Okaz

حديث األمير.. والواقع!

-

مشكلة األمـيـر عبدالله بـن مساعد رئـيـس الهيئة الــــعـــ­ـامــــة لـــلـــري­ـــاضـــة أنــــــه لـــــم يــســتــط­ــع حـــتـــى اآلن إقــنــاع الجمهور الـريـاضـي بـأنـه خــرج مــن الحالة «الهالية»، بل إنه لم يبذل أي جهد حقيقي لتبديد هذه القناعة من ذهنية الجمهور، بل ما حدث هو العكس من ذلـك تماما فقد زج باسمه في قضايا كثيرة عززت ورسخت هذه القناعة. ومشكلته الثانية أن الـسـنـوات مــرت سريعة منذ توليه مسؤولية املؤسسة الرياضية دون إنجازات مهمة، ودون حلحلة لكثير من القضايا واملشكات الــتــي بقيت تــــراوح مـحـلـهـا، بــل إن بعضها ازداد تــعــقــي­ــدا واســـتـــ­عـــصـــاء عـــلـــى الــــحـــ­ـل، هـــــذا بخاف القضايا الـتـي ظـهـرت أخــيــرا وزادت طــني الوسط الرياضي بلة! ولهذا مر الحديث التلفزيوني الذي أدلى به للزميل ولــيــد الـــفـــر­اج قــبــل يــومــني دون أن يــجــد الصدى واالهـــتـ­ــمـــام الـــلـــذ­يـــن يــســتــح­ــقــهــمـ­ـا حـــديـــث الرجل املسؤول عن قطاع الشباب والرياضة في الوطن. فقد حمل هــذا الحديث نفس الطابع الــذي حمله أول حــديــث أدلـــى بــه بعيد تسلمه مـنـصـبـه، وهو «الوعود املستقبلية» التي تبشرنا بمستقبل زاهر وحافل بالنجاح واملنجزات، وبحلول سحرية لكل املشاكل الجديدة والقديمة، لكننا لم نلمس حتى الــيــوم مــا يـؤشـر أنـنـا أصبحنا نسير عـلـى السكة الصحيحة الــتــي ستوصلنا ملــا يـعـدنـا بــه األمير عبدالله بن مساعد، ومع هذا ال يتوقف األمير عن الحديث عنه، ربما هروبا من الواقع املرير املثقل بالكثير مــن املـشـكـات والـقـضـاي­ـا املـحـبـطـ­ة، حتى أنه خال الحديث ضاق ذرعا بأسئلة وليد الفراج عــنــهــا وطــلــب مــنــه بــشــكــل مــبــاشــ­ر أن يــتــوقــ­ف عن طرح األسئلة التي تتناولها، مفضا الحديث عن املستقبل «لعبة بـن مساعد املفضلة» ألنـه حديث ســهــل، فــمــا كـــان مــن الـــفـــر­اج إال الــطــلــ­ب بالخروج لفاصل! صحيح أن رئيس هيئة الرياضة ليس مسؤوال عن الكثير من القضايا واملشكات التي يعاني منها الوسط الرياضي، لكن الصحيح أيضا أنه لم يفعل شيئا حقيقيا لحلحلتها، هـذا بخاف أن قضايا جديدة أضيفت لها في عهده. وألن الـحـيـز ال يتسع لـسـرد الكثير سأكتفي هنا بـنـمـاذج بسيطة تعكس حــالــة الـعـجـز الــتــام التي أصيبت فيها املؤسسة الرياضية برئاسة األمير عبدالله بن مساعد أمام معظم قضايانا ومشكاتنا «املزمنة»، فمثا استاد األمير عبدالله الفيصل، فقد ورث املشكلة ممن سبقه لكنه حتى اليوم لم يحلها، وليس ثمة مؤشرات على حل قريب لها! وقــضــيــ­ة اســتــاد الـفـيـصـل لـيـسـت أفــضــل حـــاال من قضايا منشآت أخرى متعثرة بشكل أو آخر، منها مثا مقر نــادي الـطـائـي الــذي ال يــزال دون إنارة، ودون حل لهذه املشكلة. هــذه أمثلة بسيطة لقائمة طويلة مـن املشكات التي ال تـزال هيئة الرياضة تقف موقف املتفرج منها، دون أن تبذل أي جهد حقيقي لحلها، وهي تبرهن يوما بعد آخر، وقضية تلو أخرى أنها ال تمتلك الـقـدرة على تقديم حلول مبتكرة وأفكار خاقة لحلحلة العقد التي تواجهها في أكثر من ملف. لقد جاء األمير عبدالله بن مساعد من األندية حيث تسود ثقافة تـرك القضايا للزمن ليتكفل بحلها، ويبدو أنه ال يستطيع الفكاك من هذه الثقافة. والــحــقـ­ـيــقــة أن الـــهـــر­وب مـــن الـــواقــ­ـع لــلــحــد­يــث عن املــســتـ­ـقــبــل، وتــحــمــ­يــل جــهــات وأطــــــر­اف أخــــرى في الدولة مسؤولية التعثر في بعض املشاريع لم يعد مقنعا وال مقبوال، ونطالب األمير وفريقه اإلداري اجـــتـــر­اح الــحــلــ­ول الــنــاجـ­ـعــة، والـــكـــ­ف عـــن اختاق األعـــذار والحجج لتبرير العجز والتقاعس الذي يكاد يصبح السمة الغالبة لتعاطي هيئة الرياضة مع ما يعترضها من مشكات. وألن املساحة تنفد، أود استغال مـا تبقى منها بالتساؤل عما أنجزته هيئة الرياضة فـي مجال الرياضة النسائية منذ تعيني األمـيـرة ريمة بنت بندر وكيلة لرئيس الهيئة؟ أستطيع أن أجيب: ال شيء يذكر!

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia