أسرة غريق ضباء: 3 جهات تهاونت في إنقاذ علي
بينما أنحت أسرة الطفل علي الخريصي الذي قضى غرقا في خزان صرف صحي في ميناء ضباء، بالالئمة على الدفاع املدني والهالل األحمر وإدارة ميناء ضباء، في وفاة ابنها، بدعوى تأخرهم في مباشرة البالغ، وافتقادهم لوسائل اإلنقاذ الكافية، إضافة إلى انتشار «البيارات» املكشوفة حول إسكان امليناء، برأ مصدر مسؤول في الدفاع املدني بتبوك لـ«عكاظ» ساحتهم من الحادثة، مؤكدا أن املكان الذي شهد غرق الطفل يقع ضمن نطاق ميناء ضباء، وهو من مسؤولية ومهام قسم األمن الصناعي التابع إلدارة ميناء ضباء، وليس الدفاع املدني. وأفـــاد املتحدث بـاسـم هيئة الـهـالل األحـمـر بمنطقة تـبـوك خـالـد مـرضـي العنزي بــأن الفرق اإلسعافية باشرت بالغًا عن حالة سقوط في محافظة ضباء، مشيرا إلى أنه عند مباشرة الحالة تبني توقف القلب والتنفس، وأجريت للطفل عملية اإلنعاش القلبي الرئوي، ونقل فورا إلى مستشفى املحافظة. وأكــد املتحدث باسم املؤسسة العامة لــلــمــوانــئ مــســاعــد بـــن عــبــد الرحمن الـــدريـــس أن وحـــــدة األمـــــن والسالمة بـاملـيـنـاء شــاركــت بفعالية فــي عملية إنــقــاذ الــطــفــل مــن خـــالل ســحــب املياه بـــمـــعـــدات الــشــفــط وتـــوفـــيـــر كشافات اإلضـــــاءة الــثــابــتــة واملــتــحــركــة وباقي مـــعـــدات الــســالمــة، الفــتــا إلــــى أن فرق الــــــدفــــــاع املـــــدنـــــي بـــــاشـــــرت الحادثة فــــور تـبـلـيـغـهـا مـــن قــبــل وحـــــدة األمن والسالمة بامليناء، سائال الله أن يرحم الطفل وأن يجعله شفيعًا لوالديه وأن يربط على قلبهما ويلهمهما الصبر والسلوان. بدورها، ذكرت جدة علي ألمه أن فرق الدفاع املدني والهالل األحمر وصلت إلى املوقع متأخرة، ولم يكن لديهم اإلمكانات الكافية لنزول أفرادهم إلى داخل الخزان (البيارة)، مشيرة إلى أن رجـال الدفاع املدني استخدموا كشافات الجواالت للبحث عن الصغير. وأوضحت أن أفراد الدفاع املدني رفضوا النزول إلـى غرفة التفتيش، بدعوى احتوائها على روائــح كريهة، ما أضطر موظف الجمارك سعد صبحي الجهني الذي يعد الجار القريب ألسرة الطفل علي بأن يتجاهل كل تحذيرات الدفاع املدني في املوقع ويرمي بنفسه إلى داخل البيارة مستعينًا بسلم وحبال من إحدى الشركات العاملة بامليناء. وأشـارت أم الطفل علي إلى أن الدفاع املدني لم يكن معهم سلم يستخدم للنزول للموقع أو غواص وأجهزة الكشافات، مما اضطر الجهني (موظف الجمارك) إلى االستعانة بسلم من إحدى الشركات، مبينة أن إدارة ميناء ضباء ممثلة باألمن الصناعي تتحمل جزء ا من املسؤولية، لتجاهلها اتخاذ تدابير السالمة مع «البيارات» املــكــشــوفــة الــتــي تـنـتـشـر حـــول إسكان الجمارك في ميناء ضباء. وبينت الطفلة أصايل أن شقيقها علي كان يلهو قرب غرفة الصرف الصحي الـتـي لــم تـكـن مغلقة بـإحـكـام، مشيرة إلــــى أن جـــــزءا كــبــيــرا مــنــهــا مفتوح، وفوجئت بسقوطه أمامها. ولــفــت جــد الــطــفــل إلـــى أنـــه لــم يتمكن مــن حـبـس دمــوعــه وهــو يــرى العديد من عمال النظافة يبكون بالقرب من املــوقــع، متحسرين عـلـى وفـــاة الطفل الــــذي كـــان يـعـطـف عـلـيـهـم ويتصدق عليهم ويطلب منه تزويدهم بمالبس الشتاء تقيهم البرد. وكانت جموع غفيرة أدت الصالة على الطفل علي في جامع البحر بمحافظة ضباء، ودفن في مقبرة املروج.