احلقونا...

كل يوم يتسع السوق املحلي في جذب كل لصوص العالم لسرقة كـحـل الــعــيــون، وتـخـصـصـات هـــؤالء الـلـصـوص مـتـنـوعـة بتنوع السلع املـتـوفـرة، وكــل منهم يسرق منا مالنا وطمأنينتنا حتى (يطفش).. تصوروا أن يتكالب علينا لصوص العالم وكل واحد منهم، إما أن يسرقك أو يقدم لك سلعة مغشوشة أو مقلدة وال يجد رادعا على ذنب اقترفه بحقك وبحق الوطن. هذا السوق تضخم بالغش التجاري حتى أصبح األمـر طبيعيا والذي أدهشني أن معالي وزير التجارة واالستثمار لم يكن على درايـة بهذا السوق قبل أن يصل إلى وزارة التجارة، فاكتشف أن الغش وصل إلى كافة املنتجات كاألدوية، واألطعمة، والسوائل، والــكــريــمــات. وهــو اعــتــراف ربـمـا نثمنه الحـقـا لــو اسـتـطـاع كبح عــربــات الــلــصــوص الــذاهــبــة واآلتـــيـــة إلـــى ســوقــنــا.. أمـــا الوسيلة التي ذكرها معالي وزيــر التجارة ملحاربة هـذا الغش عبر طرق عدة منها إشـراك املواطن في اإلبـاغ عن الغش، وصرف مكافآت للمبلغني، وتوعية املستهلك، واستخدام التقنية بوضع (باركود) للسلع من أجل التأكد من جودتها، وليسمح لي معاليه بالقول: أن هذه الوسائل متواجدة في الـوزارة قبل مجيء معاليه للمنصب وكان من املفترض أن يكون اكتشافه لهول ما يعج في السوق من كميات غـش غـمـرت كـل مـكـان أن تـكـون املعالجة والـحـد مـن هذا االستشراء أكثر حزما وأعمق أثرا أما اتباع ما هو متواجد اآلن كعقوبة لن يحل املشكلة بل سيعمقها.. وألننا نتجول في األسواق فنرى ونسمع لذلك نقول لـــوزارة التجارة يكفي واعـظـا اعتراف وزيركم عن كمية الغش الذي طال وغمر كل املنتجات وسرق جيب ودم املستهلك الذي يئن في وقت ويصبر أوقاتا لكنني أريد تذكير الوزير أن هؤالء املستهلكني يمكنهم مواصلة الحياة بالرغم من كل أنواع الغش الذي يتعرضون له، أما الخوف الحقيقي - والذي يستحق الحزم وتغليظ العقوبة- هو الغش الدوائي فقد أصبح ظاهرة تتنامى وتتسع كونها لم تجد الرادع والعقوبة الصارمة ملن يغذي السوق بتلك األدوية املغشوشة... نعيد القول أن اعتراف الوزير بكمية الغش املهولة يمكننا تقديره لكن نطالب الوزارة أن تسن عقوبة تجارية بالغة القسوة على من يقوم بتسريب أو بيع األدويـــة املـغـشـوشـة.. فكما قـلـت: نستطيع الـتـذمـر مـن قطعة مغشوشة لكننا ال نستطيع إعـادة التذمر لو أننا تعاطينا دواء مغشوشا وسوف نذهب لقبورنا من غير أدنى تذمر.