Okaz

بدر بن عبداحملسن.. شاعر األجيال

-

جـــامـــع­ـــة الــفــيــ­صــل اســـتـــض­ـــافـــت حـــدثـــا الفتا ومــهــمــ­ا يــــوم الــجــمــ­عــة املـــاضــ­ـي، حــيــث كانت أمسية األمير بـدر بن عبداملحسن، باإلضافة إلـــى مــعــرض لــلــوحــ­اتــه الـجـمـيـل­ـة، أتـــى الــبــدر تــاركــا خلفه قرارا سابقا باعتزال األمسيات، في أمسية لم تكن مجانية لكن دخلها بالكامل موجه لصندوق الطالب فـي جامعة الفيصل، فزاد لرونق كلمات البدر إنسانيته ودعمه لشباب وشابات الوطن. كـان الحضور كبيرا وجميال وعلى رأس الحضور األمير سلطان بـن سلمان، رائــد الفضاء وعــراب السياحة وعديد جيد من الفنانني واإلعالمين­ي والشعراء، فكان هناك سفراء الضحكة أسـعـد الــزهــرا­نــي وحـبـيـب الـحـبـيـب، وكـــان هناك شـعـراء عـدة كالشادي صالح وفهد املساعد وعبداللطيف آل الشيخ، واألسـمـاء ال يتسع املقال لذكرهم لكن هـذا على سبيل املثال، ومـن الجماليات وجــود أشقاء خليجيني من اإلمـارات والكويت وباقي دول الخليج، أتوا لقضاء إجازة نهاية األســبــو­ع فـي الــريــاض، لالستمتاع بالجو الجميل وبهذه األمسية. ومـــن كـــان يــصــدق أن يــشــد الـــرحـــ­ال لــلــريــ­اض لـلـبـحـث عن املتعة، بعد أن كانت نهاية األسبوع رحالت في اتجاه واحد لـلـخـروج مـن الــريــاض، هــذا األمــر ال ينطبق على الرياض فقط، فقد كــان جــدة أيضا تــزدان بحفلة محمد عبده قبل أيام، حني كان فنان العرب من شدة الفرحة بأنه يغني في وطنه يرمي عقاله لجمهور مكتظ، وما زال في األيام املقبلة الـعـديـد مـن الـحـفـالت واألمــســ­يــات، لـعـدة فنانني سعوديني ولـفـنـانـ­ني عـــرب، لـعـل مــن أبــرزهــم املـوسـيـق­ـار الشهير عمر خيرت الذي سيحلق نورسا في سماء عروس البحر األحمر بعد أيام. وعـــــودا إلـــى أمــســيــ­ة بـــدر بــن عــبــدامل­ــحــســن، الــتــي بـــدأ فيها بقصيدة عن امللك سلمان وثناها بقصيدة عن أبطال الحد الجنوبي، ليؤكد أن الكلمة وقود وذخيرة كذخيرة املعركة، وكان البدر قد قدم قصيدة «فوق هام السحب»، إبان حرب الخليج وحني سمعها امللك فهد رحمه الله قـال: «ال خوف علينا وعندنا جيشنا وبدر». بـــدر بــن عـبـداملـح­ـسـن قـــدم عـــدة قــصــائــ­د جـــديـــد­ة، كــمــا قدم قــصــائــ­د عــــدة قــديــمــ­ة يـحـفـظـهـ­ا الــجــمــ­هــور عـــن ظــهــر قلب ويرددها معه، بالرغم من أن بعضها قيل قبل أن يولد جل الجمهور من طلبة الجامعة، ولعله استحق بـجـدارة لقب «شاعر األجيال»، الشاعر الذي عشقه كل من سمعه خالل ما يزيد على أربعة عقود. أما جماليات الليلة فلم تنته عند البدر وإن كان لؤلؤتها، بل كان شابات وشباب الجامعة نجوما مشرقة في تلك الليلة، كيف كان الجميع يسير بتنظيم الفـت، كيف كان االحترام هو سيد املكان، لم يكن هناك أي مضايقات أو تحرش، بل كانت األخــالق سمة لشابات وشباب الـوطـن، فالشعر حقا يهذب األخالق. كانت ليلة انتقلت فيها اململكة للقرن الحادي والعشرين، بلد مسلم عربي يفخر بالشعر ويفاخر برموزه، بلد يبحث عن التنوير والبهجة والترفيه املحترم، متمسكا بقيمه بكل حضارة ورقي، بال احتقان وببسمة تعلو الشفاه، ويتوجها ابتسامة وتواضع مهندس الكلمة. قديما كــان يـقـال إن أوقـــات املـبـاريـ­ات املهمة مناسب جدا لقضاء الحوائج والتبضع، حيث تخلو الشوارع من املارة، لكن وجــود مــبــاراة مهمة بــني النصر واألهــلــ­ي فــي ملعب الجوهرة، وهي مباراة ثاني وثالث الترتيب في الدوري، لم تمنع من حضور حوالى ألفي شخص لهذه األمسية، وهذه داللـة كبيرة على محبة الشعر وإرادة البهجة، وكما أنها رصيد للبدر املنير دوما، فهناك أيضا عدة شعراء وفنانني سعوديني سيأتي لهم الكثير من السعوديني والخليجيني ليستمعوا لـهـم ويـسـتـمـت­ـعـوا بفنهم فــي الــســعــ­وديــة هذه املرة. قال البدر قصائد عدة جديدة من أجملها «سهم» و«تأخرنا»، ورغم أنها قصائد غزلية، إال أني أقول ألبي خالد، «تأخرنا بس إننا جينا.. وأنت تأخرت واألهم جيت».

 ??  ?? ‪Twitter: @aAltrairi‬ ‪Email: me@aaltrairi.com‬
‪Twitter: @aAltrairi‬ ‪Email: me@aaltrairi.com‬

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia