Okaz

املدير األجنبي.. وسيلة أم غاية؟

- خالد الوابل Kwabel@outlook.com

في البداية أحـب أن أؤكــد أن كل وافــد ساهم معنا في تنمية وطننا هو محل تقدير وله الشكر منا بما قام به. وهو شريك لنا في هذه التنمية. ولكن املالحظ مؤخرا قيام بعض املؤسسات والشركات شبه الحكومية باالستعانة باألجنبي في شغل وظائف قيادية فيها. وهنا بعض األسئلة: ما الهدف من هذا التوظيف؟ وهل املقصود هو نقل ثقافة عمل مختلفة وربما متقدمة إلى بيئتنا؟ وهل تم ذلك فعال؟ وهل حل املشكلة هو بتعيني أجنبي بدال من املواطن؟ وهل خال البلد من وجود قيادات وطنية بنفس مستوى األجنبي؟ ولكن قبل هذا دعوني أستعرض بعض النجاحات لإلدارة السعودية في قطاعيها العام والخاص. وأستعرضها هنا كمثال وليس للحصر. مؤسسة النقد العربي الـسـعـودي والـتـي هـي بمثابة البنك املـركـزي واملـشـرف على أداء البنوك في اململكة. يعتبر النظام البنكي في اململكة من أفضل وأقوى األنظمة البنكية على مستوى العالم حسب تصنيف وكالة «فيتش» لالئتمان املالي، حيث يعتبر النظام البنكي السعودي الرابع عامليا بعد أستراليا وكندا وسنغافورة. وكلنا نعلم أن مؤسسة النقد يديرها شباب سعوديون منذ نشأتها. سـابـك: صنفت سـابـك فـي عــام 2014 الـرابـعـة عامليا مـن بـني الـشـركـات البتروكيمي­ائية والـ502 األكبر في العالم حسب تصنيف «فورتشن 500 العاملية». ورغم أن الصناعات البتروكيمي­ائية كانت جديدة علينا إال أن اإلدارة السعودية استطاعت أن تنقل هذه الشركة إلى مصاف الشركات العاملية. رغم كل ما يقال عن سابك واعتمادها على دعم الدولة إال أنها تعتبر من النجاحات التي تنسب للقيادات الوطنية. معهد اإلدارة العامة وهـو كمؤسسة تدريبية وتعليمية يعد بكل املعايير مفخرة من مفاخر اإلصالح اإلداري في اململكة، بل يعد معهد اإلدارة العامة واحدا من أهم املعاهد التدريبية التي أنشئت في منطقة الشرق األوسط. وهو ثمرة اإلدارة الوطنية وما زال. حسب ما نــراه ونشاهده فـإن توظيف األجنبي هو فقط كونه أجنبيا، فتوظيفه ليس محددا بمدة وال ببرامج مثل برنامج «نقل املعرفة» وال بتهيئة قيادات وطنية لتحل محله عند مغادرته. وكأن وجود أجنبي في رأس الهرم سيحل جميع املشاكل! وأتمنى أن أقرأ أو أسمع قصة نجاح واحدة خلف توظيف األجنبي في مناصب قيادية. رغم ضخامة الراتب الذي يتقاضاه وما يحصل عليه من امتيازات. فالحاصل هو أن هذا املدير األجنبي يستقطب أبناء جلدته ويوظفهم وهذا أقصى ما يقوم به! الخلل يا سادة والذين ترون في األجنبي ما ال ترونه في السعودي هو في طريقة أداء الشركة أو املؤسسة، فغياب املسار الوظيفي واملحسوبية والشللية في تعيني الوالءات على حساب الكفاء ات هي املصيبة ولن يحلها وجود أجنبي! السعودي نجح كطبيب ومهندس وطيار ورجل أعمال رغم صعوبة هذه التخصصات فهل سيصعب عليه إدارة شركة أو مؤسسة! مع األسف كنا نطالب بسعودة الوظائف الصغيرة واليوم نرى األجنبي يزاحم السعودي في الوظائف القيادية! تغريدة: إذا املواطن نجح كطبيب ومهندس ورجل أعمال فما الذي يجعله ال ينجح في بقية املهن؟

 ??  ??

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia