القنفذة.. محافظة املشاريع املتعثرة
هجرة جماعية للسكان بحثًا عن اخلدمات في املدن الكبرى
«ال تكتمل املشاريع التنموية في القنفذة، وإن أنجز أحــدهــا فــإن ذلــك ال يتحقق بـسـهـولـة».. عــبــارة اتفق عليها أهالي املحافظة الساحلية، وهم يـرون كثيرا مـن مـشـاريـع البنية التحتية متعثرة منذ مـا يزيد على عقد من الزمن، تشمل مجاالت الصحة، التعليم، الكهرباء، الصرف الصحي، الطرق والنقل. وشدد أهالي القنفذة على أهمية أن تتدارك الجهات املختصة الوضع وتسهم في االرتقاء باملحافظة التي شهدت هجرة جماعية للسكان، بحثا عن الخدمات األســاســيــة فـــي املــــدن الــكــبــرى، مــتــكــبــديــن الخسائر املادية ومخاطر الطرق. ورأى مـحـمـد الـفـقـيـه أن تـعـثـر املــشــاريــع التنموية بات السمة األبرز في القنفذة طيلة السنوات العشر األخــــيــــرة، مــنــهــا الـــصـــرف الــصــحــي واملستشفيات الــحــكــومــيــة املــعــتــمــدة، مـــشـــددا عــلــى أهــمــيــة تــــدارك الوضع والتحقيق في أسباب توقفها والعمل على إنـجـازهـا، بعد أن تضاعفت معاناة األهـالـي. وقال: «ال أعـــرف سـبـبـا مقنعا عــن تـعـطـل مــشــروع جامعة القنفذة الذي كان حلما للسكان إلنهاء غربة أبنائهم وبناتهم ومشقة قطع املسافات الطويلة للسفر، ما يعرضهم لكثير من الحوادث القاتلة على الخطوط السريعة، إلى املدن الكبرى»، الفتا إلى أنه بات السفر واإلقامة خارج املحافظة، سمة مالزمة لألهالي، إما للتعليم أو الــعــالج. وذكـــر أحـمـد الـشـريـف أن فرحة سكان القنفذة لـم تكتمل بـاإلعـالن عـن إنشاء مـسـتـشـفـى املــلــك عــبــدالــلــه بــن عبدالعزيز بسعة 500 ســريــر، ورصــد ميزانية له، بــعــد أن تــعــثــر املـــشـــروع ولـــم يـــر النور حتى اللحظة. وبـــــن الـــشـــريـــف أن إنــــجــــاز املستشفى املرتقب كان من شأنه إنهاء معاناة املرضى مع النقص الذي يجدونه في مستشفى القنفذة العام الذي ال تزيد سعته السريرية على 150 سريرا، إضافة لتهالك مبناه الذي مضى عليه 40 عاما. وأفـــــاد يــاســن الــفــقــيــه بــــأن املـــرضـــى الـــذيـــن تتطلب حاالتهم إجراء عملية جراحية في القلب والشراين، وتخصصات األعــصــاب والـعـمـود الـفـقـري واألورام وأمــراض الـدم والكلى، عليهم حزم حقائبهم للسفر إلــى املـــدن الـكـبـرى، مـعـرضـن حياتهم لخطر املوت فـي حـــوادث الــطــرق، فضال عـن التكلفة املــاديــة التي يتكبدونها لإلقامة والنزول في الشقق املفروشة. وتساءل محمد املقعدي عن أسباب تعثر مستشفى الـــوالدة واألطــفــال بسعة 200 سـريـر، الــذي لـم ينفذ حتى اليوم رغم اعتماده منذ قرابة ثماني سنوات، الفـتـا إلــى أن غالبية مـشـاريـع الـقـنـفـذة لــم تر النور دون أي أسباب مقنعة، منها خزان مـــيـــاه الــتــحــلــيــة الـــــذي وقــــع عـــقـــده منذ سنوات عـدة ولـم ينفذ، ما فاقم عطش األهـالـي وجعلهم مرتهنن لصهاريج املياه. وانتقد املقعدي البطء الشديد في تنفيذ مــشــروع إحــــالل مـسـتـشـفـى الــقــنــفــذة الــعــام رغم تخصيص 63 مليونا إلنــجــازه، الفـتـا إلــى أنــه كان من املفترض االنتهاء منه في محرم ،1438 إال أنهم عادوا ومددوا العمل فيه لعام كامل. وأشار إلى أن السكان غير راضن عن عملية اإلحالل املنفذة حاليا، إذ كانوا يتمنون إزالـة املبنى القديم وإعــــــادة تــشــيــيــده، إال أنــهــم فــوجــئــوا بـــأن التأهيل ظاهريا بطالء الدهانات الجديدة والديكورات، دون أن يطرأ أي تطوير على سعة املبنى والتخصصات الـطـبـيـة فــيــه. وتــنــاول عـلـي البقيشي تعثر مشروع تــحــويــل خــطــوط كــيــابــل الــكــهــربــاء مــن هــوائــيــة إلى أرضية حماية للسكان من أخطار الصعق التي راح ضحيتها الكثيرون، مشددا على أهمية التعجيل في تنفيذ املشروع الذي تفاقم خطره عليهم. وأرجع خالد الزهراني تعثر املشاريع في القنفذة إلى بيع شركات املقاوالت املشاريع التي تمت ترسيتها عليها مــن الــــوزارات والـجـهـات الحكومية لشركات ضـعـيـفـة، لـلـحـصـول عـلـى األمـــــوال فـقـط دون النظر إلـى معاناة املواطن الـذي يدفع ثمن غياب الجهات الرقابية والتزامها الصمت. بـدوره، أوضح املتحدث باسم الشؤون الصحية في القنفذة إبراهيم املتحمي أنه من املفترض االنتهاء مــن مــشــروع إحـــالل مستشفى الـقـنـفـذة الــعــام بداية الــعــام الـهـجـري الـحـالـي، إال أن املــقــاول طلب تمديد مدة التنفيذ لعام كامل من نهاية املدة املحددة، الفتا إلى أن مشاريع املستشفيات غير املنفذة لدى وزارة الصحة.