خطاطان: احلرف العربي كائن حي وجماله في نقصانه
أكد الخططان إبراهيم الزاير وعبدالله املحمد صالح أن الحرف العربي كائن حي ومطواع ومـرن، مشيرين إلى أن الحرف العربي ال يكتمل مطلقا بل إن جماله في نـقـصـانـه، وقـــاال خــالل نـــدوة تـحـت عنوان «فنون الخط العربي ومناهجه» بمنتدى الـثـالثـاء الثقافي بالقطيف أخــيــرًا، إن فن الـخـط الـعـربـي أسـهـم فــي تـطـويـره العديد مــن العلماء والـفـنـانـني على مــر العصور، وخــــاصــــة فــــي مــــراحــــل انـــتـــقـــال الحروف مــن الــصــور إلـــى األشـــكـــال، مـنـتـقـديـن، عدم اهـتـمـام الــعــرب كـثـيـرا بـالـخـط الـعـربـي في مــقــابــل األمــــم األخـــــرى كـــاألتـــراك والفرس. وتـــنـــاول صـــالـــح، الــخــط الــعــربــي وتاريخ تطوره باعتباره أحد أشكال الفنون الجميلة، رابطا ذلك بالتطور الذي مرت به اللغة العربية وتشكالتها املختلفة، موضحا، أن فن الخط العربي اقترن بالقرآن الكريم أيضا من ناحية التأثير الفني املتبادل؛ إذ إنه يحمل جنسا خاصا به، مبينا أن املراسيم املتبعة متشابهة بني الخطاطني والقراء، بحيث يعطى الخطاط إجازة بالخط كما املقرئ وأن الخط العربي كان من الدروس التي يتم تعليمها في املساجد. فيما قال الزاير إن فن الخط العربي أسهم في تطويره العديد من العلماء والفنانني على مـر العصور، وخـاصـة فـي مـراحـل انتقال الـحـروف مـن الـصـور إلــى األشكال، فالصورة كانت تمثل الداللة على التواصل بني الناس ثم تم االنتقال إلى الحروف ثم الصوتيات، مضيفا، أن الحركات تطورت على أيــدي علماء وضـعـوا أصــول الحرف ولــهــم الــفــضــل األول عــلــى مــن تـبـعـهـم من خطاطني وفنانني، ومن أمثال علماء اللغة املــعــروفــني أبــو األســـود الــدؤلــي وسيبويه والــــــفــــــارابــــــي الـــــذيـــــن وضـــــعـــــوا الــــحــــروف والتشكيالت وأصولها. وأوضح الزاير أن العالم ابن مقلة تربع على عرش فن الخط ووضــــع الــخــط املــنــســوب عــمــوديــا وأفــقــيــا، إذ كانت الخطوط قبله دون نسب، ولحقه ابن البواب في مرحلة أخـرى أيضا حيث كانا رائدي أسس وقواعد الكتابة والخط املقعد طوال الفترة من القرن الثالث حتى السادس الهجري.