جتارب طهران الصاروخية.. متى ينفد صبر واشنطن؟

متى ينفد صبر الرئيس ترمب مـع استمرار االستفزازات اإليــرانــيــة، فــي الــوقــت الـــذي يـطـلـق الــحــرس الــثــوري اليوم (اإلثنني) مناوراته الصاروخية كما يدعي، بعد مناوراته األولــــى فــي الــرابــع مــن شـهـر فــبــرايــر الــجــاري والــتــي أطلق عليها اسم «حماية سماء الوالية». الـعـالـم يـتـرقـب؛ فــاملــنــاورات األولـــى حـصـدت غضب اإلدارة األمريكية والتحذير الشديد الذي أطلقه الرئيس ترمب وهو مـا يجعل املــنــاورات الثانية الـيـوم رسـالـة تحد استفزازية واضحة لترمب وإدارته. هي لعبة حافة الهاوية تلك التي يمارسها الحرس الثوري وخـلـفـه نــظــام املــالــي. هــو إمــعــان فــي اخــتــبــار مـــدى جدية الرئيس األمريكي في التحذيرات التي أطلقها. لكن اللعب عـلـى الــخــط الـرفـيـع يحمل الكثير مــن املـخـاطـر لـيـس على إيران نفسها بل على االستقرار الدولي وهو ما يجعل نظام املــالــي بشكل أو بــآخــر مــصــدر خـطـر عـلـى أمــن واستقرار العالم. اإلشكالية الكبرى أن نظام طهران لم يقتنع بعد أن أحامه البائدة غير قابلة للتنفيذ. وال أن هناك شيئا قد تغير في العالم وهناك تفاصيل أساسية بات عليه أخذها بالحسبان. إن املسار اإليراني يثبت مجددا أن ال عاقل في أرجائه يرفع الصوت ليقول للمالي كفاكم جنونا وكفاكم أوهاما غير مجدية. الحرس الـثـوري يلعب على حافة الهاوية وترمب متحفز لهذه املواجهة عبر الذهاب دون تردد إلى لحظة االصطدام بــني مـشـروعـني متناقضني. ولـكـن الــحــرس الــثــوري يسعى ليكون هـذا االصـطـدام املحتوم وفقا لتوقيته وليس وفقا للساعة األمريكية ولكن هل ينجح؟ الفعل األمريكي لطاملا كان نتاج مؤسسة حكم متكاملة ومتخصصة وهي تدرك أن هذه املواجهة التمتلك إيـران املبادرة فيها وبالتالي لن تحصل إال وفقا لساعتها. الصيف هذا العام حار وحار جدا ليس ذلك توقعات فلكية بـقـدر مـا هـو وقـائـع تـؤسـس لــحــرارة غير طبيعية. يونيو دائما عبر التاريخ عنوان للحروب واملواجهات العسكرية، كل التفاصيل مقلقة ووحده األمل يرتسم بعودة املالي إلى الــصــواب واقـتـنـاع روحــانــي أن األزمـــة ليست ســوء فهم بل سوء سلوك ألوهام طائفية. العالم اليوم لن ينظر إلى املناورات اإليرانية، فالكل يدرك أن فيها القليل القليل من الحقيقة والكثير الكثير من الخدع البصرية بل سيدير أذنيه إلى البعيد إلى واشنطن ليترقب موقف اإلدارة األمريكية ليسأل متى ينفد صبر ترمب؟.

تجربة صاروخ إيراني باليستي أخيرا. (أرشيف)