Okaz

الشعالن ترشق «نزاهة» انتقادا: انشغلتم بالتبريرات!

-

ورصدت الهيئة تورط موظفي أحد فروع البنوك املحلية في قضية فساد تمثلت في اختالس أموال من حسابات عــمــالء الـــفـــر­ع، وصــــدر فــي حـقـهـم الــحــكــ­م بـالـسـجـن ملدد تراوحت بن سنتن وأربع سنوات.

ال تهاون مع املفسدين

وشـــدد رئـيـس الهيئة الوطنية ملكافحة الـفـسـاد الدكتور خالد املحيسن على ضرورة بذل الجهات العامة والخاصة املزيد من الجهود في مجال مكافحة الفساد، للمساهمة في تحقيق توجيهات خادم الحرمن الشريفن امللك سلمان بن عبدالعزيز، بتعزيز حماية النزاهة، والقضاء على الفساد واملفسدين وحفظ املال العام، ومحاسبة املقصرين، دعمًا للجهود املبذولة لتحقيق رؤية اململكة ،2030 التي أكدت عـلـى عــدم الـتـهـاون أو الـتـسـامـ­ح مــع الـفـسـاد، واالستفادة من أفضل املمارسات العاملية، وتحقيق أعلى مستويات الشفافية والحوكمة الرشيدة، وتفعيل املحاسبة واملساء لة، فضال عن توسيع نطاق الخدمات اإللكتروني­ة، موضحًا أن «نــزاهـــة» بــذلــت الــجــهــ­ود املـطـلـوب­ـة فــي إطـــار تعاونها مع الجهات الحكومية املعنية بتقييم اململكة في مؤشر مــدركــات الفساد )CPI( مـن خــالل إقـامـة ثــالث ورش عمل

ليست كل الهدايا رشاوى

هجوما على «نــزاهــة»، بعد أن وصـفـت ترتيب اململكة فــي مـؤشـر مــدركــات الـفـسـاد 2016 الــصــادر مــن منظمة العفو الدولية نهاية الشهر املاضي بـ«الصادم». وقالت الشعالن لـ «عكاظ»: إن وقع الصدمة كان شديدا، مضيفة: «فوجئنا بأن اململكة تراجعت 14 مركزا في مؤشر 2016 على املستوى العاملي، حيث حلت في املرتبة 62 عامليا، بينما في 2015 كان مركزها 48 عامليا، بينما األمل هو تحسن ترتيب اململكة املنخفض أصال، صدمنا بتراجعه 14 مرتبة». وأشارت الشعالن إلى ضعف الوعي العام بأهمية املؤشر الدولي، واتهمت هيئة مكافحة الفساد بـ«االنشغال في سوق التبريرات والحجج لهذا االنخفاض». وأضــافــت «كـمـا الحظنا فـي بيانها الــصــادر فـي أعقاب ظــهــور الـتـقـريـ­ر الــدولــي حـيـث أرجــعــت الـهـيـئـة أسباب االنــخــف­ــاض فــي املــؤشــر إلـــى االســتــم­ــرار فــي نقص املـعـلـوم­ـات الـتـي تحتاجها منظمة الشفافية الـــدولــ­ـيـــة بــســبــب عـــــدم تــــعــــ­اون الجهات الـــحـــك­ـــومـــيـ­ــة مـــــع الـــهـــي­ـــئـــة بتوفير املعلومات املطلوبة». وحــــــــ­ــــــــذر­ت الــــــشـ­ـــــعــــ­ــالن من األخـطـار املترتبة على انــــخـــ­ـفــــاض موقع املــمــلـ­ـكــة على مـــــــــ­ؤشــــــــ­ـر تختص بــــتــــ­فــــاعـــ­ـل الـــــجــ­ـــهـــــا­ت مع آلــيــة تقييم املؤشر خـــــــــ­ـــالل عـــــــــ­ـــام ،2016 واســتــهـ­ـدفــت الـــــورش الثالث أكـــثـــر مـــن )26( جــهــة حكومية، لــتــعــر­يــفــهــا بــــأهـــ­ـداف املــــؤشـ­ـــر، ونوع اآللــــيـ­ـــات الـــتـــي يــســتــخ­ــدمــهــا فــــي تقييمه ملستوى انتشار الفساد في اململكة. ودعـــــا املــحــيـ­ـســن الــجــهــ­ات الــحــكــ­ومــيــة إلــــى توفير املعلومات املطلوبة، ونشرها عبر مواقعها اإللكتروني­ة وتــحــديـ­ـثــهــا وتـــزويــ­ـد املــنــظـ­ـمــات املــخــتـ­ـصــة بــهــا فـــي حال طلبها، إضـافـة إلــى تـزويـد الهيئة بتقارير وافـيـة عنها، كي تتولى توفيرها في اللقاءات الدولية واتصاالتها مع الجهات واملنظمات املختصة. قــال مـصـدر إداري فــي «نــزاهــة» لـــ«عــكــاظ»: ليست كــل هدية تصنف في خانة الرشاوى، إذ إن الرشوة تقوم على آلية غير قانونية يتحول بها الحق إلى باطل، وتقلب معادلة تطبيق النظام رأسًا على عقب ليصبح مطوعًا لخدمة شخص املهدي (الراشي)، مشيرًا إلى أن الهدية التي تستميل موظفًا أو مسؤوال وتؤثر عـــــــــ­لـــــــــ­يـــــــــ­ه فــــــي مخالفة األنظمة أو املحاباة تـــــعـــ­ــد رشــــــــ­ـــوة وقضية فساد، أما الهدايا التكريمية ومن شخص ليس له عند املوظف أو املسؤول مصلحة آنية أو مستقبلية فليست من الـرشـوة. وعـد قضايا الرشاوى من األمــور امللتبسة، كـون البعض يقبل الرشوة على أنها هدية مباحة. مدركات الفساد، ألن ذلك -كما ترى- يؤدي إلى اإلضرار بــمــكــا­نــة وســمــعــ­ة املــمــلـ­ـكــة عــلــى الــصــعــ­يــديــن اإلقليمي والــدولــ­ي، خاصة أن بعض الــدول العربية تقدمت على املـمـلـكـ­ة فــي املــؤشــر «وهـــي أدنـــى منها كـثـيـرا فــي القوة االقتصادية واملكانة السياسية». وأكـــدت أن ثمة تـأثـيـرات سلبية مترتبة على االقتصاد الــوطــنـ­ـي وفــــرص جـــذب االســتــث­ــمــارات ورؤوس األموال األجنبية بما يتعارض مع تطلعات رؤية املمملكة ،2030 التي تستهدف تنويع مصادر الدخل وعدم االعتماد على النفط كمصدر رئيس والـدفـع نحو التنمية املستدامة. ورأت الـشـعـالن أن الــتــراج­ــع فــي مـؤشـر مــدركــات الفساد يعني عدم تعزيز ممارسات الشفافية والحوكمة الرشيدة واملـحـاسـ­بـة فــي الـقـطـاع الــعــام وثـقـافـة مكافحة الفساد، متساءلة عن الخطوات واملبادرات التي اتخذتها «نزاهة» حيال املوضوع، بدال من الجأر بالشكوى الذي يتكرر من عدم تعاون الجهات الحكومية - على حد قولها. وأضافت «منظمة الشفافية الدولية تضع عــددا من املستوجبات العامة لتحسن ترتيب الدول في مؤشر مدركات الفساد منها ما يتعلق باملؤسسة العدلية واإلعـالم، ومؤسسات املجتمع املدني، والحكومة اإللكتروني­ة واألداء البرملاني، فماذا اقترحت الهيئة لرفع مرتبة اململكة بالنظر في هذه املستوجبات مـن خــالل التعاون والتنسيق مـع الجهات الحكومية وتـزويـدهـ­ا بـاملـؤشـر­ات والـتـوصـي­ـات املمكنة الســتــيـ­ـفــائــهـ­ـا بــمــا يــســاهــ­م فـــي رفــــع تــرتــيــ­ب املــمــلـ­ـكــة في املـؤشـر». وعلمت «عـكـاظ» أن مجلس الـشـورى سيناقش خالل األسابيع القادمة توصية تقدمت بها الشعالن مع بعض زمالئها تدعو إلى تشكيل لجنة عليا من عضوية وزارات الداخلية والعدل واملالية والتعليم واإلعالم واالقـتـصـ­اد والتخطيط والـتـجـار­ة واالستثمار والجهات الرقابية، لتكثيف وتنسيق جهود اململكة لتعزيز مكانتها في املؤشرات الدولية الخاصة بمكافحة الفساد، ومـــن أهـمـهـا مــؤشــر مدركات الـــــفــ­ـــســـــا­د الـــــــص­ـــــــادر عن مــنــظــم­ــة الشفافية

الدولية.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia