خالد بن فهد.. حدث وال حرج!
سأكتب اليوم عن شخصية استثنائية في تاريخ نادي النصر، الرجل الحاتمي الشاهق األمير خالد بن فهد، جاء للنصر في سنوات التخلي والتراجع والتعثر، فـراح بصمت يضخ املاليني والحياة في شرايينه اليابسة، عرفه النصراويون أوال بمسمى العضو الداعم ألنه كان وال يــزال زاهــدا بــاألضــواء، لـم يكن يعطي ليأخذ الـضـوء، كحال كثير من أعضاء الشرف الذين يتهافتون كالفراش على األندية الرياضية، هو جاء ليعطي وحسب، حبا للكيان النصراوي الكبير. وألن أعـظـم الــرجــال والـشـخـصـيـات هــم مــن يعرفهم الــنــاس مــن خالل أفعالهم ال أقوالهم، فإن األمير خالد بن فهد عرفه النصراويون أوال من خالل مواقفه، فهو كما أشرت زاهد باألضواء مبتعد عن اإلعالم، وعلى حد علمي لم ينجح أي إعالمي في الحصول منه على مقابلة صحفية، ثم راح النصراويون واإلعـالم يفتشون عن «العضو الداعم».. من هو؟ مستعرضني مواقفه، ووقفاته التي لم يعتادوها طوال تاريخ ناديهم، بل إن أندية كثيرة ال تحلم بها، ولهذا كان النصر الكيان محسودا من جماهير بقية األندية على وقوف هذا الرجل خلف نادي النصر. لكن ما لم يكن في الحسبان أن يحسد «بعض» النصراويني أنفسهم على وجود هذا الداعم املحب في صفوفهم، فراحوا من حيث يدرون وال يدرون يدفعون به بعيدا عن النادي. وألنه ال يوجد ما هو أسهل من خسارة أعضاء الشرف فقد نجح هؤالء البعض في إبعاد األمير خالد بن فهد عن النادي، وهم بذلك ومن حيث ال يعلمون ألحقوا بالنصر أفـدح خسارة بتاريخ النادي، ستكون لها تداعياتها املؤملة على مستقبل هذا الكيان الـذي عانى كثيرا وطويال من غياب الداعمني من «العيار الثقيل»! وأبعدوه، واجتمعوا كلهم من أجل ترجيح كفتهم مقابل كفته، لكنهم ويـــا لـلـسـخـريـة، كـشـفـوا لـجـمـهـور الــنــصــر، مــن هــم ومـــن هـــو، ولـــم تكن «القطة» الشهيرة إال لتكشف وزنهم ووزنه. وال أريد هنا العودة إلى مالبسات استقالة فيصل بن تركي، ثم عودته بعد إفــشــال خطة األمــيــر خـالـد بــن فهد فــي تسديد الــديــون، واإلتيان بإدارة جديدة. لكننا ونحن نحفظ لرئيس الـنـادي فيصل بن تركي إنجازاته، وهذا ليس مجال الحديث عنها، فإننا فـي نفس الـوقـت نحمله املسؤولية كاملة عن ابتعاد العضو الداعم خالد بن فهد، بعد أن ارتكب هو وإدارته سلسلة من األخطاء، بل والخطايا بحق هذا الرجل حتى أجبروه على تسكير «الحنفية» التي كانت تصب املال في النادي بال حساب. لــقــد كــانــت الــخــســارة كــبــيــرة ومــهــمــة، بــقــدر مــكــانــة «الــعــضــو الداعم» وأهميته. ورغــــم أن إدارة الـــنـــادي واملــقــربــني مـنـهـا حـــاولـــوا الـتـخـفـيـف مــن وقع الـخـسـارة على نـفـوس الـنـصـراويـني بتسريب األخــبــار بـني وقــت وآخر عن عـودة محتملة لألمير خالد بن فهد، فإن األيـام أثبتت عدم صحة هذه األخبار، بل إن الوقائع تؤكد أن األمير لن يعود طاملا إدارة فيصل بن تركي تقود النادي، وإنه قام بتحويل األموال التي كان يفترض أن تذهب لخزينة النصر إلى أندية أخرى. لقد كانت خسارة خالد بن فهد بالنسبة للنصراويني أهم من خسارة بـطـوالت املـوسـم كلها.. وسيغفر جمهور النصر لفيصل بـن تركي لو خـسـر هـــذه الــبــطــوالت مـجـتـمـعـة، لـكـنـهـم لــن يــغــفــروا لــه تـسـبـبـه في خسارة خالد بن فهد.