«بلدية الدلم».. باب النجار «مخلّع»!
ناج يروي تفاصيل «حصار الـ84 ساعة»
انطلقت فرقة إنقاذ للدفاع املدني تابعة ملركز الصحنة إلخالء منزل يـؤوي أسرتني تضمان 4 أطفال ومسن، وذلـك بعد أن حاصرت مياه سيول األمطار التي هطلت على محافظة الخرج الخميس املاضي. وفور وصول فرق الدفاع املدني إلى موقع الحادثة صباح السبت، عمل أفراد الطاقم على إنزال قارب النجاة، كون املوقع ممتلئا باملياه التي ارتفع منسوبها بشكل كبير ما منع املركبات من الدخول أو الخروج من الحي. وتمكنت الفرقة من إخــراج العائلتني على دفعتني، والتي كان مجموع عددها نحو 8 أفراد. ويقول يحيى الغنيم أحد أفراد األسرة الناجية ويبلغ من العمر نحو ال يتطلب معرفة أوضــاع أحياء مركز الدلم الواقع في محافظة الخرج (وسط السعودية) بـعـد هــطــول أمــطــار غــزيــرة شـهـدتـهـا الخميس املاضي مزيدا من الوقت، فحال الطريق الرئيسي أمـــام بـلـديـة الــدلــم يجسد شــرحــا تفصيليا عن األوضـاع التي آلت إليها األمور في البلدة، إذ بـدا الـشـارع القابع أمــام مقر البلدية ومـــدخـــلـــهـــا الـــرئـــيـــســـي فـــــي حالة «خــــفــــوس» وبــجــعــبــتــه سيارة مـــن طـــــراز األلــفــيــنــات، كما أن الـــوحـــدات السكنية بالحي املتواجد خلفه عانى مـن الـغـرق، وكذلك هو الحال مع أحد جوانب مبنى البلدية املمتلئ باملياه. وظهرت سيارات ثقيلة تحمل معدات تعمل على شـفـط املــيــاه مــن أمـــام مـقـر الـبـلـديـة وتصريفها، باملقابل أظهر عـدد من املواطنني استياءهم من الوضع الذي تمر فيه أحياؤهم املمتلئة باملياه، وكذلك عملوا على تصوير مقر البلدية ووضع الطريق املاثل أمامه. وبعد مرور نحو 48 ساعة على هطول األمطار، كــانــت األوضــــاع فــي الــدلــم تـتـحـسـن، السـيـمـا في وجــود طقس مشمس ساهم فـي تبخر املـيـاه، إذ خـلـت بـعـض طـرقـاتـهـا مــن املــيــاه تــمــامــا، بينما تمركزت في مواقع أخرى بشكل كثيف، من بينها مقبرة الدلم الرئيسية التي امتألت باملياه. أبــو إبـراهـيـم 36( عـامـا) وهــو أب لثالثة أطفال، يقطن خـلـف بـلـديـة الــدلــم، فــي مـنـزلـه املــكــون من طـابـقـني يــقــول إنـــه تـفـاجـأ بـانـهـمـار املــيــاه داخل منزله بشكل مفاجئ صباح الجمعة، لكنه عمل وبـسـرعـة فائقة على إخـــراج والــدتــه الـتـي تقطن مـعـه فــي الــــدور األول، ومـصـاحـبـتـهـا إلـــى الدور العلوي. وبـــدأ مـنـسـوب املــيــاه يـرتـفـع مـــرة تـلـو اآلخـــر في حي أبو إبراهيم، ويبدو أنه لم يستطع التركيز للتصرف بشكل صحيح وســط ضـغـوط تتمثل في القلق من الغرق، لينتظر هو ووالدته وأطفاله في الــدور العلوي 24 ساعة، وأثناء ذلك تمكنت فـرق الدفاع املدني التواصل معه، لكنه أخبرهم بأن املكان في الدور العلوي بدا آمنًا بالنسبة له، السيما مع وجود املواد الغذائية، وعاد منسوب املياه في االنخفاض ليتمكن من الخروج واللجوء إلى أقربائه في حي مجاور. خسائر مالية فادحة لحقت بمنزل أبو ابراهيم، وصفها بأنها «ال تعد وال تحصى»، لكنه ظفر بالحصول على أوراق ومستندات رئيسية تخصه واملحافظة عليها من الغرق، مشيرا إلـى أن عدم تحذير السكان من إخـالء منازلهم عبر الجهات املعنية كان له أثر كبير في حالة فزع العديد من األسر نتيجة دخول املياه إلى منازلهم. أعضاء جمعية مضر الخيرية يساعدون فرق األمانة.