2 تهميشات وإشارات وملحوظات وخبايا 3 خاشقجي عدنان والعودة وطارق السويدان بني يدي
األسماء التي سأناقشها من نخب الصحوة املعجبة بعدنان إبراهيم هي األسماء التالية: الصحافي والكاتب الصحوي جــمــال خـاشـقـجـي، والــداعــيــة الــصــحــوي طـــارق السويدان، والـشـيـخ الـصـحـوي سـلـمـان الــعــودة، والـكـاتـب محمد علي املحمود. في حلقة (إلى أين أخذتنا الصحوة؟) من برنامج (صحوة) املذاع على قناة (روتانا) قدم معد ومقدم البرنامج الزميل أحمد العرفج مداخلة مصورة ومسجلة سلفًا لخاشقجي قــال األخــيــر فيها: «الـصـحـوة مظلومة. البعض يحجمها ويجعلها مجرد قصة متكررة عن شاب أحرق صوره القديمة أو كسر أسطوانته. ينسى البعض أن الصحوة كانت حركة إحياء وهي أكبر من تلك القصص. فهي سبقت بتاريخها حركة جهيمان والثورة اإليرانية. أنا بني يدي اآلن مجالت قديمة. أنـا حريص على اقتناء املجالت القديمة». ثم أبرز عددًا من أعداد مجلة (املسلم املعاصر) يعود تاريخه إلى عام ،1976 وقال: «هذه من املجالت التي كان لها دور كبير في إحياء الفكر اإلسالمي وجعله قادرًا على مواجهة تحديثات الـعـصـر... لكن الصحوة مثل أي شــيء، هـي عــدة صحوات: صحوة تشدد. صحوة إحياء. صحوة عدالة. صحوة تبحث عما فـي اإلســـالم مـن قــوة سياسية. لكن البعض يحجمها ويجعلها صحوة تشدد .»...طقف ثـنـى عــدنــان إبــراهــيــم عـلـى كــالمــه، فــقــال: ينبغي أن نكون مــتــوازنــني... فبتأثير نـهـايـات ألـيـمـة، انـتـهـت إلـيـهـا بعض جيوب الصحوة، ال يمكن وال ينبغي أن نهيل التراب على كــل تــاريــخ الــصــحــوة، كـأنـهـا مــن يــوم أسـسـت شــر فــي شر... واختلف مـعـه، فـي أنــه يــرى أن الصحوة أحـدثـت نـوعـًا من االنــكــســار فــي املــشــروع اإلصــالحــي الــتــجــديــدي الـــذي قاده محمد عبده ومدرسة املنار. وبعد بضع أسئلة قاده االسترسال في إجابة من اإلجابات وكـــان يـتـحـدث فيها عــن مــؤاخــذاتــه عـلـى حـركـة الصحوة، أن يأتي على ذكر مجلة (املسلم املعاصر) بغرض مخالف للغرض الذي استعمله جمال خاشقجي حني ذكرها، فقال: «هي مجلة مهمة، فيها دراسات وأبحاث ممتازة، لكن أكثر هذه الدراسات واألبحاث لم تلق بظاللها على الخط العام للجماعة وال على تفكير قاعدتها الجماهيرية؛ ألن القلب في الهم ليس املسألة املعرفية والتجديدية، وإنما املسألة السياسية». إن ما أسماه خاشقجي خاطرة كان عبارة عن مرافعة هزيلة قائمة على مغالطة؛ فال أحد يقول إن تاريخ الصحوة بدأ بـعـد الــثــورة اإليــرانــيــة وبـعـد حـركـة جهيمان إال إذا كانت معلوماته بمستوى تلك املرافعة الهزيلة. والــصــحــوة لــيــســت مــظــلــومــة، بـــل هـــي ظــاملــة ملجتمعاتها وظـاملـة لـعـدد مـن الـحـكـام الــعــرب، وبـخـاصـة أنــور السادات الـــذي أحـسـن إليها وآل سـعـود الــذيــن غـمـروهـا بإحسانهم وفضلهم منذ زمن بعيد. والشاب الذي أحرق صوره وكسر أسطواناته والتشدد هو من مظاهر الصحوة الـبـارزة وال سبيل إلــى إنــكــارهــا. أمــا مجلة (املـسـلـم املــعــاصــر) فـهـي لم تكن مجلة إحيائية باملعنى الــعــام وال باملعنى الخاص؛ فهذه املجلة، من حيث هي فكرة ومنجز، قامت بجهد ثلة من اإلخــوان املسلمني القدامى الذين كانوا ملسوا الضعف املعرفي والعلمي والثقافي عند اإلخوان املسلمني منذ أيام حسن البنا بعد أن قـرأوا بعض أدبيات زمالئهم إسالميي الجماعة اإلسالمية في الهند. وكان حسن البنا غير مهتم وغير مكترث بما ملسوه وسعوا إلى سد النقص فيه؛ لهذا لم يمد لهم يد العون. صدرت هذه املجلة في عام م1974 في بيروت، وكانت عبر بعض كتابها تتحدث فـي عــدد مـن القضايا بلغة علمية وثقافية مخالفة للغة غالبية تيارها الذي تنتمي إليه. وكان ثمة تياران فيها، تيار يعبر عن تلك اللغة املخالفة وتيار هو مع اللغة السائدة في التيار اإلسـالمـي. وكانت الغلبة للتيار األخــيــر؛ ألن التيار األول كــان تـيـارًا أقـلـويـًا، صغير الشأن. والتيار األخير، كان تيارًا أكثريًا، عظيم الشأن. هــــذه املــجــلــة كــانــت تــتــوجــه إلــــى املــثــقــفــني الـــعـــرب، وتضع بعني االعـتـبـار مقاييسهم وموازينهم فـي طريقة التفكير واالخـــتـــالف وكــتــابــة املـــقـــاالت واألبـــحـــاث، وكــانــت قيادات الـــحـــركـــة اإلســـالمـــيـــة حــريــصــة كـــل الحرص عــلــى حــصــرهــا فـــي هــــذا الــنــطــاق الضيق وعـلـى عــدم ترويجها بــني أبـنـاء الحركة اإلســــالمــــيــــة وفــــــي مـــحـــاضـــنـــهـــا، وقصر الترويج على املـجـالت والكتب املغالية واملتطرفة. إن املــــجــــالت اإلحـــيـــائـــيـــة شـــــأن ال صلة لـــلـــحـــركـــة اإلســــالمــــيــــة بــــــه، واإلحيائية واإلحــيــائــيــون صـفـتـان ال تنطبقان على هــــذه الــحــركــة وال عــلــى أصــحــابــهــا، فهذه الحركة وأصحابها كانوا ضد الـتـراث العربي واإلسـالمـي بمعناه الواسع والثر، لسبب أساسي وهـو أنه يــقــدم روايــــة أخـــرى مـخـالـفـة لـروايـتـهـم عــن تــاريــخ اإلسالم واملسلمني وعن الحياة اإلسالمية في عصورها املختلفة. مــع افـتـتـاح مـوقـع عــدنــان إبــراهــيــم الـجـديـد شـهـد لــه طارق السويدان في رسالة مسجلة بعمق العلم الشرعي والفكري والــفــلــســفــي وبــعــمــق عــلــمــه بــالــحــيــاة والــفــلــســفــة والعلوم التطبيقية الحديثة، وعــده سابقا لزمانه وسابقا لكل من عرفهم من املهتمني بتلك املسائل. فـي أحــد الــحــوارات التلفزيونية معه ســأل املـذيـع الكويتي طـارق السويدان عن شهادته تلك فكرر ثناءه عليه، قائال: «عدنان عالم ال يشق له غبار. عدنان من أعمق الناس. أنا محتك شخصيًا فيه. عميق وصاحب دليل وحجة وبرهان. والــلــه إن معظم الــذيــن يـهـاجـمـونـه لــو نــاظــروه، فـإنـهـم لن يتمكنوا من الوقوف أمامه خمس دقائق. ال أؤيـد هجومه عـلـى الـصـحـابـة وال مـوقـفـه مــن مــعــاويــة، ولـــم أحـــب بعض األشياء التي تكلم فيها عن عائشة». إنــي أجــد كـالمـه هنا كـالمـا غريبا وعجيبا، فـعـادة حني يسأل مثقف أو ناقد أو باحث عن آخر في ميدان األدب والثقافة والفكر، يأتي بكالم مفيد سواء أكان متفقًا أم مختلفًا مــعــه. إن كــالمــه الــســابــق يــنــطــوي على مصادرة مفادها: عـدنـان إبـراهـيـم عميق. وبما أنــه عميق فـال يحق ألحد أن يختلف معه أو يناقشه! إن هـــذا الــكــالم الــــذي مـــــداره أن عدنان إبـــــراهـــــيـــــم عـــمـــيـــق وتـــــــكـــــــرار وصفه بالعميق يكشف عـن عطش وجوع عـنـد الـصـحـويـني إلــى تـوفـر عميق في صفوفهم في الوقت الحالي. كما أن هـذا الكالم يطرح على اإلسالميني مشكلة أخالقية ومـنـهـجـيـة كــبــرى لــم يـفـكـر الــســويــدان فــيــهــا، ويــجــب على اإلسالميني أن يفكروا فيها اآلن: بــذل اإلســالمــيــون جـهـدًا طــويــال وعـريـضـًا ضمن مــا يسمى بـإعـادة كتابة التاريخ اإلسـالمـي من جديد، وقـد تـوج هذا الجهد بإقرار طريقته في بعض أقسام التاريخ في بعض الجامعات في البلدان العربية واإلسالمية. وهذا الجهد كان قـائـمـًا عـلـى إقــصــاء وإدانــــة طــرائــق املؤرخني الـعـرب املعاصرين - على اخـتـالف أدواتهم املنهجية وتوجهاتهم الفكرية - وكان قائمًا على سعي حثيث لدى قارئهم ـ أي قارئ الكتاب اإلسالمي ـ أن تكون كتبهم وأبحاثهم سدًا منيعًا يحول دون قــراءة أعـمـال أولـئـك، قــراءة مباشرة، من خـالل االدعــاء بـأن كتب أولئك كتب منحرفة وضــالــة وخــطــرة عـلـى عـقـيـدة املــســلــم. وعدنان إبــراهــيــم - إذا مــا نـحـيـنـا طــريــقــة املــــودودي وسيد قطب في قراء ة تاريخ الدولة اإلسالمية - تتضارب وتتناقض مع طريقة أصحاب كتابة التاريخ اإلسالمي من جديد، والتفسير اإلسالمي للتاريخ، ومـع هـذا فهم اآلن ال يقصونه وال يدينونه! وإن اضطروا للتعبير عن اختالفهم معه، فهم ال يقولون سوى تحفظات ضعيفة وباردة! إننا أمام تناقض صارخ، وهذا التناقض يتضمن تضليال عــظــيــمــًا. ولـــنـــا أن نـــســـأل: ملـــــاذا كــــان ذلــــك الــجــهــد الطويل والعريض؟ ومــاذا يقولون به اآلن؟ هل ذهب أدراج الرياح مع عدنان إبراهيم! لـقـد فــوت اإلســالمــيــون عـلـى قـارئـهـم االســتــفــادة مــن أعمال املـــؤرخـــني الــعــرب املــعــاصــريــن الــتــي هــي بـعـمـومـهـا كتابة تـاريـخـيـة علمية منهجية محترفة تــنــدرج ضـمـن املعرفة التاريخية املتطورة التي يـؤرخ لبدايتها مع استقالل علم التاريخ في أوروبا عن الدين في القرون الحديثة. والــبــديــل الـــذي يـطـرحـه الــســويــدان وســـواه مــن الصحويني لــلــطــريــقــة الــتــي كــــان اإلســـالمـــيـــون يــكــتــبــون بــهــا التاريخ اإلســـالمـــي ولــطــريــقــة املـــؤرخـــني العرب املــعــاصــريــن، هــو عــدنــان إبراهيم الـــــذي هـــو فـــي مـــجـــال التاريخ لــــيــــس إال حــــكــــواتــــيــــًا دينيًا مغاليًا في تقديم صورة تاريخ اإلسالم السياسي. تــحــفــظ الـــســـويـــدان عــلــى هجوم عدنان على الصحابة وعلى مــــــوقــــــفــــــه من معاوية، وتحفظه على أشياء قالها عن عائشة يشاركه فيه أسـمـاء سلفية فـي الكويت - الـذيـن استخف بهم وحقر من شأنهم حني قال: إنهم لو ناظروا عدنان إبراهيم لن يتمكنوا مــن الــوقــوف أمــامــه خمس دقــائــق - وألنــهــم يـشـاركـونـه في تحفظه هذا، فلقد قاموا بمناقشته ونقده. وال أفهم بأي حق يريد حرمانهم من نقاش عدنان ونقده. وما دام أن موقفه منهم بهذه الحدة والصلف، ملاذا ال يناقشهم هو عوضًا عن أن يقدم نفسه فـي صــورة (صـبـي) الفتوة - كما فـي كالمه الـسـابـق عنهم - الـــذي يتباهى ويـفـخـر بمبالغة بـمـا عند (معلمه) وليس بما عنده؟! لقد استمعت إلى ما قالته أسماء كويتية سلفية، ولم أجد في ما قالوه سقط الكالم الـذي يتفوه به عدنان عن الذين يختلف معهم، وعــن السالفني والـغـابـريـن مـن شخصيات املاضي اإلسالمي البعيد. وليس صحيحًا ما يدعيه الشيخ الصحوي سلمان العودة، بــأنــه يــدفــع إلـــى ذلـــك بـسـبـب االســتــفــزاز الـــذي يـتـعـرض له، فالكالم النابي والسوقي هو من مفردات معجمه الخالفي والجدالي، وهو يقوله حتى من دون أن يعترض أحد عليه أو يستفزه. لقد كان اإلعالمي عبدالله املديفر أشجع وأصرح من شيخه سلمان العودة، عندما جابه عدنان إبراهيم في لقائه بـه فـي قـنـاة (روتــانــا) بمعايبه وقبائحه فـي خطبه ودروســــه ومـحـاضـراتـه، وأتـــى ببعض أمثلة لـهـا، وأدانها بأدب جم ورفيع. بعض ما قلته في نقد صحوي الكويت، طـارق السويدان، وأعني بها القضية التي لم يفكر فيها، ينسحب على إفادة سلمان العودة عن عدنان إبراهيم، إذ سئل عنه ثالث مرات، وكان الجواب واحدًا تقريبًا في كل هذه املرات. وفي إحدى إجــابــاتــه الــتــي اسـتـغـرقـت مــن الــوقــت مــا يــزيــد عـلـى خمس دقـائـق، كانت اإلجـابـة تتسم بتقوية وحكموية متكلفتني، ألنه أزجاهما في غير سياقهما. فالسؤال املوجه إليه كان ســـؤاال مــبــاشــرًا: كـيـف تقيم شخصية عــدنــان إبــراهــيــم؟ أي كيف تقيمه مـن خــالل خطبه ودروسه ومحاضراته؟ وبعد أن شرق وغرب في إجابته، قـــال عــنــه: إنـــه لــه مــا لــه وعليه مـا عليه. ومــا عليه مـن وجهة نـــظـــره، أنــــه أخــفــق فـــي كالمه
ًً عن الصحابة. وأضاف قائال: ومــع أنــه رجــل عـقـالنـي إال أنه في قضايا الصوفية والكرامات وحـــــــتـــــــى فــــــــي مــــــــا يخصه شـــــــــخـــــــــصـــــــــيـــــــــًا، يشطح
فـــــــــــــي بعض األمور التي ال تكون مقبولة، وفيها نظر، ويسردها بقبول وإعجاب وإذا غضب أو استفز أو استثير، ربما أنه ينفعل. وهذه صفات موجودة عنده وعند غيره! وهــذا كـالم عـام وعمومي وفضفاض، يستطيع قوله رجل لبق اعتذاري حتى لو كان من العامة. إن السؤال الذي على الفئة التي هي معجبة بعدنان إبراهيم بسبب تيسيره الفقهي بإباحة سماع الغناء وفـي مسائل أخرى أن تطرحه على الشيخ سلمان العودة: ملاذا لم ينص فــي تحفظه الـسـالـف على مسألة إبــاحــة الـغـنـاء؟ هــل يفهم من هذا أنه أصبح يبيح سماع الغناء أم أنه ما زال كسابق عهده، يحرمه؟ ما قد ال تعلمه تلك الفئة أن الشيخ سلمان كان املحفز األساسي لكتابة رده الشهير على الشيخ محمد الــغــزالــي، هــو تـيـسـيـرات األخــيــر الفقهية الــتــي نــافــح عنها داخــل تيار يغلب عليه الغلو والـتـشـدد الـديـنـي. تيسيرات فـقـهـيـة تـتـعـلـق بـــاملـــرأة، كــإبــاحــة كــشــف وجــهــهــا، وتوليها منصب رئاسة الدولة والوزارات والقضاء، وتتعلق بإباحة التصوير الـفـوتـوغـرافـي وإبــاحــة سـمـاع الـغـنـاء. والقضية األخيرة استسمح الشيخ سلمان العودة القارئ أن يسهب ويستطرد فيها تحت املسوغات التالية: أن قضية الغناء قد عمت بها البلوى عند كثير من الناس ووقعوا فيها. أن الشيخ الغزالي تناول من يقولون بتحريم الغناء بطريقة غــريــبــة فــي هـــذا املـــوضـــوع. أن صـحـيـفـة (الـــشـــرق األوسط) نشرت الجزء املتعلق بالغناء ضمن املقتطفات التي تنشرها من الكتاب. ولذلك أحدثت دويًا في أوساط الناس. واتصل مـجـمـوعـة مــن الــنــاس (ربــمــا يـقـصـد اتــصــلــوا بــه وببعض مشايخ الصحوة) يتساء لون عن هذا األمر. إن كتاب الغزالي (السنة بني أهل الفقه وأهل الحديث)، أتى في وقت كان الغلو والتشدد قد استحكمت حلقاته، وشمل جــمــهــورًا جــديــدًا مــن عــامــة املـتـعـلـمـني واملـتـعـلـمـات وعامة البسطاء والعاديني في العالم العربي. وكــان الكتاب ــ في األصــل ـــ موجهًا إلــى جمهور الصحوة وليس إلــى مـن هم خارجها. وهـذا الجمهور بمشايخه الجدد في السعودية، كان قد تحققت له منجزات كبيرة، منها: رهن املرأة وأسرها فـي خطابهم، وحظر الفن بجميع أشكاله وتحريمه على نطاق واســع في املجتمع السعودي. فقامت قيامتهم على كتاب الغزالي، ولم يهدئ ثائرتهم سوى رد سلمان عليه في كتاب يقرأ وكاسيت يسمع. سيستنكر القارئ ضم الكاتب محمد علي املحمود إلى من سبقت مناقشتهم فهو قد اشتهر بنقده الشديد والعنيف لفكر الصحوة اإلسالمية وبعنفوانه الليبرالي منذ أن بدأ كتابة زاويته األسبوعية في صحيفة (الرياض)، وسأعرض للقارئ مسوغات ضمه إليهم وإلحاقهم به في مناقشتي هـــــذه. املـــســـوغ األول، أن لــديــه بــقــايــا ورواســـــــب صحوية، ولنهمل ما قاله لإلعالمي والكاتب تركي الدخيل عن نفسه حـني استضافه فـي برنامجه (إضـــاءات) قبل مـا يقرب من عـقـد: بــأن ريــاح الـصـحـوة لـم تستول عليه ولــم تستطع أن تقتلعه من جــذوره الليبرالية. وأكــد لتركي بثقة، أنـه اآلن يعتبر نفسه ليبراليًا جدًا. املسوغ الثاني، أنه كتب عن عدنان إبراهيم داعيًا له ومبشرًا بـــه مــنــذ وقــــت مــبــكــر. كــتــب عــنــه كــتــابــة مــطــولــة ومفصلة، واضــحــة ومــبــاشــرة، رغــم تغطيته بـعـض املــجــازفــات التي أطلقها بعبارات مغلفة ملتوية. املـسـوغ الـثـالـث، أن املعجبني بـعـدنـان إبـراهـيـم موجودون فـي طائفة الصحوة وفــي غيرها مـن الـطـوائـف. ومــن هذه الطوائف طائفة الليبراليني. وباإلمكان أن نعتبره ممثال لعينة فيها، سواء أكان أفراد هذه العينة ليبراليني إلى حد ما أم ليبراليني جدًا مثله.