Okaz

األمن وحيدا في امليدان

- عبدالرحمن الالحم @allahim Twitter:

العملية األمنية االستباقية التي نفذتها وزارة الداخلية خالل األيــــام املــاضــي­ــة ونــتــج عـنـهـا الـقـبـض عـلـى خـلـيـة مـكـونـة مــن ٨1 داعــشــيـ­ـا؛ كــانــت حـلـقـة ضــمــن سـلـسـلـة مــتــواصـ­ـلــة مــن اإلنجازات األمنية في سياق عمل األجهزة األمنية بتعدد مهامها في مالحقة الـخـاليـا اإلرهــابـ­ـيــة وتفكيكها وقـلـبـت مـعـادلـة املـعـركـة الطويلة مـع اإلرهـــاب بحيث فـقـدت الخاليا اإلرهـابـي­ـة الــقــدرة على الفعل وكذلك ردة الفعل، وأوشـكـت معه املعركة ألن تحط أوزارهـــا بعد سنوات من العمل األمني املتقن واملحترف، لكن ذلك ال يعني عدم ضمان عودتها من جديد متدثرة بلباس والفتات جديدة، ما دام املستنقع الزال يستقطب البعوض من كل حدب وصوب، وال سيما أن املؤسسات الحكومية التي يفترض أن تكون شريكة فـي تلك املعركة مـع الـقـوات األمنية لـم تــؤد دورهــا كما يجب، بـل تخاذل معظمها فــي أداء وظيفته فــي مـحـاصـرة خـطـاب الـتـطـرف الذي يشكل املستنقع الذي يؤهل ويخرج اإلرهابيني، فاألجهزة األمنية ينحصر دورهـا في مالحقة املتخرجني من مـدارس التطرف إلى مــدرســة اإلرهـــاب ولـيـس دورهـــم الـقـيـام بمهام وزارة التعليم أو وزارة الشؤون اإلسالمية التي يفترض أن تحاصر خطاب التطرف والعنف والكراهية قبل أن يصل أصحابه إلــى تطبيق مفردات خطابهم املتطرف على األرض والبدء في تنفيذ أجندته، فمعظم من كان في خلية الثمانية عشر داعشيا لم ينبت فجأة من األرض ولــم يتشكل فـكـره بـهـذه الــصــورة املـتـطـرف­ـة بــني ليلة وضحاها، وإنما تطور عبر سلسلة طويلة من التلقني من بعض الغالة في املــــدار­س أو املـسـاجـد أو عبر وســائــل الـتـواصـل االجـتـمـا­عـي، ولم تتدخل تلك املؤسسات الحكومية في الوقت املناسب لكبح خطاب التطرف ومواجهة دعاته بل كان تحركها هزيال ال يرقى لخطورة املعركة الـتـي تواجهها الــدولــة مـع اإلرهــــا­ب، وكـانـت النتيجة أن تحمل الجهاز األمني العبء األكبر في هذه املعركة وأصبح يقاتل وحيدا أولئك الثلة الباغية املتخرجني من مدارس التطرف والتي الزالـت تزج بالكوادر في أتـون املعركة دون أن تـدرك قيادات تلك املؤسسات خطورة مواقفهم السلبية. الزلنا نرى ونسمع خطابا عنيفا يكفر مخالفيه ويزندقهم وينشر الكراهية والتطرف في املجتمع، ينشط دعاته بني أظهرنا دون رادع مـن قــانــون، وتستخدم فيه ذات املــفــرد­ات الـتـي يستخدمها اإلرهـابـي­ـون ويتبنون ذات العقيدة، إال أنهم لم يصلوا بعد إلى النزول العملي للميدان في مواجهة الدولة، إال أنهم يقاتلون بذات األدوات مشاريع الـدولـة التنموية ويواجهون املثقفني والكتاب الذين يعرون فكرهم بلغة عنيفة ال تقل عنفا عن الرصاصة وال تقل خطورة عنها، ألن كال الطرفني يمارس الخطيئة ذاتها، فال فرق بني إرهاب الرصاص وإرهاب الكلمة والفتوى والخطبة.

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia