Okaz

مجازات احلنني واحليرة

- نمر سعدي *

َُ لن أرتــب فوضى عالقتنا، سـوف أتركها كالحديقة مهملة وعلى حالها، ال لشيء وليس ألن الرياح التي طوحت بي روحية، ال ألن املحبة نسبية، فظة حن تبكي بنفسجة في يدي، والنهار قصير الخطى، فأنا لم أعد أتذكر ما

َُ حل بي من عشيات نيسان أو أربعاء الرماد سوى الضوء أو ظل ليمونة، يوم

َِ شعت أصابع قلبي ورن صدى جرس األقحوانة في حجر الليل، كان الظالم

َُّ حجابًا خفيفًا وراء ابتسامتنا، والغياب الذي يتنزل من شرفة ال ترى مطر الذكريات الحميم، وكـان سـراب الغصون التي تتقصف حـول فمي أو دمي رغبة امـرأة لست أذكرها، لن أرتـب فوضى متاهتنا، لن أسـد شبابيك قلبي ولن أبتعد.

شو ُك احلنني

أمـل يقايضني بال شـيء ولكني أضــيء الليل بـاألشـواق في عمر النبوة، ال فحيح الطن َيدميني َوال شوك الحنِن ألورشليم، أنا سواي، وشاعر يهذي ولكن لن أقيس اللهفة العجلى بثرثرة النساء، وال بــورد الغيب، قد أمشي ََُِّّ ِِ وفي قلبي من النايات أمطار، ولكني أجيب غريبة بالصمت حن تقول: حدق بي، بعيني اللتن اقتص حزن اآلدمية منهما، خمسًا من السنوات ًِ كالخمسن أو كالحلم، يا أرقــي الــذي ملعته وصقلته بـيـدي، يا أمال يقايضني بال شيء، ويعطيني جناح فراشة وقصيدة زرقاء خطت فوق وجه املاء أو وجع الزبد.

سه ٌد إضاف ٌّي

بي نصف جرح ليس يبرأ من ضجيج النثر، بي صمت شتائي خفيف االبتسامة، مائل للغيب، ال يقوى على حمل الــرذاذ وال الـعـبـارة، فيه تــورق أغـنـيـات الــحــب، بـي وجــد كما ينشق بحر ُِ فـي أو تأتي الـوعـول إلــي من ليل القصيدة، أو يــواري اإلخوة األعـداء سوءتهم وراء التن، بي ومض الكالم الحي، في القلق املوارب، في اليقن وفي حجاب الظن، بي معنى انصباب الريح في القصب الجريح وفي يد امرأة تغني للحياة سدى، ألم يقل ِِ املعري: الحياة كأنها سهد إضافي؟ ألم تبك الذئاب على الفريسة والجمال اآلدمي على السراب؟

في اللوح ِة امرأتا ِن

ُُ في الليل وحدي ال أحدق في الفراغ ولست أصغي مرهفًا لخطى وراء ‪ٌَُ ًٌٍ ٌِ‬ ٌٌ الباب قلبي، غيمة، ديوان شعر، وردة زرقاء، أغنية، سنابل فضة، قمر ترابي، نعاس، قطة، أرق، بقايا لوحة، في اللوحة امرأتان، واحدة تعلم َُّ قلبها الطيران فـوق الغيم، واألخــرى تربي نجمة في بيتها البحري، أو تحتك مثل فراشة بشريٍة بي، هل لتحمل شهوة النسياِن عن عيني قلت لها: اتبعيني مثل ذئب ضل، أو كسهام نار في الفالة، فإن هذا العام ضاع سدى ٍَ ولـم أغسل بلمعِة شعرِك العينن؟ بعد اليوم لن يوحى إلـى قلبي املصاب ُِ بغربة حجرية األلــوان، ال مطر الظهيرة هب من صحراء قاحلة، وال حجر القصيدة كان خد األرض أو قمر الغناء.

أهذي كمن في نومِه ميشي

‪ًَ َُّ‬ هي لم تكن يومًا هناك، وربما كانت ولم تخبر بأن الطائفين الذين تناسلوا قصوا ضفيرتها التي في الريح ربتها وفي سهل السنابل طفلة وصبية، ِِّ ‪ُِّ َََّ‬ ََّ وتـعـهـدوا دمـهـا املـــراق على الــتــراب بزمهرير الليل، شـقـوا ثوبها الذهبي، فستان الــعــروس، ونـخـلـوا جسد الـزنـابـق بـالـرصـاص الـحـي، أبـنـاء الحرام َِّ تقاسموها بينهم مثل الــذئــاب، كأنها تـفـاحـة الـشـهـوات، أو ثمر الخطايا الـحـلـو، كـانـت طـفـلـة، لـم تـصـبـح امـــرأة الـغـوايـة بـعـد، مـن فمها تـغـار براعم الليمون، من أجفانها قمر البنفسج، في وصيتها األخيرة لم تقل شيئًا، ولم تذرف دموع القهر فوق نصاعة الكلمات، عانقت األهلة والصليب، توضأت، صلت على ماء البحيرة، أو على جمر الشهادة، أصبحت جان دارك في النار ََ الصديقة أو سمية فوق صحراء العذاب، أو أنني أهذي كمن في نومه يمشي، ِْ فلم تك مرة يومًا هناك ولم يكن أبدًا أبو جهل اللعن.

مطرٌ في دمي

(في ذكرى بدر شاكر السياب) ‪ُُ ٌٌ‬ دخان من القلب يطلع، خضراء عنقاء روحي، دخان من القلب والرأس يطلع، ٌِ َُّ هاويتي امــرأة والرياح جنوبية، والظالل حيادية كأغاني الرعاة، سأفتح عيني للريح، هـذا النخيل أخــي، واملــســا­ءات ضيقة في اتـسـاع الحنن، هو املستحيل الــضــرور­ي، والشغف الهامشي، القصيدة أنثى كما قلت لكنها ال تـطـاوعـنـ­ي، كــم سـمـعـت صـلـيـل خـطـاهـا وكــم ذقــــت صـلـصـالـه­ـا، مــطــر في يديها وفـي قلبها، مطر فـي أصابعها وبأخمص ناياتها، مطر فـي دمي، َِ مطر في عـروق الزجاج وفي شجر الطير، ما بن وجهي وغيم الفراشة يا صاحبي مطر أنثوي، وبن شفاهي ورمانها مطر، كنت أمشي على نجمة ‪ٍَُ َُ‬ ‪ََ ََ‬ من صفيح الصبا والصبابة يا بــدر، كانت قصائدك النور والـنـار، تفاحة الروح واألقحوانة، ليل الرؤى ونهار البصيرة، شرفة قلبي ومنفاي، يا بدر ُِ مر القطار علينا معًا، نز دمع املحار الذي ال يرى من أصابعنا، أين شمس َِ الخريف التي شربت طل جيكور؟ أين صدى سقسقات العصافير في جسدي ِِ عاشقن؟ وأين النوافير؟ أين النهارات؟ والنسوة السبع؟ أين رماد أغانيك؟ خــضــراء عـنـقـاء روحـــي، وجـيـكـور خــضــراء مــس األصــيــل ذرى الـنـخـل فيها بأجفان حيفا.

____________ * شاعر فلسطيني.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia