Okaz

حوار اإلسكان في عكاظ

-

خـرجـت مــن لـقـاء وزيـــر اإلســكــا­ن وفـريـقـه فــي صحيفة عـكـاظ مساء األحد وأنا أحمل بروشورًا أنيقًا عنوانه «مبادرات وزارة اإلسكان» من إصدار اإلداة العامة للتعاون الدولي بالوزارة، والحقيقة أنني انـقـبـضـت قـلـيـا مــن الــعــنــ­وان ألن املـــبـــ­ادرات ارتــبــطـ­ـت فــي أذهاننا بالقضايا واألزمات السياسية املزمنة التي لم تستطع كل املبادرات املــتــوا­لــيــة الــوصــول إلـــى حــلــول مـعـقـولـة لــهــا، كـمـا أن وجـــود إدارة للتعاون الـدولـي يشعرني باالتجاه لتدويل مشكلة اإلسـكـان رغم أنـهـا مشكلة محلية يمكن حلها داخـلـيـا، وتجربتنا تـؤكـد أن كل املشاكل التي تم تدويلها دخلت في نفق الا حل، إال إذا كان التدويل يعني تسليم مشاريع اإلسكان لشركات دولية ذات خبرة متميزة في مشاريع اإلسكان، فذلك توجه جيد ومطلوب. نعود للقاء الوزير وأقــول إنني شكرته لسببني هما حضوره قبل املــوعــد وهـــذه ليست عـــادة كثير مــن الــــوزرا­ء ومــن فــي حكمهم من املسؤولني، وأيضا لوفاء وزارتـه بوعدها في إطاق منتجاتها في التأريخ الذي حددته، وبعد الشكر بدأت األسئلة واالستفسار­ات حول بعض جوانب معضلة السكن. لقد قدم الوزير عرضًا الستراتيجي­ة وزارته وخططها وبرامجها لحلحلة املشكلة، وتحدث عن املنتجات الــتــي طـرحـتـهـا والــتــي سـتـطـرحـه­ـا، والـحـقـيـ­قـة أن املــواطــ­ن ال يفقه سوى منتج واحد اسمه «سكن» الذي كانت نسبته ضئيلة جدًا في املنتجات التي طرحت، والتي ما زالـت بقيتها كالتمويل واألرض مسألة فيها نظر. فـاألراضـي التي تـم تخصيصها يـرى الكثير أن الحصول عليها كعدمه ألسباب كثيرة، والتمويل لم تتضح صيغته النهائية بعد، وهل سيختلف عن مقصلة التمويل العقاري املباشر مـن البنوك التجارية أم سيختلف. وفــي مـوضـوع األراضـــي سألت الـوزيـر عن أراضــي املنح التي ذهـب كثير منها ألشخاص في غير املناطق التي منحت فيها، وهــل باإلمكان استعادتها وتوزيعها على سـكـان املنطقة مــادامــت وزارة اإلســكــا­ن قـد أصبحت مسؤولة عنها، وهــل بـاإلمـكـا­ن تصحيح هــذا الخطأ مستقبا، فـأجـاب بما معناه «خلينا في الحاضر، ننسى اللي فات». عمومًا، وحتى نكون منصفني، الوزارة تتحرك في اتجاهات كثيرة، ولديها عزيمة واضـحـة، لكن ال بـد لها أن تصل إلــى حلول فعلية نـاجـعـة لـضـمـان الـسـكـن ملـحـتـاجـ­يـه، وحـمـايـتـ­هـم بـأنـظـمـة واضحة من غـول التمويل، ومراقبة جــودة املساكن التي سينفذها القطاع الخاص أو ستنفذها الوزارة.

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia