عوض النزهان
إن كـــــان الــــهــــال عـــاملـــيـــا وإن كـــــان عـــثـــمـــان العمير نــصــراويــا، فحتما سـيـعـود عـــوض خـمـيـس للهال، أقــول باالستحالة حـيـال عـودتـه ألنــه عـاشـق للنصر ابتداء وانتهاء، عشق النصر لديه عشق الهواة وعشق العــب لعب على مـاعـب تـرابـيـة تـأصـل فيه االنتماء لفارس نجد العاملي، كيف ال وهـو الـذي قيل فيه ما قيل من كونه احتياطيا وهاربا بل قيل خائن، قالوا ذلــك عندما ارتــضــى بضعة أيــام فــي خــوض تجربة االحــتــراف فـي االنـتـمـاء ال العشق فـيـه، وعـنـدمـا عاد لعشقه فعلى من نعتوه بكل وصف أن يرفعوا رايات االعـتـذار لـه، ويثبتوها وخـزا في جبني أرض ملعب األمير عبدالرحمن بن سعود يرحمه الله. أطــــرق بـــاب الــقــانــون الــــذي تـعـلـمـتـه وال يـمـكـن أدعه لــعــاطــفــة أو لـــهـــوى، فــالــقــانــون ال يــعــرف يـــد عوض الـتـي وقـعـت عـقـديـن، وال يــد الــنــزهــان الـتـي أخرجت كــــرة مـــن داخـــــل مـــرمـــى، يـــعـــرف الئـــحـــة ومــــــواد آمرة وزاجــرة، خــذوا مني ولكم حرية رمـي ما أقــول ولكن الحذار من رمي الشتائم، فعوض خميس وقع عقدا صحيحا مــع الــهــال ثــم تــركــه عــائــدا لــنــاديــه، وهنا طـاملـا رئـيـس نــاديــه كحيان رحــب بــه فعليه - وهو أهــل لـذلـك - بتحمل تـبـعـات هــذا الـتـرحـيـب، فعوض قام بمخالفتني وهما (التحايل على قواعد االنتقال) املادة ،)2/1/49( وكذلك (توقيع عقد احتراف ألكثر من نـاد عن نفس الفترة) املــادة ،)5/1/49( وهاتان املخالفتان واضـحـتـان وال تستوجبان القفز ملفردة الــضــحــك (تـــمـــديـــد)، وبــالــتــالــي فــــإن عــــوض معرض للعقوبة املنصوص عليها باملادة )2/49( من الئحة االحــتــراف، وهــي فـي الفقرة )2( غـرامـة ال تزيد على ثاثمائة ألف ريال، أو الفقرة )3( إيقاف ملدة ال تزيد عــلــى ســتــة أشــهــر مــع صـــرف نـسـبـة ال تــتــجــاوز %50 مــن أجـــره األســاســي والــتــزامــه بـالـتـمـاريـن، أو بكلتا العقوبتني معا وفــق املـــادة )2/2/49( مــن القواعد التفسيرية لائحة املشار إليها. ال يمكن تصديق أن عوض وناديه النصر لم يعلما بتبعات التوقيع لعقد بعد رجوعه، فهما قد تقابلت إرادتـهـمـا بالرغبة فـي االرتــبــاط الـعـقـدي، وارتضيا بتبعات ذلــك، وقـد يكون الـنـادي حسبها في السليم من ناحية الغرامة والتكفل بدفعها، وكذلك بالنسبة لـإيــقــاف، حـيـث إن املـــادة لــم تــحــدد هــل اإليــقــاف في فترة توقف النشاط الرياضي من عدمه، فهذا املوسم على نهايته ومع فترة التوقف بعد انتهائه تتقلص املدة، كما أن املادة لم تحدد هل اإليقاف بداية املوسم أو أثنائه أو عند انتهائه، وبالتالي فهو حتما يبدأ من صدور القرار، لذا فالنصر وجد كل هذه التبعات سهلة أمام عودة العب بحجم عوض خميس، وأمام رغبته وندمه على توقيع عقد للمنافس. أختم بأمور ثاثة وهي: عدم اعترافي نهائيا بفكرة التحايل بالقول إن العبا (مدد ولم يجدد)، فهي فكرة ال مضمون لها وال تؤدي لنتيجة، فالائحة واضحة جـــدا حــيــال أحــقــيــة الــاعــب بـالـتـوقـيـع ألي نـــاد بعد دخوله فترة الستة أشهر، وعند توقيعه بعد توقيعه الجديد يعد هذا نكوال للعقد وتوقيع عقدين بفترة واحـــدة، األمــر الثاني وهــو أن جميع عقود احتراف الاعبني تعد وفق الفقه القانوني في نظرية العقد عقودا غير الزمة، وعدم اللزوم هنا هو إمكانية إنهاء الـعـقـد بـــــإرادة أحـــد طــرفــي الـعـقـد أو كليهما بإرادة منفردة، وهو ناتج عن وجود خيار ألحد املتعاقدين أو كليهما بـإنـهـاء العقد مثل (خــيــار الــشــرط) الذي يستطيع املتعاقد إنهاء العقد بإرادته املنفردة. األمــر الـثـالـث بإمكاننا الـقـول إنــه فـي عـالـم العاطفة كـان تصرف الاعب عـوض حكيما وصحيحا، وفي عالم القانون كان تصرفه وتصرف النصر صحيحني في حال معرفتهما معرفة تامة لتبعات التصرفات واستعدادهما الـتـام لتنفيذ أي عقوبة، وهــذا األمر الثالث أجزم به فهو عالم املحبني.