إلى وزارة العمل.. املواطن أوال
املتابع للشركات الخاصة يعلم أن أغلب العاملني، وخاصة أصــحــاب املـنـاصـب الـقـيـاديـة أو التنفيذية الـتـي لـهـا عالقة بــمــســألــة الــتــوظــيــف داخـــــل هــــذه الـــشـــركـــات الــخــاصــة داخل اململكة، ليسوا سعوديني، ولذلك أصدرت وزارة العمل قوانني وإلزامات وشروطا تهدف من خاللها إلى زيادة عدد املوظفني السعوديني داخـل تلك الشركات في إطـار سياسة السعودة، لـكـن تـلـك الــقــوانــني فــي نــظــري كــانــت «قــوانــني مـبـوبـة» ومن السهل التحايل وااللتفاف عليها، لعل من أبسط مظاهرها توظيف سعوديني مقابل راتب زهيد ال يتجاوز 3000 ريال.. أين منه املوظف غير السعودي. وأصبح املواطن الذي يأخذ هذا الراتب عاطال وغير عاطل عن العمل.. وأقصد غير عاطل ألنه مسجل موظفا مقابل هذا الراتب الزهيد. وفــي رأيـــي املـتـواضـع أن حــل هــذا اإلشــكــال يكمن فــي فرض قـوانـني إضافية تغلق األبـــواب االلتفافية والـطـرق امللتوية لتلك الشركات من خالل إلزام الشركات باإلعالن عن الوظائف الشاغرة لديها للسعوديني ومميزاتها ضمن موقع إلكتروني يتبع لـــوزارة الـعـمـل.. فــإن لـم يتوفر الـسـعـودي فهي للمقيم وبعدها تكون ملن هم خــارج الوطن على أن تقتصر الفترة األولـــى للتقديم على الـسـعـوديـني إن تــوافــرت الــشــروط بهم وأن يكون لكل وظيفة راتب أساسي تحدده الشركة باإلعالن وتلتزم به ويخضع لرقابة وزارة العمل مع أحقية الوزارة في تتبع تلك اإلعالنات وشروطها وفرض عقوبات مشددة عـلـى املـخـالـفــني لــذلــك.. ولــعــل مــن أبــســط األمــــور أن تقتصر وظائف مسؤولي التوظيف على أبناء البلد وحدهم.. ودون استثناء ات. وال نــنــســى فـــي هــــذا اإلطـــــار أن هــنــاك خـــارطـــة طــريــق حدد أولوياتها خادم الحرمني الشريفني، قد منحت ثقة وتفاؤال بـقـوة ومـتـانـة اقـتـصـادنـا الـوطـنـي مبنية على رؤيـــة 2030 وبرنامج التحول الوطني ومعتمدة على تعزيز التنافسية وتنويع الـدعـائـم، مـؤكـدا حفظه الله أن هــذا الـهـدف يتطلب جــهــودًا مـخـلـصـة ورؤى واضــحــة تـمـكـن الــســوق السعودي مــن جــذب االسـتـثـمـارات وتحسني قــدرتــه على التنافس مع االقتصادات العاملية. وعندما يتحدث قائد البالد عن الجهود املخلصة والرؤى الــواضــحــة، فـهـذا يعني أنـنـا جميعا معنيون بتسخير كل اإلمــكــانــات الـبـشـريـة تـحـديـدا مــن أجــل االرتــقــاء إلــى مصاف الــعــاملــيــة مــن خـــالل إجــــــراءات تــســاعــدنــا عــلــى الـــوصـــول إلى أهـدافـنـا وهـــذا لــن يتحقق حــال كـانـت الــرؤيــة غـيـر واضحة والـجـهـود لـم تكن مخلصة بالقدر الــذي يجعلنا نعمل من أجل وطننا ومستقبلنا. خاصة أننا نملك كل اإلمكانات التي تتيح لنا أن نعزز من موقفنا االقتصادي ونقود سفينة التنمية إلـى آفـاق أرحب وأوسـع ستعود فائدتها بالتأكيد على الوطن واملواطن في املستقبل املنظور.