«املعهد العربي» يناقش عقدا من اجلدل الفرنسي
فرعا آخـر هو «اإللـقـاء الشعري» سيعلن عنه خالل األيـــام القليلة الــقــادمــة بـالـتـعـاون مــع إدارة تعليم منطقة عـسـيـر. ونـــوه «الـعـسـكـري» إلــى أن الجائزة التي أعلن عنها، ومــا اعتمدته هيئتها، ستشتمل على فعاليات عدة، منها أمسيات وبرامج تعرف بها وبالشاعر، وسيتم جمع وطباعة ما كتب عن الشاعر الـزمـزمـي، وإصـــداره مـع مجموعة مـن املـؤلـفـات في حفلة تــوزيــع الــجــائــزة، وذكـــر «الــعــســكــري» أن آخر موعد الستقبال املشاركات في الجائزة بنسختها األولـــــى حـــدد بــنــهــايــة: /8 /2 8341هـــــــ عــلــى بريد الجائزة .hotmail.com@amz1385 أقـام معهد العالم العربي بباريس نـدوة تحت عنوان «من الشرخ االستعماري إلى صراع الهويات: عشر سنوات من الجدل الفرنسي»، ضمن أنشطة «خميس املعهد» األسبوعي الثقافي والفكري، وذلك بمناسبة مـــرور عـشـر ســنــوات عـلـى إصــــدار مــؤلــف جـمـاعـي تحت عــنــوان «الــشــرخ االســتــعــمــاري» عــن مــنــشــورات ،»La Découvert« أشرف على إنجازه املؤرخ باسكال بالنشار املتخصص في التاريخ االسـتـعـمـاري. وشـــارك فـي هــذه الــنــدوة الـتـي أدارهـــا مـديـر عــام دار «الديكوفيرت» املؤرخ باسكال بالنشار، والباحث والروائي رشيد بن زين وهو مفكر فرنسي في الشأن اإلسالمي، والروائي الكسيس جيني الحاصل على جائزة غونكور الفرنسية العريقة عن روايته الـشـهـيـرة «فـــن الــحــرب الــفــرنــســي»، واملـــــؤرخ املـتـخـصـص باليمن املتطرف «نيكوال لوبورغ». استهلت الندوة بمداخلة فرانسوا جيز، إذ أوضــح أن الــذاكــرة االستعمارية تمثل حتى اآلن جـرحـًا غائرًا لم يندمل بعد، وذلــك رغـم الجهود الحثيثة في دراستها وتنبيه املجتمع إليها، وإثارة التساؤالت أبعادها املنسية أو الـمتجاهلة. وفــي هــذا الـسـيـاق، استلم املـــؤرخ بـاسـكـال بـالنـشـار الكلمة مذكرًا باالضطرابات العنيفة التي وقعت في الضواحي الفرنسية أواخر عام 2005 إثر مقتل شابن عند محول كهرباء لجآ إليه هربًا من مطاردة الشرطة في كليشي-سو-بوا، وأضـاف أن الهوية الوطنية الفرنسية كما تم طرحها آنذاك تلغي تنوع املجتمع الفرنسي نفسه، إذ بنيت على خلفية تهديد الهجرة للهوية الوطنية الفرنسية. مثيرا بذلك موضوعًا طاملا تكتمت السلطات عليه أال وهـو شبح اإلرث االستعماري الذي يخيم دومًا على الذاكرة الجماعية، إذ إن الجيل الثالث من املهاجرين يشعر أنه ضحية ملمارسات عنصرية في مجتمع فرنسي يحيله إلى الدرجة الثانية من املواطنة، كونه منحدرًا من أصول غير فرنسية، أي من مستعمرات فرنسا. أما رشيد بن زين، فقسم الوجود اإلسالمي في الذاكرة التاريخية لفرنسا إلــى مرحلتن: املـرحـلـة األولـــى هــي الـتـي عــاصــرت وجود اإلسالم في األندلس، وفترة حروب «االسترداد» من القرن التاسع إلـى الخامس عشر، إذ كـان املسلم –املوريسكي- موصوفًا حينئذ بـالـعـدو الــلــدود ومـصـدر التهديد والـخـطـر. وخـلـص ابــن زيــن إلى القول: «على الدولة الفرنسية التي وجدت نفسها عام 2015 أمام تحدي ردع خطر التطرف اإلرهابي املنطلق من أحياء الضواحي الـتـي يشكو شبابها مـن عنصرية املجتمع الفرنسي، أن تعي أن فرض هوية أحادية على فئة اجتماعية ذات هويات متنوعة هو أحد املكونات الحاسمة في تشكيل هويات متوترة غالبا ما تولد أشكاال من الرفض االنـعـزال والتي بإمكانها أن تهزم أي تعاطف إنساني تجاه اآلخــر». من جهته، ألقى نيكوال لوبورغ كلمة حول «حزب الجبهة الوطنية الفرنسي»، مشيرًا إلى أن هذا الحزب ينتهج خطابا مناوئا للهجرة والتنوع الثقافي، ويقدم نفسه بوصفه قوة صارمة غايتها حماية الهوية الوطنية في املجتمع الفرنسي. وذكر أن الحزب يحن إلى أيـام «الجزائر الفرنسية» وأن مؤسسه «جون ماري لوبن» شارك في فرق املظلين وكان من أولئك الذين قاوموا استقالل الجزائر بكل السبل.