جدار الماء نواح «واليا» إيران!
لــجــأت الـــــدول اإلســامــيــة الــتــي شـمـلـهـا قــــرار الرئيس األمــــريــــكــــي دونـــــالـــــد تــــرمــــب بـــمـــنـــع ســـفـــر مواطنيها للواليات املتحدة، للتعبير عن استيائها عبر القنوات الدبلوماسية املعروفة، والبيانات والتصريحات التي تندد بالقرار. لكن اإليراني والعراقي تفردا بالطفح حقدًا وكراهية على السعودية، حتى من كنا نعتقد أنهم عقاء أصبحوا يزبدون ويرعدون بالكراهية. وأضحى احتجاج طهران وبــغــداد مــزايــدات وتــســاؤالت مخجلة: ملـــاذا لــم تشمل الـسـعـوديـة بالحظر وهــي بزعمهم وخيالهم املريض دولــة إرهـابـيـة؟ داعــن إلــى أن يكون الشعب السعودي فــي صــــدارة الـحـظـر األمــريــكــي، ومـطـالـبـن بــأن يصدر تــرمــب بــيــانــا يـعـلـن فــيــه لـلـعـالـم أن إيـــــران هــي الدولة الطاهرة، التي ال تزعزع استقرار أحـد، وال تتدخل في شؤون الدول وال تزرع امليليشيات اإلرهابية وال تدعم العصابات املسلحة. صـورت لهم خياالتهم وأوهامهم أن ترمب كان يجب أن يستشير ويسأل مالي إيران وأزالمهم في بغداد: هل أنتم راضــون عـن السعودين؟ وعليه أن ينتظر حتى يسمع زعيق النوائح املستأجرة املنافحة عن إيران التي ابتلعت العراق تمامًا، وتديره ملخططاتها التخريبية. بل ربما كانوا يعتقدون أن على ترمب أن يرسل تذاكر طيران لهؤالء الزبانية ليذهبوا إلى واشنطن ليزينوا له آراء هم املغرضة عن السعودية. لقد لطم ترمب إيـران بصفعة العقوبات التي فرضها عليها سريعا بسبب إجرائها تجربة لصاروخ باليستي بعيد املــدى. وقبل أن يتعافى املـالـي مـن تلك اللطمة، سدد لهم لكمة بإعان مسؤولي إدارته أن البيت األبيض يـــــدرس تــصــنــيــف الـــحـــرس الـــثـــوري اإليــــرانــــي منظمة إرهابية. وستأتيهم صفعة أشد قريبا بوصم ميليشيا الحشد الشعبي اإليرانية في العراق باإلرهاب. وجاء الرد قويا وناصعا على تخرصات أزالم طهران مــن وزيـــر األمـــن الــداخــلــي األمــريــكــي جــون كيلي الذي صـرح بـأن السعودية لديها أنظمة أمنية يركن إليها، وسجاتها الدولية نظيفة، ودورها مشهود في محاربة اإلرهاب. فلماذا بعد ذلك كله «يولول» واليا إيـران؟ الشك أنهم يبكون خيباتهم وسوءاتهم وعوراتهم، ألن السعودية دولـــة واضــحــة فــي مساعيها وال تــرعــى اإلرهــــاب مثل جمهوريتهم، بل تواجه تنظيمي «داعش» و«القاعدة» بــقــوة، ومــوقــفــهــا مــن كــل جــمــاعــات الــعــنــف والتطرف ال يــحــتــاج إلــــى شـــهـــادة مــنــهــم. والــحــقــيــقــة أن أغبياء إيـــران يـعـرفـون جـيـدًا أن الـسـعـوديـة هـي مـن كسر ظهر «القاعدة»، وشتت شملها، وأنها هي من تطارد فلول «داعــــش» فــي الــداخــل مــن خــال مـنـظـومـة أمـنـيـة قوية شهد العالم كله باقتدارها، وهي من يساهم في ماحقة «داعش» في سورية والعراق من خال التحالف الدولي. وهي من أنشأت تحالفا إساميا بمشاركة أكثر من 40 دولــة ملكافحة اإلرهــاب، وأقامت غـرف عمليات لتبادل املعلومات األمنية.
هـــــؤالء الــطــائــفــيــون ال يــعــرفــون أن الــســعــوديــة تقدم معلومات استخبارية ثمينة، ولهذا نكست بريطانيا عـلـمـهـا حـــــدادا عــلــى الــعــاهــل الــســعــودي الـــراحـــل امللك عـبـدالـلـه بــن عـبـد الــعــزيــز، احــتــرامــا لـــدور الــريــاض في إنقاذ مئات األبرياء من هجمات إرهابية وشيكة. تأتي ولولة املالي والـواليـا في الـعـراق ألنهم يعرفون مثل جـوع بطونهم أن السعودية لن تتردد قط في ردع أي دولـة تهددها أو دول الخليج، والشواهد واضحة في البحرين ثــم الـيـمـن. كما يـعـرفـون جـيـدا أن السعودية ليست دولة فاشلة، وال هي منبوذة، كما هي حال إيران والـــعـــراق؛ وقــد اتـصـل وزيـــر الــدفــاع األمــريــكــي جيمس ماتيس- وهو الذي ترتعب منه طهران- باألمير محمد بن سلمان ليعرب عن شكر الواليات املتحدة للجهود الــتــي تــتــكــبــدهــا الــســعــوديــة فـــي الـــحـــرب عــلــى تنظيم «داعــش»، مؤكدا عمق املصالح املشتركة بن الرياض وواشنطن. ومـمـا يثير الـعـجـب، ويـكـشـف الــغــرض أنـنـا لــم نسمع فحيحا ضد القرار األمريكي إال فحيح الحاقدين على السعودية في إيران والعراق، فهم يحملون كل ضغينة ضد السعودية، على رغم أنها لم تهاجم أيًا من شعبي البلدين، بل ظلت تدفع في صمت ثمن مواقفها املطالبة بالتمسك بوحدة العراق، وسيادته على أرضـه، بعدما أضحى خاضعا للنفوذ اإليراني.
صـــحـــيـــح أن قــــــدر الــــســــعــــوديــــة أن تــتــحــمــل هموما عربية وإســامــيــة، وهــو واجــب تمليه عليها هويتها وصــدقــيــتــهــا. وصــحــيــح أيــضــا أن قـــدرهـــا أن تحارب اإلرهــاب، وتدفع الثمن من دمـاء رجالها. ولكن قدرها أيضا أن تتصدى ألوهام الهيمنة اإليرانية، وأن تواجه مساعيها املستمرة إليقاظ الفتنة الطائفية واملذهبية، ومخططات الفتنة، ولتبقى سـوريـة لشعبها، وتعود لليمن حكومته الشرعية، وللعراق عروبته ولتصبح حكومة لبنان حـرة من ضغوط «حـزب الله» اإلرهابي اإليراني، حتى يموت عماء إيران بغيظهم وأحقادهم
وطائفيتهم املقيتة!.