أكادمييون وإعاميون يهاجمون «القنوات الشعبية».. ويتهمونها بتأجيج العصبية
هاجم أكاديميون وإعالميون القنوات الشعبية والطرح الذي تقدمه، متهمينها بتأجيج العصبية من خالل ما يظهر على شاشاتها، وذلك خالل لقاء القنوات الشعبية والتعايش املجتمعي، الذي عقد في مركز امللك عبدالعزيز للحوار الوطني في باكورة شراكته مع ملتقى إعالميي الرياض (إعالميون). وأوضح األمني العام للمركز فيصل بن معمر أن أهمية القنوات الشعبية في تعزيز اللحمة الوطنية في طرحها مـحـتـوى يــعــزز مــن الــتــالحــم، مـشـيـرًا إلـــى دراســــة علمية أوضحت أن نسبة السكان األصليني ملدينة الرياض حاليًا يعادل ٦٪ من سكان املدينة، وهـذا دليل على التعايش الحاصل، إذ من يقطن في مدينة الـريـاض بنسبة 49٪ مــن ثـقـافـات ومــدن ودول متنوعة، ومــن مسلمني وغير مسلمني. وبــدأ الـدكـتـور عبدالرحمن عسيري مـؤكـدًا أن القبيلة ليست مصدرا لكثير من اإلشكاالت بل هي لبنة أساسية من لبنات بناء املجتمع؛ ألنها تمثل جزءا كبيرا من املجتمع السعودي، ولكن حذر عسيري من أن هناك توجيها خارجيا يعمل بقوة لتأجيج التعصب القبلي وإعــادتــه مــرة أخــرى فـي املجتمعات الخليجية، منبهًا بــأنــهــا أحــيــانــًا تــقــع فــي أخــطــاء مــثــل تــأجــيــج التعصب القبلي في بعض املحافل. من جهته، أبان فهد الثبيتي أن الـقـنـوات الشعبية قـدمـت املـــوروث الـشـعـري الشعبي فـي مناطق اململكة إلــى الساحة الفضائية بعد أن كان ال مــجــال لـعـرضـه إال عـبـر املــجــالت أو تـنـاقـل القصائد عن طريق املشافهة بني الناس، كما عرف محبي الشعر بــالــشــعــراء الــكــبــار واملـــبـــدعـــني ونـــشـــر إبـــداعـــهـــم وحفظ حقوقهم األدبية، بل تجاوز إلى تعريف الناس باملناطق واملحافظات وبتراثها وآثــارهــا. ولفت الثبيتي إلــى أن القنوات الشعبية على ما فيها من سلبيات فهي أفضل بكثير مـن الـقـنـوات الـتـي تتبنى تغيير هـويـة املجتمع وإذابتها أو تلك التي تدعو للتشدد والغلو أو األخرى التي تؤجج الطائفية وتنخر في وحدة الصف. أمــا الـدكـتـور فهد العسكر فقد هاجم الـقـنـوات الشعبية واعتبرها قنوات قبلية وأن هذا املسمى الصحيح لها، مشددا على أنها تؤجج التعصب والعنصرية وال يمكن أن تأتي في سياق اللحمة الوطنية ودعم الوطن. وأيده فـي ذلــك الـدكـتـور إبـراهـيـم الـجـويـر، رابـطـًا ذلــك بنظرية تاريخية البن خلدون، وأن هذه املمارسات تسهم بشكل أو بآخر في عزل مكونات املجتمع وتفتيته. وشهد اللقاء مداخالت كثيرة معظمها معارض للقنوات الشعبية، بينما رد مدير إحدى القنوات الشعبية سلطان الحويماني، بـقـولـه: «كــل التعليقات صـــادرة مـن زمالء يدفعهم الـحـمـاس األكــاديــمــي أو املـهـنـي دون درايـــة أو متابعة حقيقية ملحتوى هذه القنوات»، متحديًا الجميع أن يقدم أحدهم مشهدا واحدا يؤجج العصبية أو يطعن فــي الـــوحـــدة الــوطــنــيــة، مـطـالـبـًا الـجـمـيـع بـــأن يتابعوا القنوات بشكل مهني وعلمي ثم يقدموا نقدهم، رافضًا إلقاء التهم جزافًا أو من دون اطالع أو متابعة حقيقية.