اإلعالن.. من هون لهونيك!
أســوأ مـا فـي ســوق اإلعــالن والـدعـايـة فـي اململكة رغم كونها سوقًا كبيرة وواعــدة جدًا أنها سوق مــحــتــكــرة حــتــى الــثــمــالــة فـــي كـــل مــفــاصــلــهــا من شركات أجنبية ظاهرة أو متسترة خلف شركات وطنية ال تـتـرك فـرصـة أو مـجـاال للنمو لأفراد السعوديني املؤهلني فـي أعتى جامعات العالم أو حتى للشركات الوطنية التي خرجت أو في طـريـقـهـا لــلــخــروج مــن الــســوق اإلعــالنــيــة، بــل إن هذا االحتكار في أحد جوانبه كمتالزمة اإلعالن واإلعـــــالم يـجـعـل مــن اإلعــــالم رغـــم كــونــه املنصة املــفــتــرض فـيـهـا أن تــكــون أحـــد املـسـتـفـيـديـن من اإلعـالن في موضع العاجز أمـام وطـأة وافتراس الـــشـــركـــات اإلعـــالنـــيـــة الـــتـــي تــغــولــت فـــي السوق الــســعــوديــة حــتــى تــكــاد تـصـبـح هــي مــن يتحكم فــي سـيـاسـة وســائــل اإلعـــالم الـتـي تـريـد بدورها أن تغطي تكاليف برامجها وإعـالمـهـا ورواتب موظفيها.. وما لم يتوقف هذا «االحتكار والتغول» اإلعالني والــتــســويــقــي األجــنــبــي فــإنــنــا سـنـجـد كــثــيــرًا من املــؤســســات اإلعــالمــيــة واإلعــالنــيــة الــوطــنــيــة قد اخــتــفــت مـــن عــلــى الــســاحــة وســـرحـــت موظفيها ونـــفـــذت بــجــلــدهــا مـــن مــافــيــا إعــالنــيــة ال ترحم وتدهس كل من يقف في طريقها! وكما أسلفت أن السوق اإلعالنية واعدة جدًا ولها أثر كبير على زيادة الدخل واستيعاب كثير من الـوظـائـف املـبـاشـرة وغـيـر املـبـاشـرة للسعوديني خــصــوصــًا مـــع الــتــحــول الــــذي تــخــوضــه بالدنا لــلــوصــول إلـــى رؤيــــة 2030 ومـــا يــصــاحــب ذلك مـن حـاجـة تلك الـجـهـات الحكومية إلــى اإلعالن عـــن بــرامــجــهــا ومــشــروعــاتــهــا بـــطـــرق مختلفة، وحـــاجـــة الــقــطــاع الـــخـــاص إلـــى زيـــــادة مبيعاته ونموها.. إضافة إلى وجود كثير من املشروعات الـتـي ستفتتح خــالل الـسـنـوات الـقـريـبـة القادمة كاملطارات ومشاريع القطارات واملصانع واملدن االقــتــصــاديــة… إلــخ مــا سيغير خـريـطـة اإلعالن ويــضــيــف لــهــا الــكــثــيــر مـــن فـــــرص الــنــمــو الذي يــفــتــرض أن تـنـعـكـس عـــوائـــده عــلــى نــمــو سوق إعالنية وطنية توطن هذه الصناعة في بالدنا ال أن تجعلها مخترقة ومـحـاصـرة مــن شركات أجنبية تستغل املستفيد واملستهلك معًا دون أن يكون لها هم سوى نقل املال الوطني من هنا إلى هناك بعيدًا خارج أسوار الوطن !! أتفهم أن هـنـاك حـاجـة قـد تظهر لالستفادة من الــشــركــاء األجــانــب والــدولــيــني فــي ســوق اإلعالن الـسـعـوديـة؛ ألجــل جـلـب االســتــثــمــارات وتسويق السعودية القادمة كبلد يمنح الفرصة واألحالم بكرامة ملواطنيه وللوافدين إليه بغرض العمل أو خلق اسـتـثـمـارات جريئة فـي شتى املجاالت، لكنني وبصراحة وكمواطن سعودي أرفض خلق إمـبـراطـوريـات على حساب املستهلك السعودي ليس لها هــدف إال أن تـأخـذ مـن «هـــون» وتضع «هــونــيــك» دون أن يــكــون لــــ«هـــون» مـصـلـحـة أو عائد إال أن ينقل املال إلى «هونيك»!!