وزير الصحة يستبدل اجلوالت «العلنية» بـ«املفاجئة».. «ليس من رأى كمن سمع»!
بعد أقل من شهر على الجولة املفاجئة األخيرة التي قام بها وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة ملحافظة الطائف، جـاءت زيــارة الوزير للعاصمة املقدسة بما سبقها من ترتيبات علم بها القاصي والداني، األمر الـــذي يثير أكـثـر مــن عـامـة اسـتـفـهـام حــول الـسـر في تغيير الــوزيــر لـعـادتـه أو أن «مـكـة غـيـر» كما وصف األمر أحد األهالي. واعتبر الكثير من سكان العاصمة املقدسة أن وصول الـــوزيـــر إلــــى مــكــة املــكــرمــة الــخــمــيــس املـــاضـــي لتفقد املستشفيات أمر يثلج الصدر ألنه يقف على الوضع بنفسه ويتعرف على الحاجات، لكن املؤسف -حسب بــعــض األهـــالـــي- أن الـــزيـــارة املـعـلـنـة تـمـنـح الجهات املختصة واملــســؤولــن الــوقــت الـكـافـي لترتيب البيت وإبــراز املحاسن وحجب السلبيات، حتى أن املعاناة التي يشعر بها املراجعون لن تصل للوزير، ألن طوابير املراجعن التي اعتادوا عليها تفتتت في ملح البصر يوم الخميس املاضي حتى ال تكون هناك أي سلبيات أمام الوزير ما يخفي الحقائق وال يعالج السلبيات. وكـشـفـت مــصــادر لـــ«عــكــاظ» أن مــا يــؤكــد أن الزيارة معلنة االجـتـمـاع الــذي سبق وصــول الـوزيـر فـي مقر املديرية العامة للشؤون الصحية في مكة املكرمة ملدة ساعة من السابعة والنصف وحتى الثامنة والنصف صــبــاحــا «وهـــــي كـــانـــت كــفــيــلــة بـــاالســـتـــعـــداد الكافي بـإعـادة ترتيب أوراق املستشفيات واملـراكـز الصحية والـــوجـــود واالســتــنــفــار بـعـد علمهم بــوجــود الوزير وقيامه بجوالت للمستشفيات ليظهر الوضع مميزا للخدمات». ويـعـتـبـر الــبـعــض أنـــه كـــان يــجــب اإلبـــقـــاء عــلــى سرية الزيارة لكشف الحقائق ألن املستشفيات في العاصمة املقدسة مازالت تحتاج إلعادة نظر في الخدمات التي تقدمها، مستغربن أن تتغير عــادة الــوزيــر فـي أهم املواقع التي تحتاج إلى رقابة باعتبارها املنطقة التي تقدم الخدمات لألهالي والزوار واملعتمرين وضيوف الـــرحـــمـــن، ويـــجـــب االرتــــقــــاء بــخــدمــاتــهــا عــلــى أعلى مستوى ودراســة جدية للسلبيات ملعالجتها خاصة مــا يـتـعـرضـون لــه مــن تـأخـيـر فــي املــواعــيــد وانتظار بالساعات قبل الدخول على األطباء. صـحـيـح أن الــوزيــر اسـتـمـع لـبـعـض املــراجــعــن حول االنــتــظــار الــطــويــل واملــواعــيــد املــتــبــاعــدة ورد عليها بالقول «أبــشــروا بالخير»، لكن األصــح أنــه ليس من رأى كمن سـمـع، ولـيـت الــوزيــر شـاهـد بنفسه ليتأكد من أن املعاناة ليست مجرد تجن أو رأي عابر بل عن شواهد عامة. وتمنى األهالي أن يعيد الوزير الربيعة الكرة بزيارة ال يعرف فيها أحد أين وجهته وعندها سيجد ما يغني عن القول سواء في املستشفيات أو املراكز الصحية.