Okaz

إيران تلعب بالنار على حدود إسرائيل

من حرك داعش قرب اجلوالن ودرعا تشتعل!

- عبداهلل الغضوي (جدة) GhadawiAbd­ullah@

لــم تـتـحـرك مـجـمـوعـا­ت مـبـايـعـة لتنظيم داعش اإلرهـــاب­ـــي قـــرب الـــحـــد­ود اإلســرائـ­ـيــلــيــ­ة السورية وتـــســـي­ـــطـــر عـــلـــى بـــــلـــ­ــدات تـــــل عـــشـــتـ­ــرة وعــــــــ­دوان بالصدفة، فال بد من وجود قوة خفية وراء هذا التحرك!. فـبـعـد يــومــن مــن تــقــدم املــعــار­ضــة الــســوري­ــة في املنشية في درعا وتراجع قوات النظام الذي كثف الــقــصــ­ف الــجــوي عــلــى املــديــن­ــة، تــحــرك التنظيم ليزيح املعارضة من مناطق الحدود مع إسرائيل. ولعل هذا التحرك املفاجئ للتنظيم يطرح أسئلة كثيرة حول الــشــكــ­ل األمــنــي الــجــديـ­ـد لــلــحــد­ود مــع إسرائيل. والــســؤا­ل الـــذي يـحـتـاج إلجــابــة مــن حــرك داعش وسهل مروره؟. تشير تجربة التكتيك بن داعش من جهة والنظام السوري وإيران من جهة أخرى، إلــــى أن ثــمــة عــالقــة مـــا بـــن تــحــرك داعـــــش قرب الـجـوالن ومايجري في درعــا من مواجهات بن املعارضة والنظام وامليليشيا­ت اإليرانية، فضال عن دوافع املساومة اإلقليمية التي تتبعها إيران. ففي نهاية العام املاضي إثر سقوط حلب. هددت روسـيـا إيــران بــإجــراء­ات قاسية فـي حــال عرقلت اتفاق وقف إطالق النار في حلب. وبعد يوم واحد فقط انسحبت امليليشيات اإليرانية وقوات النظام من تدمر ليتقدم التنظيم ويطرد القوات الروسية مـن املدينة. بـل إن مقاتلي «داعـــش» خـرجـوا من بعض مناطق ريف دمشق بإشراف قوات النظام وامليليشيا­ت اإليرانية واتجهوا إلى الرقة، باتفاق أشرفت عليه األمم املتحدة. اليوم على ما يبدو، أن إيــــران تـسـعـى إلـــى لـعـبـة تــحــريــ­ك كــل األوراق في املنطقة، في سورية ولبنان والعراق واليمن من أجل فتح جبهات متعددة مع إدارة الرئيس ترمب وإسرائيل هي الجبهة األكثر حساسية في املنطقة. وقــد تستخدم إيـــران أوراق داعـــش، من خـالل عمليات االخـتـراق للتنظيم أو التنسيق - ربـمـا- لتحسن مواقعها، فيما تترقب مواجهة مفتوحة مع الواليات املتحدة األمريكية. تـــــــدر­ك إيــــــــ­ران أن جـــانـــب­ـــا مــــن اإلستراتيج­ية األمريكية التي يدرسها فريق ترمب ملواجهتها فــي املنطقة، يرتكز على مفهوم ضــرب األذرع اإليـــران­ـــيـــة أيــنــمــ­ا وجـــــدت، أفــضــل مـــن مواجهة إيـــــران فــي عــقــر دارهــــــ­ا. وهــــذا بـــدا واضــحــا في املواقف األمريكية املتقدمة والعملية في اليمن، حن أرسلت املـدمـرة كـول الشهر املاضي قبالة السواحل اليمنية. لذا فإن إيران تحاول العودة إلى مبدأ املشاكسة. ولعل سورية الساحة األكثر إغــراء إليــران مـن أي مكان آخــر.. بسبب طبيعة العالقة اإليرانية مع النظام. لذا فالطريق األسرع إليـــصـــ­ال رســـالـــ­ة إلــــى واشــنــطـ­ـن هـــي إسرائيل صاحبة نظرية «األمن املقدس»، ولن يتقن هذا الــــدور إال «داعـــــش» بـتـحـريـك مــخــابــ­رات األسد وطهران ومنح التنظيم حرية الحركة، وإال ملاذا ال تضرب طائرات األسد وروسيا مقاتلي داعش

وهم يتحركون دون رقيب جوي؟

Newspapers in Arabic

Newspapers from Saudi Arabia