اململكة والطاقة وفرص الريادة

ال أتوقع أن نكون روادًا في السياحة وال الزراعة وال الصناعة وال التجارة الدولية وال حتى صناعة الخدمات، لكن أال يحق لنا أن نكون روادًا في صناعة الطاقة على مستوى العالم إن لم يكن حقا من حقوقنا؟ نمتلك أكبر شركة بترول في العالم، وأكبر احتياطيات نفطية، وتربعنا على هرم أكبر مصدر لهذه املادة ألكثر من نصف قرن، ولـديـنـا تـنـوع وثـــراء مـعـرفـي، وتــجــارب وخــبــرات تـفـوق معظم دول العالم، فما الذي يمنعنا أن نكون روادا حقيقين في هذه الصناعة عامليا؟ هـل ولـدنـا شـركـات متخصصة داخـلـيـة أو خـارجـيـة فـي مجال التنقيب أو التسويق أو الخدمات النفطية أو التصنيع؟ هل نمتلك أي هوية تجارية كأذرعة لخدمات نفطية على مستوى العالم إذا ما علمنا أن محطات الطرق فازت بامتيازها شركات نفطية متخصصة مــن الــــدول املـــجـــاورة لــعــدم وجـــود البديل السعودي في الداخل والخارج! مــا هــو حـجـم اسـتـثـمـاراتـنـا وحصصنا فــي الــشــركــات العاملية النفطية إذا تجاوزنا املصافي التي كان هدفها زيادة حصتنا في تسويق املادة الخام؟ هل نستضيف أي جمعية أو منظمة أو هيئة دولية، أو نحتضن أي مؤتمر أو مـعـرض دولــي متخصص على مستوى العالم، وهل لدينا مراكز دراسات وبحوث في مجال الطاقة يشار إليها بالبنان! الـشـاهـد لـذلـك أنــي تـوقـفـت طــويــا عـنـد مـؤتـمـر الـقـمـة العاملية لطاقة املستقبل (سنوي) والذي عقد قبل أسبوعن في أبو ظبي وشارك فيه أكثر من 35000 شخص من 150 دولة، إلى جانب 880 جـهـة عــارضــة مــن 40 دولـــة مـشـاركـة فــي املــعــرض، وكان مـن بـن الحضور 1675 رئيسيا تنفيذيا ينتمون لـــ821 بلدًا وبنسبة زيادة بلغت %12 عن العام الذي سبقه، فإذا كان التركيز في محاور هذا املؤتمر ينصب على سوقن هامن من بينهما ســوق اململكة فـي الطاقة املـتـجـددة، وإذا كــان هـنـاك 14 جلسة نظمت للجانب السعودي فقط، وبعدد حضور سعودي كبير 405( أشــخــاص) بـن وزيــر ورئـيـس وخبير ومتخصص، فما الذي يمنع أن نستضيف جانبا من هذه املؤتمرات واملعارض العاملية؟ وما نصيبنا من كعكة أكثر من 150 معرضا ومؤتمرا عامليا تعقد سنويا في مجال النفط والطاقة؟