Okaz

الَّدين الذي يتوجب على الغامدي الوفاء به

-

ال شك أن لدى الشيخ الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي الكثير مما يمكن أن يقوله ويكتبه، الكثير مما يشكل إضافة نوعية ملعرفتنا بطبيعة فترة الصحوة والتي تشكلت من ظفيرة مجدولة من تشدد بعض السلفيني وحــركــيـ­ـة جــمــاعــ­ة اإلخـــــو­ان املــســلـ­ـمــني، وذلــــك مــا أكــــده فــي حــديــثــ­ه خالل مشاركته في أمسية الحارة املكية ونشرته «عكاظ» يوم أمس. وتأتي أهمية ما يمكن أن يتحدث به الدكتور الغامدي أنـه يتحدث من واقـــع تـجـربـتـه الشخصية حــني كـــان مـتـشـددا حمله حـمـاسـه لاللتحاق بصفوف املجاهدين فـي أفغانستان، وعــزز ذلــك تـدرجـه فـي هيئة األمر باملعروف والنهي عن املنكر حتى أصبح مديرا عاما لفرعها بمنطقة مكة، قبل أن يتفتح وعيه فيحمله إلى االعتدال ويحمل االعتدال إليه، وقبل أن تضيق هيئة األمر باملعروف والنهي عن املنكر ذرعا بآرائه فتعفيه من منصبه، ومن شأن كل ذلك أن ينزل حديث الدكتور الغامدي منزلة شهادة الخبير والعارف بخفايا أمور يجهلها الكثيرون ممن ال يمتلكون خبرته وال يتصفون بعلمه وال يتسمون بشجاعته. وإذا كان لنا جميعا دين في عنق الدكتور الغامدي يتمثل في ضرورة أن يعنى بطباعة أبحاثه ودراساته التي كتبها عن حكم االختالط والصالة مع الجماعة واملوسيقى وكشف وجـه املــرأة، دون أن يكون محتاجا إلى تسليم أحد بصحة ما يراه وال الحيلولة دون مناقشته فيما ذهب إليه، إذا كانت طباعته لـدراسـاتـ­ه التي نشر بعضها فـي «عـكـاظ» دينا عليه يتوجب أن يفي به، فإن كتابته لتجربته املمتدة من االنتماء لتيار التشدد واملنتهية إلى اعتباره واحدا من رموز التنوير تشكل دينا آخر يتوجب على الدكتور الغامدي أن يفي بــه، وذلــك ألن ضمان تحررنا مـن أوهام الصحوة ال يمكن أن يتحقق دون فهم ملالبساتها، وما من فهم هو أكثر عمقا ومصداقية من فهم من كان منتميا للتشدد عارفا ببواطنه قبل أن يفتح الله عليه فيتراجع عما كان فيه.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia