بعده. ألحق بهذه األقسام الرئيسة القسم الرابع وهو مكمل ملا سبق ذكره منفردًا، قد وضع في نهاية البحث بعنوان (لواحق) وهي تمثل القسم األخير من البحث. يـقـدم هــذا البحث تـصـورًا حقيقيًا ألهــم مـا جــرى إنــشــاؤه على أرض الــواقــع بمشعر املسعى قديمًا، وتطوره حديثًا في الوقت الحاضر، والنشاطات في هذا املشعر املقدس خالل الحياة اليومية املاضية.