..ومطالبًا اجلالية اإلسالمية أن ُتسب على املكون الوطني الفاعل
أوضـح األمـن العام لرابطة العالم اإلسامي عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى في حديثه مع الجالية اإلسامية أن مصطلح األقليات يرد في أداة الحسم الدستورية لقرار الدولة الوطنية، ال لوصف املكون الوطني بتعدد جالياته، وأن أداة الفصل الدستورية تحسم مطالب الجاليات كافة في خصوصياتها وال يجوز التعبير عن معارضة أداتها إال باألساليب القانونية. وقـــال: مــن ارتــضــى جنسية دولـــة معينة أو اإلقــامــة فيها فهو مقر بخضوعه لدستورها وقوانينها وأدوات حسم قراراتها، موضحًا أن االلتزام بدساتير الـدول وقوانينها ال يـعـنـي بــالــضــرورة الـقـنـاعـة بـهـا فـالـحـمـل عليها حالة ضـرورة مادامت اإلقامة كذلك، ويجب أن تحسب الجالية اإلسامية على املكون الوطني الفاعل «إيجابًا» وأن تؤدي ما اؤتمنت عليه بصدق ومهنية. وأشــار إلـى أن من كـان سببًا في تكوين الصورة الذهنية السلبية عـن اإلســام فـي السلوك أو العمل فقد أجــرم في حق اإلسـام قبل غيره، وأننا مطالبون بإيصال الحقيقة جهدنا ال اإلقناع بها وباإليمان بسنة الخالق في االختاف والتنوع والتعددية، وأنــه ال مجال للعاطفة الدينية في قضايا الحسم الدستوري، فا أثر لها بمجردها في اإلطار اإلسامي ومن باب أولى غيره. واعــتــبــر أن اإلســــام الــيــوم أحــــوج مــا يــكــون إلـــى إيضاح حـقـيـقـتـه وأقـــــوى األســالــيــب فــي ذلـــك تـتـمـثـل فــي السلوك األسلم والفهم األمثل لإسام وتوعية متصدري املنصات املحسوبة على العلم والدعوة هذا من جهة، وفي مواجهة رسـائـل التطرف وممارساته بما يكشف زيفها مـن جهة أخرى، إذ ال بد أن ندرك أهمية هذا األمر ونعيه حقيقة. كما أكد على وجوب أن نعرف جميعًا أن النص اإلسامي ال يلزم بحسب املنطق املستقر عليه إال الدولة التي التزمت بــهــديــه، ثــم هــي أيـضـًا ال تــلــزم إال بتفسيرها لـلـنـص، وال تحمل على تفسير غيرها.. لكن قد يــرد أن تلزم دولــة ما بــهــذا الــهــدي الـشـرعـي لـيـس عـلـى اعــتــبــاره نـصـًا إساميًا عندما ال تكون دولة إسامية بل على أساس كون األدوات الدستورية والقانونية حسمت موضوعه فـي أي قضية كانت حسمته لصالح تطبيقه. كــمــا أشــــار األمــــن فـــي لــقــاء املــســتــشــرقــن واملــفــكــريــن بعد زيــارتــه للمكتبة الـوطـنـيـة فــي فيينا الــتــي تـحـتـوي على أكثر من سبعة ماين ونصف املليون وثيقة وكتاب كما جاء في معلوماتها قائا: عناية املكتبة الوطنية بفيينا باملخطوطات والــبــوردات اإلسامية شاهد على مستوى الوعي بنفائس التاريخ، وأن بعض املستشرقن أسهم في نشر اإلرث اإلسـامـي وأنـصـف مضامينه كما نــوه أيضًا بـحـضـارتـه فــي الـعـديـد مــن الـكـتـب واملــقــاالت واملداخات واملـحـاضـرات، وأن جميع األطــروحــات االستشراقية غير املـنـصـفـة تــاشــت فــي أرشــيــف الــنــســيــان وبــقــي اإلنصاف مـاثـا للجميع يحكي سنة الـخـالـق فـي هيمنة حقيقته، مـؤكـدًا معاليه للجميع: «إنـنـا ال نخشى االسـتـشـراق وال نعاديه لـذاتـه، إذ نثق في إرثنا وهيمنة حقيقته وندرك ثــانــيــة إنــصــاف بــعــض املــســتــشــرقــن إذ قــادهــم لتسجيل الحقيقة». من جهة أخــرى، التقى األمــن رئيس وأعضاء املفوضية األمريكية للحريات الدينية الـدولـيـة برئاسة القس توماس جي ريس، وعضوية كل من الدكتور جيمز جــي زغــبــي نــائــب رئــيــس املـفـوضـيـة والــســيــدة كريستينا آريغا دوب وتشولز عضوة املفوضية املـديـرة التنفيذية لصندوق بيكيت للحرية الدينية، والدكتور جون رسكي عضو املفوضية أحـد شـركـاء شركة جـي آر بـي للخدمات االستشارية، وكليفورد دي ماي عضو املفوضية ورئيس مــؤســســة الـــدفـــاع عــن الــديــمــقــراطــيــات -مــؤســســة سياسية مستقلة- ودوايـــت بشير مـديـر الـسـيـاسـات واألبــحــاث في املفوضية، فيما التقى سفير االتحاد األوروبي في بعض دول الشرق األوسط. وجرى خال اللقاءات تناول العديد من املوضوعات ذات االهتمام املشترك، والتأكيد على قيم الوسطية واالعتدال لتعزيز التعايش والسلم والوئام بن أتباع الثقافات واألديان، ونبذ الكراهية والعنف والحيلولة بمنطق العقل والحكمة دون الصدام الثقافي والحضاري، وإحال منهج الحوار بدل الصراع األيديولوجي. وأوضــح العيسى أن رابطة العالم اإلسامي تعنى بإيضاح حقيقة اإلســـام ومحاربة األفكار املتطرفة التي انتحلت زورًا هوية اإلســـــام لـتـنـسـب بــاطــلــهــا لــــه، وواجب الرابطة كشف ذلـك، من خال وجودها عــبــر وســائــل االتـــصـــال واإلعــــــام، ومن خــال املــؤتــمــرات والـــنـــدوات والــــدورات الــتــدريــبــيــة واملـــحـــاضـــرات واللقاءات البينية بن منسوبي الرابطة والعديد مـن الجهات واملـؤسـسـات ذات العاقة، وإصدار الكتب واملنشورات ومن بينها مطبوعات الرابطة واملوقع اإللكتروني لها كل ذلك بلغات عـدة، وغير ذلك من الـوسـائـل بحسب الـحـاجـة واملوضوع، كــمــا أن الـــرابـــطـــة بــاعــتــبــارهــا منظمة عاملية شعبية مستقلة ستجسر عاقتها مع العديد من الجهات الحكومية