اجلنيه املصري.. انتعاش حقيقي أم صعود غير مبرر؟
على عكس مـا جـرت عليه الـعـادة طــوال الست سـنـوات املاضية بعد هبوب ما سمى بـ«الخريف العربي»، اتجهت أسعار الجنيه املــصــري أخــيــرا إلــى االرتــفــاع أمـــام الــــدوالر وبـلـغ مــا دون الـ61 جنيها، بعدما وصلت عملة مصر إلـى مستويات لم تشهدها فـي تاريخها وتخطى سعر صــرف العملة الـخـضـراء حاجز الـ 20 جنيها في البنوك املصرية، إثر قرار محافظ البنك املركزي طارق عامر في الثالث من نوفمبر 2016 بتعويم عملة البالد. البعض عزا انتعاش الجنيه وسلة العمالت األجنبية إلى نجاح السياسات االقتصادية وحزمة القرارات التي اتخذتها الحكومة بـاالتـفـاق مـع صـنـدوق النقد الــدولــي بــإقــراض مصر 12 مليار دوالر على مدى ثالث سنوات، إضافة إلى وقف استيراد كثير من السلع؛ ما أدى إلى تراجع الطلب على العملة الخضراء من املستثمرين. ولكن يشير آخــرون إلــى أن صعود الجنيه موقت وغير مبرر، وسرعان ما سيعاود التراجع وبوتيرة أشد من ذي قبل، وحجة هؤالء في ذلك أن انتعاش عملة البالد الوطنية جاء بعد إصدار مصر سندات سيادية من الدوالر في أسواق املال العاملية، حققت مبيعات بنحو أربـعـة مليارات دوالر فـي يناير املـاضـي، وهذا ليس من األسباب املستدامة التي تعمل على النأي بالعملة عن التذبذب وجعلها عرضة لتقلبات األسواق. وأشاروا إلى أن العوامل املهمة التي تساعد في استقرار الجنية تتمثل في زيـادة معدالت التصدير، وانتعاش حركة السياحة، السيما في ظل امليزة النسبية التي خلفها قرار التعويم. مـن جهته، أكـد الخبير االقـتـصـادي هاني توفيق أن انخفاض الـــدوالر فـي الـوقـت الحالي غير مـبـرر، وأشــار إلــى أن انخفاض الـــعـــمـــلـــة الــــخــــضــــراء أمــــــــام الجنيه يــــــؤدي إلـــــى حـــالـــة ارتــــبـــــاك في األســــــواق، ومـــن ثــم اضطراب املستثمرين. وقــــال: «املـــصـــادر الطبيعية لضخ الـــدوالر ليست نشطة «التصدير، السياحة»، ولكن ما حدث هو طرح سندات خزانة مـصـريـة لتمويل عـجـز املوازنة؛ لذا فإن قيمة الجنيه تتعافى مـــــوقـــــتـــــا ألنـــــــــه ال يـــــوجـــــد أي ســــــبــــــب أو مــــــــــــؤشــــــــــــر لذلك».