استقالل األجهزة الرقابية عن الوزارات
أعــادت عضو مجلس الـشـورى الـدكـتـورة حنان األحمدي سبب ضعف أداء املجلس الصحي إلــى جـانـب تنظيمي يتمثل فــي افــتــقــاره إلـــى االسـتـقـالـيـة عــن وزارة الصحة نــفــســهــا وبــقــيــة األجــــهــــزة الـــتـــي تـــنـــاط بــهــا مـــهـــام تقديم الـخـدمـات الصحية لـلـمـواطـنـن، والــدكــتــورة األحــمــدي ال تــضــع يــدهــا عــلــى عــلــة ضــعــف املــجــلــس الــصــحــي فحسب وإنــمــا تفتح الــبــاب واســعــا كــي يشمل كـافـة أجــهــزة األداء فــي مـخـتـلـف الــــــوزارات واملــؤســســات الـحـكـومـيـة، ومـــا من ريب في أن خضوع تلك األجهزة الرقابية لنفس الوزراء الذين تخضع لهم األجهزة التنفيذية من شأنه أن يشكل عقبة تحول دون فعالية األجهزة الرقابية واملحاسبية إذ ال يمكن لها أن تنهض بــدورهــا كـامـا مـا دامــت تخضع لنفس الجهة التي تقوم بمراقبتها، وإذا كانت الدكتورة األحمدي قد تلطفت حن قالت «إن املهام املناطة باملجلس فـي كثير مـن األوقـــات لـم تكن مـن أولــويــات وزيــر الصحة واملشغول بالهم اليومي لتقديم الخدمات الصحية، ولذلك لم يحقق املجلس الــدور املأمول منه» فـإن لنا ما دمنا ال نملك مثل هــذا التلطف أن نــرى أن مـن واجـبـات األجهزة املراقبة لألداء، ونموذجها املجلس الصحي، أن تراقب أداء الـوزيـر نفسه باعتباره رأس الهرم واملـسـؤول عن تطوير أداء الجهاز الذي يرأسه، وذلك ما هو مستحيل إذ ال يمكن لألجهزة الرقابية أن تقوم أداء من يرأسها نفسه. وإذا كـانـت الـدكـتـورة األحــمــدي قـد رأت استقال املجلس الـصـحـي الــســعــودي عــن وزارة الـصـحـة وجـمـيـع الجهات املقدمة للرعاية الصحية، بحيث يتبع جهة عليا تتمثل فـي رئيس مجلس الــــوزراء، فــإن لنا أن نــرى إنـشـاء جهاز يخضع لرئيس مجلس الــوزراء يتكون من كافة األجهزة الرقابية واملحاسبية لــلــوزارات أو املـؤسـسـات الحكومية املختلفة ويـنـهـض بمهمة تـقـويـم أدائــهــا ومـــدى قدرتها على إنجاز ما هو منوط بها من مشاريع وخدمات تقدم للمواطنن.