Okaz

بنت الدمي!

- عزيزة المانع azman3075@gmail.com

يـــــــــ­ـــقــــــ­ــــــولــ­ـــــــــو­ن: الــــــــ­ـــــــريـ­ــــــــــ­ــــاض الــــــــ­ـــــيــــ­ـــــــــو­م بـــــــــ­نـــــــــ­ت الــــــــ­ـديـــــــ­ــم

يـــــــــ­ــراقـــــ­ــــــصـــ­ــــــــهـ­ــــــــــ­ا املـــــــ­ــــــــــ­طـــــــــ­ــــــــر، وتــــــــ­ـــمــــــ­ـــــيــــ­ـــــــل طـــــــــ­ربــــــــ­ـانـــــــ­ــة تـــــــــ­ــمـــــــ­ــــد أيــــــــ­ــــديــــ­ــــــــنـ­ــــــــــ­ـهــــــــ­ــــا، تـــــــــ­بـــــــــ­غـــــــــ­ى تـــــــــ­ــضـــــــ­ــــم الـــــــغ­ـــــــيــ­ـــــم

يـــــــــ­ـجــــــــ­ــاذبـــــ­ـــــهــــ­ــــــا الــــــــ­ـــــــهــ­ــــــــــ­ـــوى وتــــــــ­ـــــــنــ­ــــــــــ­ـــام بـــــــاح­ـــــــضــ­ـــــانـــ­ــــه أبيات في غاية العذوبة، ترسم صورة رومانسية للرياض عند لقائها باملطر، هذه الصورة الحاملة للرياض وهي تتمايل طربا باللقيا، كم نود لو أنها عمت كل محافظات اململكة ومدنها، لو أن عالقة العشق الفطرية بني األرض واملاء، ظلت هـي الـتـي تحكم حـالـة املـطـر فيها، فـال رعــب مـن غــرق ســيــارات وانقالب قطارات وتعطل حركة. ولكن مع األسف، للواقع حكم آخر وقول مختلف، ففي األيام املاضية، لم يكن لقاء املطر بهيجا وال مطربا في بعض مناطق اململكة، وإنما كـان حالة من الرعب والقلق واأللم. فاضت الطرقات وغرقت السيارات وتعطلت حركة السير، بعد أن ارتفع فيها منسوب تجمع املاء بما يهدد بالخطر. إن العمل على تصريف مـاء املطر بطريقة آمنة، هو أقـل ما تقدمه األمانات للمحافظات واملدن التي تولت أمانتها، خاصة أن تصريف ماء املطر ليس من اإلنجازات النادرة واملعجزة، فهو ليس صناعة نووية، وال مشروعا القتحام املريخ، وهناك دول كثيرة ال تملك ما نملكه من الثروة، ويسقط عليها سنويا من كميات املطر ما يفوق ما يسقط علينا أضعافا مضاعفة، ومع ذلك، تمكنت من إيجاد شبكات تصريف للمطر تبعد عنها أخطاره بدون حاجة منها إلى إطالق صافرات إنذار أو أن تعطل سير الحياة. كثيرون ينسبون الفشل في مشاريع تصريف ماء املطر إلى الفساد، هم يرونه عامال أساسيا في رداءة تنفيذ مشاريع التصريف والتسبب في حـدوث هذه املعاناة. وقد كان باإلمكان تفادي الفساد، لو أننا أحكمنا الرقابة، وطبقنا عقوبات سريعة مباشرة على املقصرين، فمعاقبة شركة واحدة بصرامة وحزم، كفيلة بـأن تلقن بقية الشركات درســا مرعبا يجعلها آخـر ما تفكر فيه الـركـون إلى الغش في عملها. كم هو مؤلم، أن نقرأ أن أمانة الشرقية، لتحل مشكلة غرق املحافظات، عمدت إلى تصريف مياه املطر املتجمعة بإلقائها في الخليج!! أي هدر هذا!! كيف يمكن أن نصدق أن بلدا كبلدنا يعاني من الجفاف ويشرب من ماء البحر، يمكن أن يلقي بماء املطر في الخليج؟! أليس من األجدى إنشاء مزيد من الخزانات الضخمة يصرف إليها ماء املطر لالنتفاع به، بدال من رميه في البحر؟ إن ما يسقط علينا من املطر نعمة من الله، من األولى بنا أن نفرح بها، وأن نحمد الله عليها وأن نحفظها فال نضيعها، فبالدنا دائما ظمأى، في شوق إلى قطرة ماء.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia