اقصب الفجار من التجار يا قصبي

@IdreesAldrees up2020@hotmail.com ذكــــــر وزيـــــــر الــــتــــجــــارة واالســـتـــثـــمـــار ماجد القصبي في غرفة جـدة وأمــام أثريائها من التجار أنـه قد فوجئ بحجم الغش املخيف وغير الطبيعي في كثير من السلع والبضائع املغشوشة التي تدخل الباد تهريبًا أو غفلة أو تـواطـؤًا، وأكــد على أنه لم يعرف حجم «الغش» الهائل إال عندما أصبح وزيرًا للتجارة. ولألمانة فإن تصريح القصبي من أكثر التصاريح التي أسعدتني ألن الحلول تبدأ عندما نعلم ونلمس وندرك حجم املشكلة، والواضح من كام الوزير أنه قد فوجئ ثم علم ثم غضب ثم صرح، وبقي عليه أن يقرر فيحسم األمر وينهي هذه املشكلة، وإن أردنا أن نكون أكثر واقعية فإنه لـن يستطيع أن ينهيها تمامًا، فالتدليس بــاق مـا بقيت

ٍُ الحياة، لكن كما قيل فإن ما ال يدرك كله ال يترك جله، وسبب ذلك هو حجم ما نستورده من احتياجاتنا من الخارج ثم عجز الرقابة في املنافذ عن تفتيش كل الواردات التي تمأل أرصفة االنتظار، بحيث لو تم تفتيش كل ما يرد إلى الباد بشكل انفرادي أو أحادي لتعطلت الواردات ولشحت السلع ثم ارتفعت األسعار، لكن مع ذلك فإن هذا كله ال يبرر دخول بعض «املغشوش» بسبب التواطؤ واإلهمال أحيانًا، على أن السبب األهم لتكاثر املغشوش في نظري هو «األمان» الـذي يستشعره التاجر من ضوابط العقوبات والتراخي في تطبيقها وإيقاعها على من يتولى من التجار كبر هذه الخيانة، فحني ال يردع التاجر دين أو ضمير فإن الواجب أن يـمـنـعـه الـتـطـبـيـق الـــحـــازم لــلــقــانــون الـــصـــارم عــلــى كل املطففني الذين هم من منظور ديني «ليسوا منا»، وعلينا أن نوقف تنمرهم وجشعهم بالعقاب والتشهير ليعودوا إلى جادة العدل والسامة. وبما أن املعرفة بمكمن املرض هي بداية االنطاق للعاج، إذن فيا أيها الوزير املحترم ليس جديدًا أن نقول لك إن الــذي يستورد هـو الغشاش وهــو مـن يحتاج إلــى عاجه بالتفاهم ثــم الـتـحـذيـر ثــم الـعـقـاب ثــم فضحه فــي املنابر اإلعامية أمام املأل، كما أنك اآلن قد عرفت أن الغش متفاقم واألكــيــد أنــك تعلم أن الـتـجـار هــم أس املشكلة فهم الذين يملكون األمــوال فيستوردون من السلع «ما غش وخاب» ويكسبون من األموال ما لذ وطاب. أجل فالفجار من التجار هم من يتولى استيراد البضائع الرديئة التي تباع علينا نحن املستهلكني با حـول منا وال قوة. أيها الوزير القدير إن أردت أن تتخلص من املشكلة فاعقد ملتقى آخر مع تجار الرياض والدمام وغيرهما من مدن اململكة ثم أعلن في «غرفهم» املغلقة وبشكل مكشوف أن الــــوزارة سـتـضـرب بـيـد مــن حـديـد كــل مــن تـسـول لــه نفسه األمارة في السوق غشًا وتدليسًا وتطفيفًا، ثم اقصب منهم يا قصبي كل من ال يرعوي أو يعتدل حتى نصبح آمنني في معاشنا. وتأكد يا معالي الوزير أن الله ليزع بالسلطان ما بالقرآن. ال يزع