احلساني مبحرا

توفيق عمر الحلواني، باحث إعالمي معروف في الوسط الثقافي، وصديق لألستاذ محمد الحساني الكاتب العلم في هذه الصحيفة، عز عليه أن صديقه الكاتب والشاعر، رغم مكانته األدبية والفكرية الكبيرة، لم يلق حظا من االهتمام يليق به، فبادر إلى تخليد ذكره بإعداد مؤلف جميل عنه، عسى أن يكون فيه ما يعرف الجيل الجديد من الشباب بالرموز الثقافية في وطنهم. حمل الكتاب اسم الحساني عنوانا له، (الحساني: املبحر وحيدا)، وهو كتاب رشيق املحتوى جدير بالقراء ة، احتوى عددا من الفصول شمل بعضها الحديث عن سيرة الحساني الشخصية وبدايات دخوله عالم الثقافة والفكر واإلسهام في العمل الصحفي، وشمل بعضها اآلخر، الحديث عن مقاالته التي حجبت عن النشر، أو التي نشرت فأحدثت ضجة وتسببت إما في إيقافه عن الكتابة أو في سوقه إلى ساحات املحاكم. واحتوت بقية الفصول على عـرض لبعض املقاالت التي كتبها في مواضيع متنوعة مثل النقد األدبـي والرحالت والرياضة واملــرأة والرثاء، وكذلك بعض الحوارات التي أجريت معه، وخصصت فصول أخرى لعرض بعض نماذج من شعره وبعض الـقـراءات النقدية لها. واختتمت فصول الكتاب بفصل ضم ما قاله عنه بعض زمالئه وأصدقائه. استمتعت كثيرا بقراءة الكتاب وخاصة الفصل الذي ضم الحديث عن املقاالت ذات الضجيج، ربـمـا ألن هــذه طبيعة أغـلـب الـبـشـر، الشغف بما يثير الجدل ومتابعة املعارك، وربما ألن فيه ما يذكر صاحبتكم بمواقف مشابهة مرت بها، (وكل غريب للغريب نسيب). الكتاب معد بلغة جميلة وأسلوب جذاب يليق بمن كتب عنه. حن أمسكت به لم أدعه إال بعد أن أتممت قراءته. فشكرا لألستاذ توقيق الحلواني على إهـدائـي كتابه الجميل هــذا، وتهنئتي الصادقة له على هذا اإلصدار الجيد. وكذلك أهنئ األستاذ محمد الحساني، ليس على هذا الكتاب البديع املوضوع عنه فحسب، وإنما أيضا على صداقة هذا الصديق، الذي عرف كيف يعبر عن حبه ووفائه لصديقه بطريقة عملية نافعة.