Okaz

مفاجآت اإلحصائيات

-

في إحصائية طريفة عن أكثر الـدول نشاطا وأكثرها خموال، فاجأتني النتائج، فعلى ذمة اإلحصائية املنشورة في مجلة طبية بريطانية، وجد أن بنجالديش أقل دول العالم في نسبة الخمول حيث بلغت %5 !!! وأن مالطة أعلى دولــة عامليا في ارتفاع نسبة الخمول حيث بلغت %72 !! عنصر املفاجأة في هـذه النتائج، أنها خالفت ظني، لم يكن ليخطر ببالي قط أن تكون بنجالديش أكثر دول العالم نشاطا، فالنشاط حسب فهمي، يرتبط بمزيد من اإلنتاجية، واإلنتاجية يصحبها ازدهــــــ­ار االقــتــص­ــاد، وهـــو مــا اليـنـطـبـ­ق عــلــى واقع بنجالديش! كما أنـي لم أكـن أظـن أن مالطة على هـذه الدرجة العالية من الخمول التي تؤهلها للفوز بقصب السبق العاملي في هذا املجال، توقعت أن تتقدم عليها دول أخرى تخطف منها اللقب كبعض الدول اإلفريقية أو العربية. على أية حال، هذه دول أجنبية ال يهمنا كثيرا ما يحدث فيها، ماذا عن عاملنا العربي، وفي مقدمته بالدنا العزيزة؟ تـقـول اإلحصائية إن اململكة تحتل املـرتـبـة الثالثة بـني دول العالم في ارتفاع درجة الخمول والكسل، فهي تأتي مباشرة بعد مالطة وسوايزيالن­د. واحتل الكويت املرتبة السابعة عامليا في نسبة الخمول، ثم تأتي اإلمارات التي احتلت املرتبة التاسعة. وهنا مفاجأة أخرى تحملها هذه النتيجة، فما كنت أحسب أن تكون الكويت واإلمـارات أفضل حاال منا في درجة النشاط والحركة!! ما الذي يجعل شعوبا أكثر نشاطا وحبا للحركة من غيرها؟ يقول املعنيون بهذا الشأن، إن الخمول غالبا يترافق مع ارتفاع مستوى الدخل وانتشار وسائل الحضارة الحديثة، حيث يسهل استخدام املـواصـال­ت، فيكون التخلي عن املشي، وتقل ساعات العمل نتيجة التوسع في االعتماد على اآللة بدال من اإلنسان، فتزيد ساعات الفراغ التي تقضى أمام التلفزيون أو الكومبيوتر، فيكسب اإلنسان مزيدا من الخمول. بعض الناس الذين تزيد عندهم نسبة الحركة، غالبا يكون ذلك بدون اختيار منهم، كاضطرارهم إلى املشي مسافات طويلة، أو العمل الشاق في الحقول، أو في املصانع، أو في رعاية املاشية، أو غيرها من األعمال الحركية. الــدراســ­ات الصحية تـؤكـد أن الـخـمـول قــاتــل، تماما كما هو الــتــدخـ­ـني، فــكــالهـ­ـمــا يــضــر بــالــقــ­لــب ويــتــســ­بــبــان فـــي الجلطة الدماغية وغيرها من األمراض القاتلة. والدراسات االقتصادية تؤكد أن الخمول يؤثر على اإلنتاجية ويـصـيـب االقــتــص­ــاد بــالــوهـ­ـن. والـــدراس­ـــات النفسية تــنــذر أن الخمول يجلب االكتئاب والضيق. والـنـصـيـ­حـة، ضـــرورة إدخـــال شــيء مــن الـحـركـة إلــى حياتنا متى كانت خالية منها، كااللتحاق بناد رياضي، أو املشي، أو السباحة، أو ركوب الدراجة. لكن أغلب الناس يعيرون أذنا غير صاغية لتلك النصائح؟ خاصة النساء، ربما الرتفاع أسعار االشتراك في النوادي الرياضية، ولتعذر املشي في الطرقات، فـهـي تكتظ بــالــســ­يــارات والــغــبـ­ـار وتــكــاد تخلو مــن األرصفة الصالحة للسير فوقها، فضال عن ارتفاع حـرارة الجو معظم شهور العام مما يجعل املشي فوقها أمرا شاقا تعافه النفس. ولعل فيما أعلنت عنه األميرة ريمة بنت بندر عن قرب افتتاح صاالت رياضية لإلناث، يحدث انفراجة للنساء تخفف عنهن شيئا من خطر الخمول.

 ??  ?? ﺃﻓﻴﺎﺀ عزيزة المانع azman3075@gmail.com
ﺃﻓﻴﺎﺀ عزيزة المانع azman3075@gmail.com

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia